البارت الحادي عشر البارت الاخير

674 19 12
                                    

الرسالة"

" إن كانت سلامة محمد تهمك ؟ افتحي الهاتف الموجود

داخل الظرف وانظري إلى الفيديو الوحيد الموجود

بداخله.

ليساء، لم أعلم أنك ستفعلين ما فعلتيه من فعلة

شنيعة شرخت كرامتي بعد يقيني أنك بدأت تحبينني، لن أسألك عن شيء بعد أن كذبت علي....

لكنني ولأول مرة سأحذرك، إن لم تعودي للقصر خلال

الأيام الثلاثة المقبلة؟

سيكون مصير محمد الموت، ثم بكل أسف لن يجدوا

أهلك الراحة.

توجد خاصية بالهاتف أن تضعي على الخارطة المكان الذي تودين أن تكوني فيه كي تعودي إلى القصر، وأريدك أيضًا أن ترسلي رسالة تضعين الوقت المناسب لك واليوم

المناسب على الرقم الوحيد الموجود داخل الجهاز. لديك مهلة ثلاثة أيام فقط إن لم أر منك رسالة، إن لم تقدمي إلى القصر مرة

أخرى ؟
سيموت محمد، ثم أن الأذى سيلحق حتما بكل أحبابك،

بما فيهم بدر لم أشأ يوما أن أهددك، لكن ما حدث غير مقبول إطلاقا، واعلمي أنك في حال رغبت في العودة أنا من سيأخذك إلى

القصر، وأرجو ألا تستخدمي ضعفي أمامك مرة ثانية. والأمر الأخير الذي أريدك أن تستوعبيه ؛ أنك تستطيعين إبلاغ الشرطة، وسيقبضون علي حتما، لكن إن حدث ذلك، اقسم لك أن جميع أحبابك لن يكونوا بخير، فقد أعطيت الأوامر الرجالي بذلك"

جثم الخوف في قلبها وتوزعت مراسيم التشنج أجنحتها التي ما اعتلت حتى سقطت، وأخذت تدير عيونها تارة وراءها وأخرى حول المكان، ترصد إن كان هناك من يراقبها، ثم ذعرت وهي تمسك الهاتف ويديها ترتجف مما قرأت وعلمت، فرأت الفيديو المنشود، ثم ما لبثت تفتحه وتحدّق فيه حتى حذفته من يدها وهي تهتر اهتزازا من بشاعة ما رأت، لم تعتقد أن هناك تعذيبا

وحشيا قد يُعذب به احد مثلما شاهدت محمد وهو

يتعذب على يد رجال يضعون الأقنعة على وجوههم، وقد احتل الدم كامل جسده احتلالا، فصمتت صمتا طويلا وهي تفكر بمحمد المسكين، وتتذكر كيف أثر على نفسه وحياته لإنقاذها، فتناست وجود أهلها حولها، وقست على قلبها أن تعود إلى القصر كي تنقذه من العذاب، وتنتقم له مما يشعر فيه، فتذكرت خالد للحظة وشعرت بالفرحة للقياه من جديد رغم أنها من المفترض ألا تفرح بعد أن شاهدت التعذيب، وتعبس لدخوله حياتها ، فهو الذي أجرم في حق من كان سببا في شفاء أبوها، لكنها باتت تجهل نفسها بعد أن وضعت لخالد عذرًا في تعذيب محمد ؛ لأنه خان الأمانة، وكسر كلامه، وأعادها إلى المنزل، فقررت

ليساء في جوفها قرارًا: أن تعود للقصر ! لم تعتقد أنه في يوم سيسكن خالد تفكيرها من باب قربه لها، لم تعتقد بعد أن رحلت عن المكان الذي لطالما تمنى قلبها الابتعاد عنه أن تحن للعودة إليه، لم تفهم سببًا واحدًا يجعلها تتعاطف مع محمد رغم علمها بقلبه الأبيض، لكنها تعلم يقينا أن القلب الأبيض ما عاد ينفع إن كان هو سببًا في اختطافها، ولم تعلم أنها أحبت غرفتها في القصر إلا بعد أن عادت إلى منزلها، فقررت العودة له، وكان العذر الذي وضعته لنفسها أن تنقذ محمد
بعد أن قالت: سأنقذ محمد بل سأرى خالد بضعة أيام أخرى قبل أن أعود إلى هنا، ولن أنسى أن استوصي بلينا خيرا فقد كانت لي خير الرفقة في اختطافي، لكن ماذا

 رواية ليساء Where stories live. Discover now