Begin

109 15 34
                                    

يسير بهدوء تحيطه هاله من البرود يتجه الى ثانويته
او كما يطلق عليه عادة "قطعة من الجحيم"
ويدخل الى فصله بهالته المرعبة تلك
ليجلس حيث مقعده المتمركز نهاية الفصل
استطاعت اذنه التقاط همسات الطلاب حوله
هو لا يبالي، قد اعتاد الأمر منذ زمن
يعرف انهم يتحدثون عنه خلف ظهره فقط
على كلٍ لا يجرؤ احدهم على الإقتراب منه
او حتى النظر في عينيه
هو مخيف غريب اطوار
بارد المشاعر و لا يلقي اي لعنة لأي شيء
او هكذا هم يظنون
يجلس بهدوئه المعتاد
رأسه متموضع على طاولته
هو حقا لا يلقي لعنة لإي شيء هنا
مر باقي اليوم الدراسي بشكل طبيعي
او ممل كما يراه شاحب البشرة
لينهض و يقوم بجمع اشيائه المتناثرة بإهمال على طاولته الخاصة
ليغادر الى منزله او كما يطلق عليه شاحبنا
"جحيمي الأبدي"

يبحث عن والدته او بصيغة أصح منزله الآمن
ليجدها تعد الغداء في المطبخ
يحيطها بعناق خلفي و يدفن رأسه في عنقها
تلتفتُ له بدورها تبادله العناق و تقبل فروة رأسه بحب
في هذه اللحظة يتمنى أن يتوقف الوقت
و يبقى كالطفل الصغير بين احضان والدته
هي ملجئه منزله أمانه والشخص الوحيد الذي يفهمه
هي تحبه و تعامله بلطف

هو بدوره يعتبرها حبه الأول و كل ما يملك
تفصل العناق و تطبع قبلة على وجنته الباردة

"كيف كان يومك عزيزي؟"

قالت له بنبرتها الحنونة المحببة الى قلبه
يجيبها ببساطة بينما يرد لها قبلتها على خدها

"لا بأس به،امي سأكون في غرفتي اذا احتجتي الي"

يتجه الى غرفته و يبدل ثيابه
قبل ان يلقي بنفسه في احضان سريره
او كما يطلق عليه "حبيبتي"
اجل حبيبته فهو مكانه المفضل بعد حضن والدته
ليغط في النوم لعدة ساعات

قبل ان يستيقظ فزعا على صوت صراخ والدته المتألم
يخرج من غرفته على عجل
ليقابله المشهد الذي اعتاد رؤيته منذ طفولته
اجل هو يرى والده يضرب والدته الحبيبة
يحاول بكل قوته ان يخلصها من براثن
ذاك الوحش عديم الرحمة و الإنسانية
لينتهي الأمر به مع العديد من الخدوش و الكدمات في جميع انحاء جسده ما عدا وجهه الذي يحاول ان يحميه من الضربات بكل قوته
بعد ان تأكد الوحش ان الشاحب و أُمه يعانقان الأرض بألم خرج من المنزل يصفع الباب بقوة
حتى المنزل المسكين لم يسلم من ثوران هذا
البركان الوحشي عديم الإحساس

لينتهي الأمر بشاحبنا يحمل والدته بجسده المتهالك
الى غرفتها و يعالج جروحها بحرص
و يتوجه حيث غرفته يستلقي مجددا
في احضان"حبيبته"
ليغلق عينيه مجددا راجيا ان لا يستيقظ من جديد
اجل هو يائس لتلك الدرجة
يتمنى الموت كل ليلة بينما يقاوم الم جسده
و يذرف دموعه على وسادته
يحاول ان ينام بسلام و هدوء مع انه يعرف انه ما دام
في هذا المنزل لن يكون هناك لا راحة ولا سلام
هكذا يمضي يوم آخر بنفس الوتيرة المعتادة

I'll be your friendKde žijí příběhy. Začni objevovat