- الأول -

21.9K 247 16
                                    

« الـمركـزّ - مُـنتـصـفّ اليِّـل »
.
رفع يده يركزّ بَـ إنظاره على ساعته تطول تنهِيدته من شديد إنزعاجه من يومه الطويل ، وقفّ يمشي بخطاه وهو يدعي ربّه مايلقى إحد من العساكر ويعطيه ملفّ أو مهمه حاليّا لأنه بَأشد حالات قسوة مزاجه ، طلعّ مفتاحه من بدّلة دوامه يضغطّ على أحد الأزرار ينتشر نور السيّاره بظلام المواقفّ الدامس وهو يركبّ سيّارته ويحركّها صوبّ قصورهم ..

نزل عن سيّارته يسوق خطاه للمدخل وهو بالكاد يشوف طرِيقه من الإرهاق ، يرقى للدور العلويّ يفك أزرار بدلته تتسلل يده لقبّعته العسكريه ينزّلها عن راسه ينكشف شعره الكثيفّ الداكن ، فتح باب غرفته يشغل التكييف يترك اللمبّات طافيه ويكتفي بالأبجوره كونه بينام إساساً ، من بدّل ملابسه يعلقّ بدلته العسكريّة يلّي أمتلت بالنجوم و يزيّنها الإسم المُهيبّ « عبدالعزيز بن سلطان آل سعود » يحطّ قبعته بجانبه ، إرتخى جسده على السرير يدعي ربّه إنه ينام شوي قبل صلاة الفجر .

تعالت إصوات المساجد مُعلنه إقامة صلاة " الفجر " فزّت عِيونه قليلة النومّ وسجيّنة الأرق على صوت جنّته يوم قالت " قوم الصلاة يا يمه " ، تمدد على ظهره يوسّع يدينه بَـ إرهاق شديد وما أخذ من ليلته الا ٤٠ دقيقه من النوم ، وقفّ يسوق خِطاه للحمّام ويطلع منه وهو متوضّي و فجأه بدات خطواته تتسارع يلبسّ بدلته الي للتوّ حطها عشان يلحقّ على صلاة الجماعه ، وقفّ أمام المرايه يعدّل ياقة بدلته ويميّل أسمه يختمّ طلّته بالقبّعه ، طلع من غرفته يشوف أمه يلّي واقفه بالمطبخ تسوي مشغوله بالفطور ، تبسمّت من سمعت خُطاه يلّي تقدر تفرقها بين مليون خطوه لتميّزها ، باس راسها تمِيل إبتسامته بخفّة شديده يقول ؛ وش تسويّن ؟
نطقت أمه تقول ؛ أسوي فطور الشايب .
ياخذ الكوبّ من الدرج ويقول ؛ الشايب مابعد قام ؟
ضحكت إمه تقول ؛ الا والله قام ، ومن يوم قام وهو ماغير يهرّ علي - يهاوشني - .
عقد حواجبه بسخرِيه يرفع الكوبّ لثغره ويطلع من المطبّخ متوجهة لغرفة إبوه بعد ما جامل أمه لأنه عارف أن ابوه مايهاوش أمه الا فيه موضوع مشغل باله ، دقّ الباب على ابوه بخفّة حتى سمح له بالدخول يفتح الباب يحصّلها يرتدي شرّابه ( اكرمكم الله) ، من شافه سلطان هز راسه بقلّ حِيله كونه عارف من نظرات عبدالعزيز أنه عارف بضيقّ خاطره ، يحتدّ صوته بجديّة يقول : وش صار ؟
تجاهله أبوه لوهله ينشغل بنفسه ، بعد دقايق الصمت و السكون المُريب يلّي أنتشر با انحاء المكان جلس ابوه على الكرسي يمسك بعصاه ؛ رحّ صل و انا ابوك .

أكتفى سلطان بَـ هالكلمات مايبي عبدالعزيز يشيل من الحمل أكثر من يلي عليه ، ردّ عبدالعزيز يقول ؛ سمّ ، إن كان لك طاري ولا شي فترا جوالي عام .
هز سلطان راسه بالايجاب عارف مقصد عبدالعزيز وهو " اذا بغيت تقولي ، دقّ علي " ، صد عبدالعزيز يرفع يده لقبّعته يرصّها على راسه بقوّه تتابع خطاه للإسفل ، ركب سيّارته إلى وجهته - المسجد - ألي عرفوه أهل الحيّ فيه من حفاظه على صلاة الجماعه وحسنّ إخلاقه يلّي يضربون فيه المثل ، نزل عن سيّارته يناظر المصليّن يجتمعون بالمسجد منهم يلّي توه داخل ومنهم من طالع متوضي من الحمامات و الي جالس ينتظر الإقامه ويقرا ورده ، لمحت عينه كبير السنّ يلّي خذلته قوّته يحاول يرفع فقط رجله لجل يركب الدرج مع مسانده عصاه ، تقدم له عبدالعزيز يمسك بَـ يده وعضدّه وبدون لا يطالعه لجل مايحرجه ينطق ؛ السلام عليكم ، تبسمّ كبير السن من وصل للمرتفّع ينسحبّ منه عبدالعزيز ينزّل حذائه ( اكرمكم الله ) ويدخل لجل يصير من الصفوف الأوليه كعادته ضربّ الصدى بنواحي الحيّ ينطق الإمام - الله أكبر - يبدا صلاته .

« المـركـزّ - الثامِنـة صبـاحـاً »
مقرن ؛ إدخل انت بعدها بمشي وراك .
حامد ؛ والله ما ادخل تبيني أجي بوجه المدفع ! ، مقرن ؛ تستهبل إنت ! أثرك طلعت رخمه . ، حامد ؛ لا تدخل الرجوله في ذا الموضوع ، أنت عارف الفريق وش بيسوي فينا لو درا .
مقرن ؛ طيب اص لا تبكي بندخل مع بعض . ، إخذ العسكري حامد نفس يهدّي فيه توتره و المغص يلّي يثبت ربكته وخوفه وخويّه مقرن يلّي ماكان أقل منه ، تراعدّت أجسامهم يوم نطقّ - ماخلصتو ؟ - رجفّت اجسادهم بس من تسلل صوته الثقيل لمسامعهم يهزّ كل شعره بَـ بدن كل واحد منهم يمد حامد يده لمقبض الباب يدخل و يليه مقرن وكلهم مخفضين راسهم بخوفّ ينتابهم تضربّ رجولهم على الإرض يدقون التحيّة له ، حتى مايملكون القوّه يحطون عيونهم بَـ عينه ! ، منشغل بَـ أوراق بين يدينه وسامع كل حرف نُطق من خلف الباب و بَـ إنتظارهم يحكون مصيبتهم يلّي جابتهم لَـ حدّ مكتبه ، و ياكبرها هذي المُصيبه مدامها جابتهم لَـ عبدالعزيز ومو إي ضابط أخر ! ، ضرب حامد يد مقرن بَـ إشارة منه يبدا الحديث بلع مقرن ريقه يمد يده لبدلته العسكريه ويحرر عنقه لعل يتنفس شوي ! ، مقرن ؛ سيّدي إرسلنا الضابط محسن .
راوده إنزعاج شديد من عرف إن محسن مرسلهم لأنه عارف الضابط محسن مايرسل العسكر الا كونه يتحاشى موضوع ويبي يوكلّه له..

لو تطلب الكايد ما إخيب ظنونك Where stories live. Discover now