الفصل التاسع عشر | إنفصام..؟

Start from the beginning
                                    

"انتِ بخير؟" جذبها سؤاله من عمق افكارها.
اومأت برأسها وتمتمتْ:
"نعم بخير.
عذراً، كم الساعة الآن؟".
"السابعة والنصف مساءًا تقريبًا".
'اوه' خافتة خرجت منها. لقد توقعت ان يكون الوقت هكذا تقريبًا؛ كانت واعية على حقيقة نومها غير الطبيعي في الآونة الأخيرة وشعرتْ بالقلق قليلًا بخصوصه. أرادتْ سؤال لويجي عن الموضوع لكنها ترددت؛ ماذا لو انزعجَ من سؤالها؟
"لدي شيء اريد اخباركِ اياه".
نظرتْ له بترقُب مع تصاعد نبضها قليلًا. آخر مرة سمعت هذه العبارة عرِفَت بعدها انها ابنة لويجي، والمرة اللتي قبلها عرِفَت كونها سيتم تزويجها.
بالمختصر، اشياء مثيرة للإهتمام والصدمة جاءت بعد هذه العبارة.
"لقد ذهب جابريل؛ اخوكِ الأكبر الثاني، إلى امريكا امس مساءًا لأجل اجراءات الوصاية".
اتسعتْ عينيها بخفة وشعرتْ بأنفاسها تصبح ابطئ.
جابريل؟ امريكا؟ وصاية؟
ابتسم لويجي، ابتسامة خفيفة مثل سابقاتها لكن السعادة والراحة واضحة فيها، واكمل:
"لقد تمتْ الإجراءات بشكلٍ ممتاز. أصبحتي رسميًا وقانونيًا موريتي واخذتُ كامل الوصاية عليكِ".

ثانية، ثانيتين، ثلاث.. حتى استطاعتْ استرداد القدرة على الحديث
"هل.. هل عاد المارتينز إلى امريكا؟".
"نعم، ايضًا امس".
"وذهب ابنُك الأكبر من أجل الوصاية؟".
اومأ وقال: "هو المستشار القانوني الخاص بالعائلة".
"و.. ووافقوا على اعطاءك الوصاية؟".
تفهَمَ لويجي صعوبة تصديقها للأمر. لذا، اخرج هاتفه من جيب سرواله الأسود وقام بإعطائها اياه بعد النقرِ عليه عدة مرات.
اخذتْ ليتيزيا الهاتف بتردد وهي تشعر بيديها باردتين. الجو كان دافئًا في الغرفة ولم تكن ترتدي ملابس كاشفة للغاية، لذا تساءلت ما سبب شعورها بالبرد.
حدَّقَت بالورقة الموَّقعة اللتي تنُص على إعطاء كافة الوصاية والحقوق الخاصة بها إلى عُهدة لويجي.
نظرت للتواقيع مرة ومرتين وثلاث وأربع حتى انزلتْ الهاتف ببطئ وجلستْ تفكر في صمت.

لقد تحقق الأمر. بينجامن لم يعُد يملك الحق ل'تأديبها' بحجة كونه والدها حتى لو لم يقل هو ذلك بنفسه.
دانيال لا يستطيع ضربها مرة أخرى كونه اخوها الأكبر، لا يستطيع الصراخ عليها ولا جلدها ولا نعتها بأسماء لم تفهم معنى اغلبها.
هي لم تعد مجبورة على العيش معهم في ذلك السجن وقضاء ايامها في القبو والزنزانة.

هي لم تعد ليتيزيا مارتينز.

رفعتْ نظرها ببطئ للويجي.
هو الآن يملك كافة الحقوق اللتي تخُصُّها.. هل سيقوم بإستغلال هذا الأمر ضدِّها ويقوم بأذيتِها؟ هل سيكشف ان تصرفه في السابق بأكمله كان مجرد تمثيل؟
لكن كان بينهم عقد.. لكنه رئيس مافيا! سلطته تفوق اي عقد وأي توقيع..
حدَّقَتْ في عينيه بقلق، تبحث عن أي دليل يجعلها تتخلّى عن شظايا الثقة تجاههم اللتي كانت قد كسبتها في الأيام القليلة السابقة..
لكنها لم تجد ايًا من ذلك.
كان يُناظرها بثقة، السعادة واضحة في عينيه اللتان تبدوان صافيتين من اي افكار سلبية كانت تخاف ان يملكها..
"انت الآن ابي؟".

أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's BeastWhere stories live. Discover now