الفصل السادس

20 4 0
                                    


جراح الماضي الداميه لا تلتئم ابدا، فما ان تظن نفسك قد نسيت تلوح امامك سيوف الماضي من جديد

.
.
.
.
.
.
.
.
.


راحت تجري هي بين الأشجار غير عابئه بأنفاسها اللاهثه، لم يكن ببالها سوى الخوف من موت ذاك الإنسان، شعرت بالغضب يتسلل اعماقها، لقد حذرته بعدم الذهاب الى هناك، لكنه لم يستمع لها!، ما لبثت ان تبدلت مشاعرها بالذنب، فما كان عليها تركه بمفرده من الأساس، هي المخطئه،..دومًا هي المخطئه.

وقفت امام المنحدر تلهث في محاوله لالتقاط بعض الانفاس الضائعه، تلتفت بخوف في كل اتجاه
آمله أن تراه غاضبًا في وجهها لوجوده في هذا المكان الغريب

او متأففًا طالبًا المزيد من الأشجار خاصته فتلك لا تكفيه

لكن مهما بحثت بعيناها، فلا وجود لجسده الضخم.

ركعت ارضًا في ضعف، هل ضاع منها انسان اخر!، وهذا ما ذنبه؟، فلا تربطهم اي مشاعر حتى، هو مجرد انسان عاديّ لديه حياته الخاصه وعائلته المحبه، فبماذا آثم كي يضيع معها على جزيرة هالكة، نهضت سريعًا وعيناها تشتعل عزمًا، اقسمت انها لن تعود ادراجها سوى وهو معها، لم تفكر ولو لمرة قبل أن تقفز نحو المنحدر، وما رأت سوى السواد في طريقها نحو الاسفل

سقطت على شيء طريّ جهلت هويته، حتى بدأت الإضاءه تظهر امامها، وما أن اعتادت عيناها الضوء، حتى وسعت على اخرها، فهي الان بغرفتها الملكية بالقصر، جالسة على فراشها ومن حولها مقتنيات ابدًا ليست خاصتها، لكنها بالتأكيد غرفتها.

فُتح الباب قاطعًا افكارها، وما رأت حينها سوى الملك الاول ارنولد، نظر هو تجاهها، فتسمرت بخوف، قلبت جميع الأفكار بحثًا عن أي عذر او تفسير توضح به وجودها.

تحرك الملك تجاهها ببطء بينما خلفه زوجته الحامله بين ذراعيها ابنهما الاول، كتمت اوديليا انفاسها في رعب، لقد فشلت فشلًا ذريعًا في البحث عن ما تسد به فضول الملك الهائج، لكنها اطلقت زفيرًا طويلًا فورما مر الملك جوارها غاضبًا واخرج خنجرًا سارع  بتمزيق خريطة الارض المعلقه على الحائط به، وتحدث غاضبًا

  - أبعد كل الخيرات التي اعطيتها لهم يحاولون قتل ابني الوحيد!، هؤلاء البشر الملاعين، فليموتوا عطشًا وجوعًا اذًا.

همست اوديليا بتعجب

   - مهلًاأالا يراني؟!

التف الملك ارنولد عائدًا نحو زوجته ساحبًا من بين يديها ابنه الاكبر ثيودور، وما لبث أن حمله حتى تبدلت ملامح الملك الغاضب الى ملامح والد يحنو على ابنه

  - سأحميك يا ولدي ولو اضطر بي الأمر لإهلاك البشر اجمع!

ممكلة تدوريس: الملكة المنفيه Where stories live. Discover now