وبعد مرور يومين على كل هذه الاحداث كان عامر يجلس فى مكتبه شارد الذهن حيث كان يتذكر كل ما مر عليه فى الماضى منذ زواجه بمرام حتى يوم انفصاله عنها ، وحين جاء فى ذكرته لحظاتةمع ايلين ابتسم قائلا " جت اللى هتغير حياتى للاحسن "
واثناء انشغاله جاء له اتصال من صديقته لميس
عامر : لميس اخبارك
لميس بغضب : اخبارى ، انت فين يا استاذ ، بقالى يومين مش عارفه اوصلك انت فين يا بنى
عامر : والله غصب عنى يا لميس ، انا فى دوامة والله
لميس : داومة ، لا دى كده فيها عزومه قهوة فى مكتبك و اجى تحكيلى ايه الموضوع
عامر : يا سلام انتى تؤمرى ، هستناكى نشرب القهوة سوا
لميس : تمام بس اخلص كده مشوار طب الشغل و ساعه و اكون عندك
_______________________________________________
كانت تعانى من حزن ابنتها و رفضها لتناول طعمها ولولا اصرار و الحاح مرام عليها لا تاكل الا بعض الطعام القليل
مرام بتعب : يا ايلى يا حبيتى انتى هتفضلى كده لحد امتى ، لازم تاكلى
ايلين بحزن : انا مش هاكل حاجه ، انا عاوزه بابى
مرام : طيب كلى و بعد كده نشوف موضوع بابى ده
ايلين بغضب : لا انا عاوزه بابى دلوقتى
ثم بدءت فى البكاء المستمر الذى جاء على اثره زياد
زياد و هو يحمل الصغيرة : ايلى الجميله زعلانه ليه
ايلين ببكاء : انا عاوزه بابى يا زيزو
زياد : مش انا خليتك تشوفى بابى و تعقدى معاه كتير
ايلين و هى تمسح دموعها : بس انا عاوزه اعقد معاه على طول
مرام بغضب : يعنى ايه تعقدى معاه على طول
زياد و هو ينظر الى مرام بغضب بسبب كلامها
زياد : طب انا هتفق معاكى على اتفاق يا ايلى
ايلين و هى منتبه اليه : ماشى
زياد : لو خلصتى الاكل ده كله ، انا هاخدك عند بابى متفقين
كادت ان تعترض مرام ، و لكن الابتسامه التى وجدتها على وجه ابنتها الجمتها عن الكلام
زياد لمرام : تعالى يا مرام عاوزك
ثم نظر الى ايلين قائلا : زى ما اتفقنا يا ايلى تاكلى الاكل كله
ايلين وهى تتناول الطعام بابتسامه : حاضر
فى غرفه مكتب زياد
مرام : عاوز تقولى ايه يا زياد
زياد : قررتى تعملى ايه فى اللى اتكلمنا فيه
مرام : قرارى زى ما هو يا زياد ، بنتى هتفضل معايا
زياد : مرام متصعبيش الامور يا مرام و بلاش عند ، المفروض عامر هيروح النهارده المحمكه علشان يثبت نسب بنته ليه ، انتى واعيه ان اصلا المحكمه ممكن تحكم عليكى الاصل
مرام : يعنى ايه عامر هياخد ايلين منى
زياد : انتى كنتى متجوزه عامر بقالك كام سنه
مرام باستغراب : نعم ، ايه دخل ده ب ده
زياد : جاوبى يا مرام
مرام : فضلنا متجوزين سنتين
زياد : و قبليها سنه مخطوبين ، يعنى ٣ سنين و معقوله مش عارفه عامر بيفكر ازاى
مرام : لا معرفش ، و بعدين تفكير الواحد بيتغير
زياد : صح فى دى عندك حق ، تفكير الواحد بيتغير واكبر دليل انتى اهو
مرام وهى تنظر اليه بغضب : انت فعلا هتاخد ايلين و هتروح بيها لعامر
زياد : هو للاسف انا عندى مشوار دلوقتى ، ف انتى هتاخدى ايلين و هتروحى لشركه عامر و انا هحصلكم على هناك
مرام بصدمه : انا
زياد : ايوا انتى ، وبعدين انتى لازم تكونى موجوده علشان فى معياد مع المحامى علشان نشوف الإجراءات ايه
ثم تركها زياد و ذهب الى ايلين الذى اخبرها انها سوف تذهب برفقه والدتها الى ابيها
____________________________________________
فى مكتب عامر المرشدى
لميس : اتاخرت عليك
عامر و هو يحى لميس : لا ابدا ، طول عمرك مواعيدك مظبوطه
ثم طلب احضار القهوة لهم و استكمل حديثه
لميس : ها يا سيدى ، ايه بقي الدوامه اللى انت فيها
عامر : انا عندى بنت
لميس باستفهام : عندك بنت ؟ يعنى ايه
عامر : ايلين طلعت بنتى
لميس : لا واحده و احده كده علشان افهم
عامر بضحك : طب اشربى القهوة بس الاول و هفهك
لميس : حاضر يا سيدى ، بس فهمنى ، مش اصلا ايلين بتقولك يا بابا و انت قوتلى علشان ابوها مش موجوده ، تقريبا قوتلى حاجه زى كده
عامر : ما انا ابوها اللى مش موجود
لميس بانفعال : يا بنى انت هتجننى ، مش انت قوتلى ان مراتك كانت حامل و الجنين سقط و بعد كده حصل طلاق ، ازاى عندك بنت
ثم قامت بالتفكير وقالت : عامر انت اتجوزت واحده تانيه غير مرام ، او لفيت بديلك كده او كده
عامر وهو يشرب. قهوته : ايلين بنتى انا و مرام
لميس بدهشه : انت و مرام. ، ازاى
عامر : مش بقولك انا فى دوامه ، باختصار يا ستى ، ان مرام ضحكت عليا و قالتى ان الجنين اتوفى و بعد كده طلبت الطلاق و سافرت مع اخوها ، و بعد اربع سنين اخوها اتواصل مع رحيل اختى و جوزها و عرفهم انى ليا بنت عمرها ٤ سنين و اتفقوا مع بعض و جابوا البنت من ورا مرام و حطوها قدامى على اساس انها بنت واحده صاحبه رحيل مسافره و كمان رحيل كدبت عليا انها هى مسافره ، وان يا حرام مفيش حد هيبقى امين على البنت وعلى عدى كمان علشان تظبط وتحكم الفليم حلو بقي انها فعلا مسافره
لميس : لا مش ممكن ، انت بتتكلم بجد ، يعنى انت كانت قدامك بنتك كل الفتره دى و انت متعرفش انك عندك بنت اصلا
عامر : بالظبط كده
لميس : طب مرام عملت كده ليه
عامر : لو على مرام فهى عملت كده علشان معتبره انى مستهتر ، وشافت ان الحياة بينا هتوصل لنفس النتيجه الطلاق ، فقالت بقي تعود نفسها و بنتها على كده من دلوقتى
لميس بانفعال : دى جريمه ، انت عارف اصلا ان كده الحضانه تعتبر سقطت منها ، علشان معرفتكش ان ليك بنت
عامر : ما ده الاجراء اللى ناوى امشي فيه
لميس: ناوى على ايه يا عامر
عامر : حاليا انا مستنى زياد يجيب ايلين و مرام وهنروح لمحامى نشوف هثبت ازاى فى المحكمه ان ايلين بنتى ، علشان فى نظر السفاره الفرنسيه وان ايلين حامله للجنسيه وكمان متسجله على اسم امها
لميس : يعنى ايلين دلوقتى مع مامتها
عامر : اليوم اللى شكيت فيه ان في حاجه غلط ، وروحت عملت تحليل DNA وفعلا ثبت النتيجه روحت البيت لقيت مرام و البوليس فى البيت عندى ، و طبعا اخدوا ايلين منى علشان فى نظرهم التحليل ده مش مثبت ولازم المحكمه هى اللى تأمر بكده
لميس : وانت ناوى تاخد البنت يا عامر من امها
عامر : انتى شايفه المفروض اعمل ايه
لميس : تتجوز انتو الاتنين تانى
عامر باستغراب : نتجوز
فى ذلك الوقت كانت وصلت مرام ولم تجد السكرتيره فكادت ان تفتح الباب ولكن انتبهت اذنها الى اخر كلمه قالها عامر " نتجوز "
تراجعت قدميها للخلف بصدمه ، ولم تستفيق الى على صوت ابنتها
ايلين : مامى يلا ندخل لبابى
مرام و هى تمسح دمعه فرت من اعينها : ايلى حبيبتى بابى مش فاضى دلوقتى ، شويه وهنرجع ليه
ايلين بعبوس : طيب ماشي
و خرجت الى خارج الشركه تحت نداء السكرتيره عليها التى جاءت اثناء خروج مرام
عوده مرة اخرى الى عامر و لميس
لميس : ايوا البنت مينفعش تعيش مع فرد واحد فيكم ، الحل انكم انتوا الاتنين ترجعوا لبعض
عامر بتفكير: الموضوع مش سهل زى ما انتى فاهمه كده
لميس : ده الحل الاحسن ليكم ، منها كل واحد هعيش مع ايلين ، والبنت هتبقي وسطكم و هتعيش حياة طبيعية ، ومن ناحيه تانيه مرام مش هيبقى عليها اى مشكله
عامر : انتى شايفه كده يعنى
لميس : انا مش شايفه غير كده يا عامر ، و من رائى قدام انتوا هتتقابلوا كلكم النهارده تتكلم مع زياد
عامر : ربنا يسهل ، انا دوشتك بيا
لميس : ولا دوشتينى ولا حاجه ، احنا اخوات يا عامر وانت ليك افضال عليا كتير و لولا مساعدتك منكتيش وصلت للى انا فيه
عامر : متقوليش كده انا دايما جنبك
لميس : المهم انا هستاذن انا بقي ، علشان فى وفد المفروض يوصل كمان ساعتين ، فيدوبك الحق اجهز علشان اروح استقبلهم ، ومستنيه تليفون منك تقولى كله تمام
عامر بترحاب : ان شاء الله خير ، ثم قام لايصالها لباب مكتبه ، وبعد ذهابها كاد ان يدخل الى مكتبه ، ولكن قطعته السكرتيرة الخاص بيه
السكرتيرة : استاذ عامر ، فى واحده جت من شويه و معاها ايلين
عامر بانتباه : واحده جت هنا
السكرتيرة : ايوا يا فندم ، انا كنت بجهز لحضرتك العقود اللى حضرتك طلبتها و لما رجت المكتب لمحت ايلين و هى خارجه وفضلت انادى عليها كتير بس هى مسمعتنيش
عامر بتوبيخ : انتى ازاى متبلغنيش حاجه زى كده
السكرتيره بخوف : والله يا فندم انا كنت بصور اوراق العقود
عامر : الكلام ده عدة عليه قد ايه
السكرتيره : تقريبا ساعه الا يا فندم
خرج عامر مسرعا و هو يحاول الاتصال بزياد
____________________________________________
فى ذلك الوقت كان زياد فى طريقه الى منزل عهد ، بحجه الاطمئنان على والدها ، بعد ان علم انه خرجه منذ يومين و نظير المشاكل الذى كان بيها ، نسى تماما موضوع عهد
عهد بصدمه : انت بتعمل ايه هنا
زياد : فى حد يقول لضيف كده
عهد : ضيف ، جاى ليه يا زياد
زياد : جاى اشرب القهوة
عهد : نعم
زياد : اصل عرفت انك اجازة اسبوع ، علشان عم سعيد ، فقولت ازاى يا واد يا زيزو هتعقد كل ده من غير القهوة ، فاخدت العنوان بتاعكم من صاحبتك ، اصل انا بعد ما روحت المستشفى و عرفت ان عم سعيد خرج بالسلامه ، روحت الكافيتريا و كتر خيرها صفاء ،اديتنى العنوان بالتفصيل
عهد و هى تسب صفاء فى نفسها ، و كادت ان تتحدث و لكن قاطعها نداء والدها
سعيد : مين يا عهد
وكادت ان تتحدث ، ولكن تحدث زياد بناءا عنها و كما انه دخل الى الشقه تحت صدمتها
زياد : انا يا حج سعيد
سعيد بترحيب : اهلا وسهلا بيك يا بنى
زياد : اصل روحت ليك المستشفى عرفت ان حضرتك خرجت بالسلامه ، فقولت لازم اجى اطمن على حضرتك
سعيد بابتسامه : فيك الخير يا بنى
ثم وجه سعيد حديثه الى ابنته قائلا : جهزى الغدا يا بنتى يلا
زياد : لا غدا ايه ، انا بس جاى فى كلمتين معاك لوحدينا يا عم سعيد و همشى على طول
سعيد : خير يا بنى
زياد : طبعا انا بقالى اكتر من يومين من ساعه ما فتحت حضرتك وقوتلك انا ناوى على ايه ، و زمان حضرتك دلوقتى بتقول عليا ده بيتسلى و بيلعب
سعيد بابتسامه : الواحد بيبان بمعدنه يا بنى ، وانت معدنك طيب
زياد : الله يكرمك يا عم سعيد ، انا لسه عند كلمتى والله بس انا فى مشاكل فعليا ، ومش هعرف اعمل خطوة غير لما اخلصها
سعيد : خير يا بنى مشاكل فى الشغل يعنى
زياد : لا متقلقش من النقطه دى ، انا المشاكل دى مع اختى ، ثم سرد عليه قصه عامر و مرام و ابنتهم ايلين بالكامل
زياد : ودلوقتى يا عم سعيد انا حكت ليك كل ظروفى ، موافقى تأمنى على بنتك
فى ذلك الوقت جاءت عهد التى سمعت كلمته الاخيره بصدمه " تأمنى على بنتك "
_______________________________________________
كانت تجلس فى المطار منتظره اعلان عن موعد طائرتها
و كانت تتحدث مع نفسها قائله : غبيه كنتى فاكره ايه ، هياخد بنتك و هيسبها ليكى ، لا ده هيتجوز كمان اهو
فلاش باك
بعد سماع مرام الخاطئ و ظنت ان عامر يقرر الزواج
اتجهت مسرعه الى المنزل و اخذت الباسبور الخاص بيها و بابنتها و قامت بحجز اقرب طائره الى فرنسا و لحسن حظها ان وجدت طائره فى هذا اليوم
بااااك
مرام وهى تنظر الى ابنتها النائمه : سامحينى يا ايلين لازم نبعد بعيد
يتبع ....
أنت تقرأ
وريثة القصر
Romanceبعد العتمة جاءت من تضئ فى حياتى الانوار و جاءت تنادينى " بابا " ها هى جاءت وريثة قصرى بعد غياب سنين #وريثة_القصر #بقلم_هديرمحروس