الفصل الثاني عشر

266 13 0
                                    


وبعد مرور يومين على كل هذه الاحداث كان عامر يجلس فى مكتبه شارد الذهن حيث كان يتذكر كل ما مر عليه فى الماضى منذ زواجه بمرام حتى يوم انفصاله عنها ، وحين جاء فى ذكرته لحظاتةمع ايلين ابتسم قائلا " جت اللى هتغير حياتى للاحسن "

واثناء انشغاله جاء له اتصال من صديقته لميس

عامر : لميس اخبارك

لميس بغضب : اخبارى ، انت فين يا استاذ ، بقالى يومين مش عارفه اوصلك انت فين يا بنى

عامر : والله غصب عنى يا لميس ، انا فى دوامة والله

لميس : داومة ، لا دى كده فيها عزومه قهوة فى مكتبك و اجى تحكيلى ايه الموضوع

عامر : يا سلام انتى تؤمرى ، هستناكى نشرب القهوة سوا

لميس : تمام بس اخلص كده مشوار طب الشغل و ساعه و اكون عندك

_______________________________________________

كانت تعانى من حزن ابنتها و رفضها لتناول طعمها ولولا اصرار و الحاح مرام عليها لا تاكل الا بعض الطعام القليل

مرام بتعب : يا ايلى يا حبيتى انتى هتفضلى كده لحد امتى ، لازم تاكلى

ايلين بحزن : انا مش هاكل حاجه ، انا عاوزه بابى

مرام : طيب كلى و بعد كده نشوف موضوع بابى ده

ايلين بغضب : لا انا عاوزه بابى دلوقتى

ثم بدءت فى البكاء المستمر الذى جاء على اثره زياد

زياد و هو يحمل الصغيرة : ايلى الجميله زعلانه ليه

ايلين ببكاء : انا عاوزه بابى يا زيزو

زياد : مش انا خليتك تشوفى بابى و تعقدى معاه كتير

ايلين و هى تمسح دموعها : بس انا عاوزه اعقد معاه على طول

مرام بغضب : يعنى ايه تعقدى معاه على طول

زياد و هو ينظر الى مرام بغضب بسبب كلامها

زياد : طب انا هتفق معاكى على اتفاق يا ايلى

ايلين و هى منتبه اليه : ماشى

زياد : لو خلصتى الاكل ده كله ، انا هاخدك عند بابى متفقين

كادت ان تعترض مرام ، و لكن الابتسامه التى وجدتها على وجه ابنتها الجمتها عن الكلام

زياد لمرام : تعالى يا مرام عاوزك

ثم نظر الى ايلين قائلا : زى ما اتفقنا يا ايلى تاكلى الاكل كله

ايلين وهى تتناول الطعام بابتسامه : حاضر


فى غرفه مكتب زياد

مرام : عاوز تقولى ايه يا زياد

زياد : قررتى تعملى ايه فى اللى اتكلمنا فيه

مرام : قرارى زى ما هو يا زياد ، بنتى هتفضل معايا

زياد : مرام متصعبيش الامور يا مرام و بلاش عند ، المفروض عامر هيروح النهارده المحمكه علشان يثبت نسب بنته ليه ، انتى واعيه ان اصلا المحكمه ممكن تحكم عليكى الاصل

مرام : يعنى ايه عامر هياخد ايلين منى

زياد :  انتى كنتى متجوزه عامر بقالك كام سنه

مرام باستغراب : نعم ، ايه دخل ده ب ده

زياد : جاوبى يا مرام

مرام : فضلنا متجوزين سنتين

زياد : و قبليها سنه مخطوبين ، يعنى ٣ سنين و معقوله مش عارفه عامر بيفكر ازاى

مرام : لا معرفش ، و بعدين تفكير الواحد بيتغير

زياد : صح فى دى عندك حق ، تفكير الواحد بيتغير واكبر دليل انتى اهو

مرام وهى تنظر اليه بغضب : انت فعلا هتاخد ايلين و هتروح بيها لعامر

زياد : هو للاسف انا عندى مشوار دلوقتى ، ف انتى هتاخدى ايلين و هتروحى لشركه عامر و انا هحصلكم على هناك

مرام بصدمه : انا

زياد : ايوا انتى ، وبعدين انتى لازم تكونى موجوده علشان فى معياد مع المحامى علشان نشوف الإجراءات ايه

ثم تركها زياد و ذهب الى ايلين الذى اخبرها انها سوف تذهب برفقه والدتها الى ابيها

____________________________________________

فى مكتب عامر المرشدى

لميس : اتاخرت عليك

عامر و هو يحى لميس : لا ابدا ، طول عمرك مواعيدك مظبوطه

ثم طلب احضار القهوة لهم و استكمل حديثه

لميس : ها يا سيدى ، ايه بقي الدوامه اللى انت فيها

عامر : انا عندى بنت

لميس باستفهام  : عندك بنت ؟ يعنى ايه

عامر : ايلين طلعت بنتى

لميس : لا واحده و احده كده علشان افهم

عامر بضحك : طب اشربى القهوة بس الاول و هفهك

لميس : حاضر يا سيدى ، بس فهمنى ، مش اصلا ايلين بتقولك يا بابا و انت قوتلى علشان ابوها مش موجوده ، تقريبا قوتلى حاجه زى كده

