البارت السادس

635 14 2
                                    

لم يشهد أهل ليساء ذعرا كما يشهدونه في غياب ابنتهم بعد أن ضاعت في فضاء واسع خلف أسوار الغموض، فكانت أمها بشاير تبكي كلما مرت دقيقة حسرة على فتاتها، لم تشعر بأنها ستفقد ابنتها مثلما تشعر بعد فقدانها، وجلست تقول لكل من يلتقي بها ويواسيها : لا تواسوني بابنتي ابحثوا عنها في كل مكان.... كانت تلك الأم المهزومة التي ترثي حال صغيرتها أينما حلت وارتحلت، وكأن ما أصابها حل في عقلها فذهب مع ذهاب ليساء دون أن يرجع إلى ما كان موجودًا فيه، أما أبوها، فما يشعر إلا بلوعة الحزن التي تلوي صدره، وكان لا ينام إلا عند مبنى التحقيقات لعل الأخبار تعلو به علو الطائر في السماء، ولا تجعله سجينا يكابد آلام النفس والحسرة، فيأكل حيث يجد ، دون أن يجعلها لقمة هنية، لا يستقر في مأوى نسي نسيانا ما معنى البهجة وهو قابع في أحزانه على ابنته، فما لبث في تقلباته وبرودته التي عكست الأمطار التي تعصف في البلاد حتى اتصل عليه المحقق سلطان يأمره بالمجيء العاجل

هرع ناصر بعد أن نزل من السيارة دون أن يغلقها ناسيا

كل شيء خلفه وهو يبحث عن فقيدته، فوصل إلى مكتبالمحقق سلطان وطرق الباب ثم دخل قبل أن يأذن له!

قال المحقق سلطان متعجبا :

كيف لك أن تصل بهذه السرعة؟

فقال ناصر وهو ينتظر بشارة يبشرها به المحقق: لا يهم !! ما يهمني فقط أن تكون ابنتي بخير استأذن المحقق سلطان أن يجلس ناصر قبل الإدلاء بأي شيء يعرفه، فجلس ناصر وقد اتضحت على ساقيه

الرجفة..

قال سلطان

سامي -

ان الشحر

من سبع

نهض المـ

اللون احمر

. انظر، هـ

هي السـ

قاطع ناد

- كل ما سأقوله لك هو بشكل مبدئي، ونحن نعمل

جاهدا على قضية أبنتك....

فقال ناصر بانهزام بعد أن ارخى كتفيه :

عناه

اسأل الله

حاول الـ

رغم احترا

ألم تجدوها ؟

قال المحقق سلطان

بعد الاطلاع المكثف على كاميرات المراقبة للبنك، لم

يكن وجه الشاب معلومًا وتبين عند الخبراء لدينا أنه

متمكن في إخفاء نفسه جيدًا، لكننا بحثنا خلف لوحة

السيارة ووجدناها تعود لرجل اسمه فهد عبد الرحمن

سالم، واسمه توافق مع الاسم الذي أعطتنا إياه
سامي - العجوز - لكن ما جعلنا في صدمة وذهول هو أن الشخص المسجلة باسمه السيارة متوفى منذ أكثر

 رواية ليساء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن