الختامة

3.7K 230 13
                                    

_خلاص كده يا أحمد، أنا ظبطت كل حاجة وواقفة على توقيع عمي ياسين.
كلماتٍ هدر بها رائد وهو يغلق حاسوبه، فاكتفى أحمد بإشارة صغيرة من رأسه، ثم التفت برأسه تجاه معتز متسائلًا بفضولٍ:
_وأنت يا معتز عملت أيه في العرض اللي حضروه البنات للمناقصة.
أجابه وهو يلتهم أحد قطع (القطايف)  :
_عملين عرض عظمة بصراحة أنا خايف إن عمي يستغنى عننا، البنات ثابتين نفسهم وبزيادة.
ضحك ياسين وردد ساخرًا:
_هما لسه هيثبتوا نفسهم!  ما خلاص بقوا بيناطحونا الراس بالراس!
شاركه أحمد بجاذبية ابتسامته، مضيفًا:
_عندك حق.. فاضل إنهم يستلموا ادارة المقر بدالنا!
مال برأسه تجاه الصالون فوجد مازن وأخيه مازالوا بصراع اللعب على جهاز (البلايستيشن)، فتمدد على الأريكة بتعبٍ ثم تساءل:
_أمال فين جاسم؟
لاحت على وجه معتز ابتسامة خبيثة، فأسرع باجابته:
_بيحب تحت في مراتك.
انتفض بجلسته جراء نطقه لتلك الكلمة الخطيرة، فعاد ليتساءل:
_بتقول أيه أنت؟
حدجه ياسين نظرة مشككة لحالة ادراكه، فقال باستهزاءٍ:
_أنت فاقد الذاكرة ولا أيه يا أحمد.. جاسم يبقى أخوها يا حبيبي.
نهض عن الأريكة ثم اتجه للاسفل وهو يصيح بانفعالٍ:
_سيب توازن العلاقات دي للضرورة!
همس رائد بسخطٍ وهو يراقبه يهرع للاسفل والشرار يتطاير من عينيه:
_هو الصيام تقريبًا قصر مع الكل حتى أحمد الطيب!
بالأسفل.
كان يتابع التلفاز بتركيزٍ، ويده تعبث بخصلات شعر شقيقته المستندة برأسها على قدميه، فجذب طبق الفشار الشاخن ثم بدأ بإلتهامه وهو يتابع الأحداث باهتمامٍ، حانت منه نظرة جانبية تجاهه فوجدها تضم يدها اليها بانزعاجٍ، خلع جاسم عنه جاكيته ثم داثرها به بحنانٍ، فلاحت على شفتيها بسمة هادئة لشعورها بالدفءٍ، انحنى تجاهها ثم طبع قبلة على جبينها، وحينما استقام بجلسته انخطف لونه من مجابهة تلك النظرات الحادة التي تخترقه، سحب نفسًا مطولًا قبل أن ينفثه بضيقٍ:
_فزعتني يا أحمد!
وزع نظراته المشتعلة بينه وبين زوجته التي تحتضن جاكيته، فاقترب منه وهو يشير اليه:
_قوم عايزك.
ردد باستغرابٍ:_دلوقتي!
صاح بعصبية بالغة:
_قولتلك قوم.
حمل رأس شقيقته عن قدميه ثم وضعه على الوسادة الصغيرة، وانتصب بوقفته أمامه، آن منه أحمد وهو يحرك رقبته يسارًا ويمينًا محاولًا السيطرة على انفعالاته، فقال بصوتٍ يخادع هدوء زائف:
_آآ... أنت بتعمل أيه هنا؟
رغم غرابة سؤاله الا أنه أجابه:
_مفيش بشوف المسلسل اللي بتابعه.
وضع يده ليميل عليها برقبته ومازال يتحلى برزانته:
_وأنت معندكش شاشة بجناحك!
ضيق عينيه وتساءل بدهشةٍ:
_مالك يا أحمد.. فيك أيه؟
اصطكت أسنانه ببعضها البعض وراح يهدر بضيق:
_أنت كنت بتعمل أيه من شوية؟
حك أنفه وهو يحاول تذكر ما يقصده، فقال:
_أنا مش فاهمك.. وده غريب عنك لانك صريح وواضح!
تحرر عن ثباته، فجذبه من تلباب قميصه ثم صاح بغضب:
_كل ما حد بيتخطى حدوده معايا يقولي أصلك طيب وصريح وواضح... طيب بما أني واضح هقولهولك بوضوح تام لو لمحتك بتقرب لآسيل تاني هشنقك في نجفة القصر يا جاسم.
برق بعينيه في صدمة.، ففشل بكبت ضحكاته ومع ذلك هز رأسه بتفهم:
_حاضر  هتبرى منها!
ترك القميص عن يده ثم هندمه بيده وهو يشير له:
_كده تعجبني..
وتطلع تجاهها ثم عاد ليحدجه بغضب بعدما جذب حجابها ليخفي شعرها المحاط لخصرها:
_سايبها من غير حجاب ليه افرض حد نزل.
مازال يكبت ضحكاته، فقال بصعوبة الحديث:
_كلكم بتشتغلوا فوق ومحدش تحت فقولت اسيبها تنام براحتها.. وأكيد لو حد نازل هيعمل أي صوت زي ما اتعودنا.. بس أنت اللي فزعتني بصراحة نازل شبه الاشباح!
تجاهل حديثه وجذب جاكيته ثم القاه بوجهه وهو يردد بغدافيةٍ رغم برودة نبرته:
_داليا أولى بيه.. مراتي حضني يدفيها.
وحملها عن الأريكة ثم صعد بها للاعلى ومازال يحدجه بنظرة جعلت الاخير ينهار من الضحك ومازال لا يستوعب ماذا أصاب أعقل شابًا بنسل الجارحي!
#ختامية_آل_الجارحـي
#آية_محمد_رفعت..
#ترقبوا

Du hast das Ende der veröffentlichten Teile erreicht.

⏰ Letzte Aktualisierung: Nov 14, 2023 ⏰

Füge diese Geschichte zu deiner Bibliothek hinzu, um über neue Kapitel informiert zu werden!

اسياد العشقWo Geschichten leben. Entdecke jetzt