5 - "النافذة الصغيرة 2"

1K 53 1
                                    

مع أول إشراقة للشمس دخلت (حليمة) غرفة (هياء) بعدما طرقتها لتجدها نائمة، فاقتربت منها وقبلت جبينها وبدأت تمسح عليه بحنان دون أن تتحدث، حتى فتحت (هياء) عينيها وابتسمت عند رؤيتها لمربيتها التي ربتها منذ الصغر وقالت: "صباح الخير يا (حليمة).."

(حليمة) وهي مبتسمة: "صباح الخير يا أميرتي.. هل نمت جيدا؟"

(هياء) وهي تنهض وتجلس متربعة وسط السرير وتمد ذراعيها وتتثاءب: "نعم."

(حليمة) وهي تضع يدها على فم (هياء):" الفتيات لا َ يتثاءبن بهذا الشكل."

(هياء) وهي ترمي بنفسها للخلف على مخدتها الناعمة الكبيرة وتقول بسخرية:"وكيف تتثاءب الفتيات؟"

(حليمة) وهي مبتسمة:" ألست جائعة؟.. لم تشاركي أباك العشاء ليلة البارحة."

(هياء) وهي تحدق بسقف غرفتها:" لا أظنه افتقدني.."

(حليمة) وهي تفتح دولاب الملابس: "على العكس تماما، لقد كان الضيق باديا على وجهه حتى إنه ثار غضباً من الطباخ لسبب بسيط."

(هياء) وهي لا تزال تحدق بسقف الغرفة: "ربما لأنه وضع الكثير من الملح في الحساء كالعادة."

(حليمة) وهي تقلب الملابس مبتسمة: "لا.. لقد نسي أن يجهز مكان أمك على المائدة."

(هياء) : "أحيانا يُخيّل إلي أن أبي مجنون."

(حليمة) وهي تسحب فستاناً من الدولاب وعلى وجهها نظرة استغراب يخالطها بعض الاستياء:" لِم تقولين مثل هذا الكلام؟"

(هياء) وهي تنهض وتعتدل في جلستها وتسند ظهرها للمخدة الكبيرة:" أمي ماتت منذ سنين طويلة وهو لا يزال يُعد لها أطباقها المفضلة على المائدة في كل وجبة... إذا لم يكن ذلك جنوناً فماذا تسميه؟"

(حليمة) وهي تفرش الفستان على السرير: "حب.."

(هياء) وهي تضحك بسخرية:" حب؟"

(حليمة):" نعم حب..لِم أنت مستغربة؟.. ألا تحبين أمك؟! "

(هياء) وهي تنزل من طرف السرير وتمسك معلاق الفستان وترفعه أمام نظرها: "أنا لم أعرف أمي كي أحبها."

(حليمة) بوجه حزين: "لكنها أحبتك.. وبشدة أيضا."

(هياء) وهي تمد الفستان نحو (حليمة): "هذا الفستان لا يصلح لجولة توزيع الكعك على أراذل الحي، فهو أفخم من ذلك."

(حليمة) وهي تمسك الفستان وتقول بخوف وتوتر شديدين: "أرجوك يا سيدتي، لا تستخدمي مثل هذه العبارات؛ فقد يسمعنا السيد الكبير وتكون عاقبتنا وخيمة."

وهج البنفسجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن