خريف

17 5 0
                                    

كنت اظن ان بناء شخصية الانسان وكينونته يقتصر على البيئة التي نشأ بها فقط ، لكنني كنت مخطأة ، ما يحدد شخصياتنا هو الصدمات التي نمر بها منذ طفولتنا ويستمر الأمر حتى بعد بلوغنا....

لم اعد"  آيدن "الطفلة البريئة وقد حصل الكثير والكثير
خطبت وبكل سعادة
لقد تزوجت رسميا في عمر الخامسة والعشرون،  كنت قد بنيت لنفسي كيان له اخلاقه وقيمه الخاصة ، وكنت اعيش جاعلة من هذين الأمرين قاعدة رغم كل ما مررت به .

لقد انتقلت من بلدتي لاعيش معه ومهما مرت السنين لا زلت اعد نفسي غريبة لان البعد عن الاهل والأقارب والاصدقاء غربة ، ان تكون بمكانك الغير معتاد غربة ، ان تمرض وليس هنالك من يقدم لك كوب شاي هي غربة... لكن هل جربتم غربة ان تضع انت وشخصك المفضل راسيكما على ذات الوسادة لكنه ليس كما عهدته!

كنا قد تجاوزنا  السنتين معا ، كانت علاقة مليئة بالدعم المتبادل كنت خبيرة الدعم المعنوي والعاطفي في جميع علاقاتي،  جعلته يدرك قيمة نفسه وقدراته المخبأة تحت ظروفه العادية ، شجعته دائما على تحقيق أحلامه بينما كنت اركل أحلامي للمستقبل واملأ راسي بالتسويف،  لأنه كالعادة الزوجة غالبا مرغمة على التنزال في معظم الحالات والمواقف.

بنينا معا مشروعا في بداية فصل الخريف ،  كان مشروعا ناجحة لم يجرا من قبل أن يتقدم نحوه حتى  جعلته انا يتحدى نفسه .

تحسن وضعنا المادي اكثر واكثر بعد ان نفذنا هذا المشروع
وقد جعلنا نرتاح خلال شهرين من المسؤوليات التي كانت تثقل كاهلينا ، ولكن بعدها بفترة قصيرة لا تقل عن شهرين بدأ زوجي العزيز بالتغير إلى شخص بارد غير مبال لا اراديا ، وكنت دوما ابحث له عن أعذار في كل مكان ، حتى ذالك اليوم المشؤوم...

هناك شيئا ما ،القدر يريده ان يظهر .

فقد كان دائما ما يشعر بعدم الارتياح عندما المس هاتفه حتى لو كنت فقط اريد النظر الى الساعة ،لم يكن عدواني بتعامله لكنه كان عدواني بكلامه ، كنا قد استلقينا في غرفتنا لنرتاح بعد يوم طويل ، كانت علاقتنا رائعة رغم عن تلك النقطة السوداء التي ذكرتها سابقا.
لكن شيء ما بداخلي جعلني أشعر انه ليس بخير ، هناك ما يجعله شاردا هذه الأيام،  الست كافية بعد كل ما فعلناه معا ، 
انتظتره حتى يغفو،  وبدات انظر اليه بكل عطف اكلمه بنظراتي بينما لا يسمع ، صوت بداخلي كان يردد كفي عن الثقة المفرطة وتمسكي هذه لمره بشكوكك وبكل خفه نهضت   وسرت نحو الجهة الاخرى من السرير ثم امسكت بهاتفه و هرولت إلى الغرفة المجاورة ، جاعلة تركيزي على صوت شخيره حتى لا يتم الامساك بي متلبسة .

لا أدري لمذا كنت خائفة فانا ارى انه يحق لكل زوجين تصفح هواتف بعضهما بأريحية.
بخوف شديد بدأت اتصفح الرسائل والاتصالات ، جميع الأرقام متعلقة بعمله الاول ثم بالمشروع والعائلة ومن ضمنهم انا .

كل شيء نظيف ... حتى اللحظة التي كنت على وشك الرجوع لاعادة الهاتف قررت أن ارى اذا كان قد استعمل المجلد المخصص للملفات المخفية ، وكنت قد نجحت بالدخول عبر الرمز من المحاولة الاولى وكأن القدر كان يقف في صفي في تلك الليلة ، وكأن الله تعالى اراد ان يوضح لي الطريق بدون ان انهك واوستنزف اكثر.

لم استطع ان اميز رقم هاتفها بين الارقام لانه كان قد اسماها باسم متعلق بعمله.
ولكن عندما دخلت الى مجلد الصور ، كنت قد بدأت اشعر بغليان دمي لقد كانت ضربات قلبي مرتفعة لدرجة انني ظننت ان قلبي قد جاور اذناي ، شعرت بأن جسدي باكمله يرتجف، قدماي لا تقوى على حملي ، كانت لدي رغبة شديدة بالصراخ لكن ذلك كان ينافي شخصيتي كل ذلك حدث في لحظة واحدة شعرت للحظة ان جسدي سينهار و دماغي سينفجر .
كان آخر شيء ممكن توقعه من شخص مثله، يصعب وصف الأمر لكنه  ذلك اليوم ايقظني ،  منذ ذلك اليوم وانا لا استطيع التعرف على نفسي ، لماذا بعد كل التضحيات التي قمت بها لكسب رضاه والحفاظ على ما بيننا من ود ... الكثير من الأسئلة تبعثرت فجأة في راسي

لكن تلك الليلة لم تنتهي هنا 
تلك الليلة لا زالت مستمرة في ذهني تعيد على نفسها دائما
لتذكرني انني الشخص الاهم في قصتي .
وان لا اعطي قيمة
لمن لا قيمة له
رغم استمرارية هذه العلاقة لقد جعلت مني شخص لم يكن لدي الشجاعة على ان اكون عليه.

انه اليوم الذي ولدت فيه من جديد...

☆☆☆☆☆

نهاية الفقرة 🙂✌🏻
طويلة شوي
بس تستحق القراءة

حسب رايكم  كيف رح تتصرف بعد ما كشفت الشخصية الرئيسية (ايدن) الخيانه بهاي الطريقة ؟ وكيف كنت رح تتصرفي لو كنت مكانها؟

متحمسين للجزء التالي ؟

خارج نطاق الرؤية ٢Where stories live. Discover now