عامر : ما انا ابوها اللى مش موجود

لميس بانفعال : يا بنى انت هتجننى ، مش انت قوتلى ان مراتك كانت حامل و الجنين سقط و بعد كده حصل طلاق ، ازاى عندك بنت

ثم قامت بالتفكير وقالت : عامر انت اتجوزت واحده تانيه غير مرام ، او لفيت بديلك كده او كده

عامر وهو يشرب. قهوته : ايلين بنتى انا و مرام

لميس بدهشه : انت و مرام. ، ازاى

عامر : مش بقولك انا فى دوامه ، باختصار يا ستى ، ان مرام ضحكت عليا و قالتى ان الجنين اتوفى و بعد كده طلبت الطلاق و سافرت مع اخوها ، و بعد اربع سنين اخوها اتواصل مع رحيل اختى و جوزها و عرفهم انى ليا بنت عمرها ٤ سنين و اتفقوا مع بعض و جابوا البنت من ورا مرام و حطوها قدامى على اساس انها بنت واحده صاحبه رحيل مسافره و كمان رحيل كدبت عليا انها هى مسافره ، وان يا حرام مفيش حد هيبقى امين على البنت وعلى عدى كمان علشان تظبط وتحكم الفليم حلو بقي انها فعلا مسافره

لميس : لا مش ممكن ، انت بتتكلم بجد ، يعنى انت كانت قدامك بنتك كل الفتره دى و انت متعرفش انك عندك بنت اصلا

عامر : بالظبط كده

لميس : طب مرام عملت كده ليه

عامر : لو على مرام فهى عملت كده علشان معتبره انى مستهتر ، وشافت ان الحياة بينا هتوصل لنفس النتيجه الطلاق ، فقالت بقي تعود نفسها و بنتها على كده من دلوقتى

لميس بانفعال : دى جريمه ، انت عارف اصلا ان كده الحضانه تعتبر سقطت منها ، علشان معرفتكش ان ليك بنت

عامر : ما ده الاجراء اللى ناوى امشي فيه

لميس: ناوى على ايه يا عامر

عامر : حاليا انا مستنى زياد يجيب ايلين و مرام وهنروح لمحامى نشوف هثبت ازاى فى المحكمه ان ايلين بنتى ، علشان فى نظر السفاره الفرنسيه وان ايلين حامله للجنسيه وكمان متسجله على اسم امها

لميس : يعنى ايلين دلوقتى مع مامتها

عامر : اليوم اللى شكيت فيه ان في حاجه غلط ، وروحت عملت تحليل DNA  وفعلا ثبت النتيجه روحت البيت لقيت مرام و البوليس فى البيت عندى ، و طبعا اخدوا ايلين منى علشان فى نظرهم التحليل ده مش مثبت ولازم المحكمه هى اللى تأمر بكده

لميس : وانت ناوى تاخد البنت يا عامر من امها

عامر : انتى شايفه المفروض اعمل ايه

لميس : تتجوز انتو الاتنين تانى

عامر باستغراب : نتجوز

فى ذلك الوقت كانت وصلت مرام ولم تجد السكرتيره  فكادت ان تفتح الباب  ولكن انتبهت اذنها الى اخر كلمه قالها عامر  " نتجوز "

تراجعت قدميها للخلف بصدمه ، ولم تستفيق الى على صوت ابنتها

ايلين : مامى يلا ندخل لبابى

مرام و هى تمسح دمعه فرت من اعينها : ايلى حبيبتى بابى مش فاضى دلوقتى ، شويه وهنرجع ليه

ايلين بعبوس : طيب ماشي

و خرجت الى خارج الشركه تحت نداء السكرتيره عليها التى جاءت اثناء خروج مرام

عوده مرة اخرى الى عامر و لميس

لميس : ايوا البنت مينفعش تعيش مع فرد واحد فيكم ، الحل انكم انتوا الاتنين ترجعوا لبعض

عامر بتفكير: الموضوع مش سهل زى ما انتى فاهمه كده

لميس : ده الحل الاحسن ليكم ، منها كل واحد هعيش مع ايلين ، والبنت هتبقي وسطكم و هتعيش حياة طبيعية ، ومن ناحيه تانيه مرام مش هيبقى عليها اى مشكله

عامر : انتى شايفه كده يعنى

لميس : انا مش شايفه غير كده يا عامر ، و من رائى قدام انتوا هتتقابلوا كلكم النهارده تتكلم مع زياد

عامر : ربنا يسهل ، انا دوشتك بيا

لميس : ولا دوشتينى ولا حاجه ، احنا اخوات يا عامر وانت ليك افضال عليا كتير و لولا مساعدتك منكتيش وصلت للى انا فيه

عامر : متقوليش كده انا دايما جنبك

لميس : المهم انا هستاذن انا بقي ، علشان فى وفد المفروض  يوصل كمان ساعتين ، فيدوبك الحق اجهز علشان اروح استقبلهم ، ومستنيه تليفون منك تقولى كله تمام

عامر بترحاب : ان شاء الله خير ، ثم قام لايصالها لباب مكتبه ، وبعد ذهابها كاد ان يدخل الى مكتبه ، ولكن قطعته السكرتيرة الخاص بيه

السكرتيرة :  استاذ عامر ، فى واحده جت من شويه و معاها ايلين

عامر بانتباه : واحده جت هنا

السكرتيرة : ايوا يا فندم ، انا كنت بجهز لحضرتك العقود اللى حضرتك طلبتها و لما رجت المكتب لمحت ايلين و هى خارجه وفضلت انادى عليها كتير بس هى مسمعتنيش

عامر بتوبيخ :  انتى ازاى متبلغنيش حاجه زى كده

السكرتيره بخوف : والله يا فندم انا كنت بصور اوراق العقود

عامر : الكلام ده عدة عليه قد ايه

السكرتيره : تقريبا ساعه الا يا فندم

خرج عامر مسرعا و هو يحاول الاتصال بزياد

____________________________________________

فى ذلك الوقت كان زياد فى طريقه الى منزل عهد ، بحجه الاطمئنان على والدها ، بعد ان علم انه خرجه منذ يومين و نظير المشاكل الذى كان بيها ، نسى تماما موضوع عهد

عهد بصدمه : انت بتعمل ايه هنا

زياد : فى حد يقول لضيف كده

عهد : ضيف ، جاى ليه يا زياد

زياد : جاى اشرب القهوة

عهد : نعم

زياد : اصل عرفت انك اجازة اسبوع ، علشان عم سعيد ، فقولت ازاى يا واد يا زيزو هتعقد كل ده من غير القهوة ، فاخدت العنوان بتاعكم من صاحبتك ، اصل انا بعد ما روحت المستشفى و عرفت ان عم سعيد خرج بالسلامه ، روحت الكافيتريا و كتر خيرها صفاء ،اديتنى العنوان بالتفصيل

عهد و هى تسب صفاء فى نفسها ، و كادت ان تتحدث و لكن قاطعها نداء والدها

سعيد : مين يا عهد

وكادت ان تتحدث ، ولكن تحدث زياد بناءا عنها و كما انه دخل الى الشقه تحت صدمتها

زياد : انا يا حج سعيد

سعيد بترحيب : اهلا وسهلا بيك يا بنى

زياد : اصل روحت ليك المستشفى عرفت ان حضرتك خرجت بالسلامه ، فقولت لازم اجى اطمن على حضرتك

سعيد بابتسامه : فيك الخير يا بنى

ثم وجه سعيد حديثه الى ابنته قائلا : جهزى الغدا يا بنتى يلا

زياد : لا غدا ايه ، انا بس جاى فى كلمتين معاك لوحدينا يا عم سعيد و همشى على طول

سعيد : خير يا بنى

زياد : طبعا انا بقالى اكتر من يومين من ساعه ما فتحت حضرتك وقوتلك انا ناوى على ايه ، و زمان حضرتك دلوقتى بتقول عليا ده بيتسلى و بيلعب

سعيد بابتسامه : الواحد بيبان  بمعدنه يا بنى ، وانت معدنك طيب

زياد : الله يكرمك يا عم سعيد ، انا لسه عند كلمتى والله بس انا فى مشاكل فعليا ، ومش هعرف اعمل خطوة غير لما اخلصها

سعيد : خير يا بنى مشاكل فى الشغل يعنى

زياد : لا متقلقش من النقطه دى ، انا المشاكل دى مع اختى ، ثم سرد عليه قصه عامر و مرام و ابنتهم ايلين بالكامل

زياد : ودلوقتى يا عم سعيد انا حكت ليك كل ظروفى ، موافقى تأمنى على بنتك

فى ذلك الوقت جاءت عهد التى سمعت كلمته الاخيره بصدمه " تأمنى على بنتك "

_______________________________________________

كانت تجلس فى المطار منتظره اعلان عن موعد طائرتها

و كانت تتحدث مع نفسها قائله : غبيه كنتى فاكره ايه ، هياخد بنتك و هيسبها ليكى ، لا ده هيتجوز كمان اهو

فلاش باك

بعد سماع مرام الخاطئ و ظنت ان عامر  يقرر الزواج

اتجهت مسرعه الى المنزل و اخذت الباسبور الخاص بيها و بابنتها و قامت بحجز اقرب طائره الى فرنسا و لحسن حظها ان وجدت طائره فى هذا اليوم

بااااك

مرام وهى تنظر الى ابنتها النائمه : سامحينى يا ايلين لازم  نبعد بعيد

يتبع ....
















وريثة القصر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن