الفصل الواحد والعشرون | مثل العسل

Start from the beginning
                                    

"انا احب احضانكما.. وأشعر بشعورٍ جميلٍ جدًا حينما تحتضِنانِني.
ان كان الأمر يُشعرُكُما بمثلِ ما اشعر به فلا بأس بإحتضاني دون إخباري".
تمتمتْ بخفوت غارسةً رأسها في صدره، تشعر بالخجل والتوتر من الخطوة الكبيرة اللتي خطتها.
سكتَ ريكاردو قليلًا حتى ظنت ليتيزيا كونه لن يقوم بالرد عليها حتى قال:
"انا اهتم بأمركِ كثيرًا ليتيزيا. انا فقط لا أعرف كيف افهم مشاعري واعبر عنها جيدًا مثل والدي، لكنني سأحاول. اعدكِ سأفعل".
ختم كلامه بقبلة طويلة على رأسها جعلتْ ليتيزيا تبتسم بإتِّساع.
هي سعيدة كونها اتخذت تلك الخطوة.

نزلا للأسفل يمشيان قرب بعضهما البعض مع ريكاردو واضعًا يده على كتفها.
شعر لويجي بالسعادة وهو يرى كون علاقة ابنه بإبنته قد صارت أقرب وأفضل من السابق كما أنه لم يغفل عن التطورات اللتي حدثت في علاقتهما مع مرور الأيام.
"كيف تشعرين؟"
سأل لويجي وهو يجلس امام ليتيزيا على الأريكة، بينما جلس ريكاردو قربها.
ابتسمتْ ليتيزيا بخفّة واومأت برأسها وهي تقول:
"بخير. قالت الطبيبة كوني اتحسن".
ابتسم لها بخفة بالمقابل
"هذا جيد".
لقد أراد إخبارها عن كونها لن تتخلص من جميع الجروح اللتي على جسدها. أراد مصارحتها بحقيقة بقاء بضعة ندوب محفورة على جلدها تأبى ان تختفي. لكنه لم يُرد إحباط راحتها وسعادتها الظاهرة حاليًا.
سيخبرها على اية حال،
لكن الآن ليس الوقت المناسب.

"المعذرة.."
تمتمتْ ليتيزيا بخفوت جاذبةً انتباه الرجلين.
اولياها اهتمامها مباشرة وقالت بعد ان اخذت نفسًا عميقًا
"هل يمكنكم اخباري عن باقي اخوتي؟ اعني اسماءهم مثلًا. سيكون من المحرج ان لا اتذكر اسماءهم".
ابتسما بخفة. لا شيء أجمل من رؤيتها تحاول الوثوق بهما
"بالتأكيد، ليتيزيا" قال ريكاردو بنبرة ودودة واضعًا يده على كتفها
"انا الأكبر كما تعرفين بالفعل.
الثاني هو جابريل، في الرابعة والعشرين من عمره، اي أصغر مني بعامين.
الثالث هو اينزو، في الثانية والعشرين من عمره.
أصغر اثنين هما توأم،
انتونيو واندريا وهما في الثامنة عشر من العمر".

"توأم؟ هذا رائع.." تمتمتْ بخفوت.
"جابريل واندريا متحمسّان لمجيئك كثيرًا" قال لويجي وهو يسكب بعضًا من الماء لنفسه من على الطاولة
"جابريل بالتحديد. لقد أمضى الأيام السابقة يسألني عن ما تحبين من الطعام والأشياء لتحضيرها من أجل قدومك".
دُهشت ليتيزيا مما سمعته. لم تتوقع أن يهتم بها احد وهو لم يرها حتّى. لكنها وجدت نفسها تفكر بذلك السؤال
"وماذا عن الآخرَين...؟".
نظر لويجي لريكاردو اللذي بادله النظرة.
ما زالا لا يعرفان كيف ستكون العلاقة بين ليتيزيا وبين اينزو وانتونيو.
وبالطبع، انتونيو اكثر من اقلقهم.
"اينزو ذو طبيعة متحفِّظة قليلًا، من الصعب معرفة ما يفكر به. لكنه لا يرفض وجودكِ طبعًا.
وانتونيو.." نظر ريكاردو لوالده في نهاية كلامه، يطلب منه استلام الدفّة.
"انتونيو يواجه نفس مشكلتكِ الحالية،
التقبل. ليس مولعًا بالتغيير كثيرًا، فقط يحتاج بعض الوقت".
فهِمت ليتيزيا من كلامه ان انتونيو لا يريدها.
لم تكن ساذجة لتصدق محاولته بتلطيف الحقيقة، لكنها كانت ممتنة كونه لم يكذب عليها ويوهِمُها كون انتونيو لا بأس عنده مع فكرة عيشها معهم.
هذا اقل ما كانت تتوقعه اساسًا.
وجود اربعة أفراد من عائلتها يتقبلون وجودها هو اكثر من كافٍ بالنسبة لها.
لقد عاشت طوال حياتها السابقة مع 'عائلة' لم تعترف بوجودها حتّى، لذا ان يتغير حالها هكذا من نكرة إلى فتاة 'عادية' يهتم بأمرها بعض الأشخاص لهو اكثر مما كانت تحلم به.
لا بأس مع اينزو، ستحاول ان تكون فتاة جيدة في التصرف معه قدر الإمكان من أجل الّا تجعله يكرهها ان لم يكن يفعل مسبقًا.
وانتونيو، ستتجنبه وحسب.
هي بالأصل تشعر بالعبئ كونها ستعيش معه تحت منزله وتتشارك معه في اخوته ووالده،
اقل شيء تفعله له هو ان تتصرف كأنها ليست موجودة.



أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's BeastWhere stories live. Discover now