14 - " لغز الصندوق "

959 63 3
                                    


وجدت (هياء) بعد انقشاع الضوء نفسها في السرداب مرة أخرى والكتاب بين يديها. أغلقته ووضعته على الطاولة أمامها ولم تنهض من الكنبة الجلدية وبقيت تفكر. امضت في تفكيرها وقتا ليس بالقليل، ولم ينقطع ذلك السرحان حتى سمعت خطوات نزول من السلم أمامها.
رأت بعد ثوان من سماع الخطوات (أمين) وهو يدخل وفي يده كوبان من القهوة تتصاعد منهما الأبخرة ليضعهما على الطاولة أمامها ويقول:" لِم لم تصعدي للطابق العلوي بعد انتهائك من الكتاب؟ "

(هياء) ببال مشغول:" هذا الكتاب لم يكن كبقية الكتب التي قرأتها سابقاً "

(أمين) وهو يشد كرسياً خشبياً كان بجانبه ويجلس أمام (هياء) قائلا:" لماذا؟.. ما المختلف فيه؟ "

(هياء) وهي توجه نظرها لـ(أمين):" هل قرأته من قبل؟ "

(أمين):" لا... "

(هياء):" إذا؟ لِم اقترحته علي "

(أمين):" لأني كنت أرى أنك بحاجته."

(هياء) باستغراب:" كيف وأنت لا تعرف محتواه؟ "

(أمين) وهو يبتسم بشيء من الحزن:" أنت لست أول من يقرؤه. "

(هياء):" لا أفهم كلامك."

(أمين) مبتسماً:" اشربي قهوتك قبل أن تبرد. "

تناولت (هياء) كوب القهوة وأخذت منه رشفة وبدأت تنظر لرفوف الكتب...

(هياء) وهي سارحة في الرفوف:" لدي الكثير من الأسئلة يا (أمين)... هل ستجيبني عنها؟ "

(أمين) وهو يمسك كوب القهوة الخاص به:" إذا كنت أعرف الإجابة فلن أبخل عليك بها. "

(هياء) وهي تضع كوبها على الطاولة:" لقد فتحت الكتاب الذي أهديتني إياه أمام أبي... لِم لم ير وهج النور؟ "

(أمين):" هذا الوهج لا يراه سوى القارئ فقط. "

(هياء):" ما سر الزهرة البنفسجية؟ "

(أمين):" ماذا تقصدين؟"

(هياء):" في كل كتاب أقرؤه دائماً ما أصادف زهرة بنفسجية... لماذا؟... وهل لها علاقة بتلك الزهرة البنفسجية الجافة التي أهديتني إياها عندما تقابلنا أول مرة؟"

(أمين) وهو يبتسم ويأخذ رشفة من قهوته:" كنت أنتظر سؤالك هذا."

(هياء):" وأنا أنتظر الإجابة. "

(أمين) وهو يضع كوب القهوة على الطاولة:" الوقت لا يزال مبكر كي تعرفي الإجابة. "

وهج البنفسجKde žijí příběhy. Začni objevovat