البارت الثامن

528 8 0
                                    

ارتدى القمر ثوبه الثاني يومين متتابعين وكان لا يمر على ليساء يوم إلا وقد أخذتها مراقبة خالد عبر النافذة فتعطف على وحدته وقلبه، حين تراه تارة يطعم البط المتلهف للطعام، وتارة أخرى يسير وحيدا دون خدامه ودون هاتفه، يجلس على الضفة الأخرى بأجيج الشلال نازعا ثوب الكبرياء والعلو، متمسكا برغبته في إبقاء ليساء

في قلبه، لعله ير النور في الحياة. انتظرت ليساء أن تغرب الشمس، الأمر في نفسها.

فضغطت بعد مغربها على الزر فأتت إليها لينا برحابتها

المعتادة ....

قالت:

كيف يمكنني أن أخدمك سيدتي؟

قالت ليساء:

لا أريدك يا لينا الآن، كنت أقصد محمد.

فقالت لينا :

محمد مشغول في قص الشجر وتهذيبه، هل بمقدوري

انا مساعدتك؟

خافت ليساء أن تمر الأيام أكثر فيصيب أهلها مكروه

وكان هناك سرا بينها وبين محمد، فقالت للينا :
تعالي معي، أريدك أن تدلينني مكانه .

قد لا تستطيع أن تغير الواقع، لكنك تستطيع أن تصنع واقعك داخل الواقع المحكوم عليك... كن على يقين أن الحياة لن تعطيك كل ما تريد، أنت لست بالجنة، كي تحصل على ما تتمناه... لكنك بتوكلك على الله تستطيع أن تصنع لنفسك أياما

تكون لك أكثر مما علمت ومما حلمت ... الله وحده القادر أن يصنع لك من نار صدرك بساتينا يطمئن قلبك للعيش فيها بعد أن تعطيه ثقتك كاملة

ويقينك الكامل.

الوصول"

بعد أن وصلت ليساء إلى محمد، واستمطر قلبها مطرا من التفاؤل، حين عم السكون القصر أياما متتابعة، دون أن تدرك أخبارًا لا تحمل السرور، فعلمت يقينا أن محمد

لم يفش سرها، ولم يخن وعده لها !

استأذنت ليساء لينا أن تتركهما وحدهما، فسمعت

واطاعت، وذهبت حيث كانت، وأخذت ليساء تنظر إلى

محمد نظرة كاملة، ثم همست: هل هنا توجد أجهزة

تنصت؟

فأشار لها رافعًا حاجبيه كما يود أن يخبرها أنه توجد

الأجهزة فعلا، ثم حرك يديه وقال بنبرة عالية: لا توجد مشكلة يا سيدتي كل شيء سينحل في

غرفتك !

ثم مشى كي يجعلها تستوعب المجيء، فاستوعبت فورا وذهبت قبله إلى غرفتها، وهو يلحق بها بالخطوات المدروسة قبل مجيئها، ليجعل كل مار يعتقد أنه يفعل ما أمر به، وما وجد لأجله، وهي ليساء.

ما

ا إن وطأت أرجلهما الغرفة حتى همس محمد

قائلا :بعد ثلاثة أيام، تحديد يوم الأحد، أريدك أن تكوني

 رواية ليساء Where stories live. Discover now