الفصل الثامن

18 4 0
                                    

لا يمكن تغيير الماضي، ولا تجاهل الحاضر، ولكن يمكن تفادي شرور المستقبل إن عُلِمت
.
.
.
.
.
.
.

  - كم مؤامرةٍ حيكت خلف ظهري وكنت غافلةً عنها!

كان هذا اول ما قالته اوديليا بعد بعد صمت دام طويلًا، واسترسلت غير مصدقه

   - أتلك هي من ربتني بحب بعد مقتل والديّ!، أتلك من علمتني وابل اللعنات، ولكي اطلقها على حبيبها؟!، أتلك من وشت بي؟، أتلك من كنت اعتبرها كأمي!

اهً يا ملكة، اهً منكِ وانتِ غافلة عن ما يحدث...

انهت حديثها بألم وامسكت رأسها بيديها الإثنتين تضغط بهما على رأسها
لربما كل ما يحدث من وقع خيالها، بل قد يكون احد كوابيس ليلاتها العاصفه
قد تستيقظ الان مدركه أن كل ذلك حلم، فتذهب نحو غرفتها المفضله وتصنع عطورها خلابة الرائحة ناسية بذلك كابوسها الأوحش، كما كانت تفعل دائمًا
لكن بئسًا فما يحدث حقيقة، وما رأته قد يكون اكبر لعنة حلت عليها
          
" ماذا ايضًا يأتي اسوء من هذا اليوم الملعون!"

هذا ما فكرت به اوديليا في محاولة لإستيعاب ما يحدث، مرت اليوم بالكثير من الصدمات التي لا يحتملها عقل!

امعن جونغكوك النظر فيما يحدث، و فورما ابتعد الأمير عن تلك السيدة، استوعب انها احدى الوصيفات التي كانت تمسك باوديليا عندما اعُدم ذلك البشري، واتضح له الان انها شخص مهم لإوديليا، او ربما كانت

نظرت اوديليا ملقية على جونغكوك اللوم، فهو سبب كل تلك المصائب التي تحدث اليوم، سرعان ما لانت ملامحها تجاهه، فهو ايضًا سبب انها علمت عن كل تلك المؤامرات، وهي الان ليست مجرد ملكة منفية، بل ملكة يخططون لقتلها قريبًا، وهذا لن يحدث ابدًا!

خرج الإثنان من القصر بصعوبه، فالخدم منتشرون بكل مكان، ولم تستطع اوديليا تحديد من منهم الخائن ومن ليس كذلك

وصلا للحديقة، وقد خلع جونغكوك ملابس الخدم التي ازعجته، أما اوديليا فشردت مع افكارها ولم تفعل، كاد جونغكوك أن يخبرها بخلعها لتلك الملابس
وما كاد يفتح فمه حتى اتجهت نحوه احدى الخادمات التي قابلها قبل قليل

وقف جونغكوك سريعًا امام اوديليا محاولًا اخفائها خلفه، تحدثت الخادمة غاضبة

  - ما الذي تفعله هنا، غير مسموح لك بالتواجد هنا!

حاولت النظر خلفه وما رأت سوى ملابس الخدم كتلك التي ترتديها، فضحكت ساخرة

   - وايضًا تحميها؟، الست فقط تُسلي وقتك كغيرك من اتباع الأمير؟!
وانتِ ايتها الخائنه، ألأنّ الملكة ليست هنا تفعلين ما لا تجرئين على فعله في حضرتها!
كم من ذهبًا يعطيكِ؟، وكأنك تستطيعين استخدامه هنا على اية حال!
فلتذهبا من هنا وافعلا لعنتكما بعيدًا عن حديقة الملكة!

سحب جونغكوك اوديليا حارصًا ألا تظهر من خلفه، وابتعد عن الحديقة بسرعة، وما أ رحلا حتى تحدث مبتسمًا

   - لا زال هناك من يحبكِ بصدق

شعرت اوديليا بالإمتنان لتلك الخادمة التي تعرف وجهها بالفعل، لم تتحدث معها قبلًا لكنها رأتها كثيرًا حولها، كاد يكشف امرها، لكن وجود من يحبها بصدق ويدعمها كملكة، اثلج قلبها ومدها بالقوة لمواجهة ذلك الأمير ومن معه من خونه
لم تكن بتلك القوة الكبيرة ولكن لا بأس بها كبداية للطريق

وها هي السحابة الذهبية عادت تركض نحوهما مجددًا، وهذه المرة انطلق كلًا منهما على حده

يركضان باقصى سرعة، حتى حل الظلام حولهما لدقيقة او اكثر
وهذه المرة لم يعد الضوء يسطع ككل مرة، فتلك المرة كان الظلام يحتل الجزء الأكبر من المكان، وما من مصدر للضوء سوى تلك النيران المشتعله بكل مكان

وقف الإثنان مصدومان من بشاعة ذلك المنظر

كانت المملكة بأسرها مهدومة ومقلوبة رأسًا على عقب
تحيط بها النيران من كل جانب
وجثث السمائيين قابعه بكل ارجاء الارض المردومه ببقايا المنازل
وبلورة المملكة تترأس اعلى السماء، تشع منها النيران في مظهر يدب له الهلع في كل القلوب
ومما لا جزم فيه، أن نيرانها لم تطل المملكة فقط
بل من المؤكد انها دمرت الارض معها!




ممكلة تدوريس: الملكة المنفيه Where stories live. Discover now