"البارت السابع عشر"

2.4K 51 1
                                    


..
#في_عَينها_دمعه_وفي_سيفها_رَهبه⚜️
..

بوسط بطن غمّار..اللي كان بمسافه بعيد شوي عنهم ومنحني لاجل يلتقط صيده
.. تصلّب اصيل عن الحركة لثواني وهو موسّع عيونه بصدمه لمّا شاف اخوه توقّفت حركته وتساوى مع الارض من غير اي حركة
ركض نحوه شرار لمًا لاحظه وهو يصرخ باسمه بذُهول
استوعب اصيل وهو يشوف المنظر قدامه وتوجّه له وهو يرمي بُندقيّته من يدّه
انحنى عنده وهو يحاول يستوعب وش من مُصيبه سوّاها
ضرب شرار على خد غمّار بخوف متوسّد صدره من منظوه المُرعب لقلبه : غمّار!
غمار ابوي اصحى ، لا تغفي بالله عليك ، غمّار غمّار هيه ولد!!
انحنى اصيل وهو يقبّل كفوفه ودموعه تنهمر على كفّه من دون ادراك
اردف وهو يترجّاه بوجع من فقده : تكفى قوم ياخوي ، لا تكسر ظهري بفراقك ، انا اسف والله اسف ، ليتها انشلّت ايديني ولا صابتك هالطلقه!
ليت توقّف نبضي قبل اوقّف نبضك
دخيلك ياخ..
بتر جُملته مُباشره من شاف ملامح غمّار تنعفس بألم
فزّت ضُلوعه واعتلت البسمه ملامحه
ابتلع ريقه شرار وهو يشوفه يستعد للصحوه
ضرب خدّه بكفوفه بخفّه وهو يردف باسمه
فتح عُيونه غمّار بصُعوبه تامّه وبشكل جُزئي
ابتسم ببُهوت لملامح اصيل اللي واضح عليها الخوف
والتفت لشرار اللي ابداً ماكان اقل من اصيل لكنّه يقاوم اندفاعاته وخوفه بهاللحظه لأجل يحافظ على حدّة الموقف وصُعوبته
رفع كفّه غمّار وهو ممسك بمسباحه العنّابي بوسط كفه
واللي اختلط بشكل تام بالدّم اللي ينهمر من بطنه!
حطّه بوسط كفّ شرار وهو يهمس بأسم ورد بصُعوبه بالغه
ماقدر يكمّل كلامه وهو يكح بصُعوبه وألم شديد يعصر كل خليّه فيه
تطشّرت بعض قطرات الدم الخارجه من فاهْ غمّار على ملامح شرار اللي توسّعت عُيونه بشكل جاحِض وهو يشوف يدّه تتساوى عالارض مع جسده ويغيب عن وعيه من جديد
لكن الواضح ان غيبة وعيه هالمرّه غير..!
صرخ اصيل باسمه وهو يبكي مثل الطفل الصغير
..صرخ فيه شرار بحدّه وهو بموقف ابداً لا يُحسد عليه
من جهة خوفه على غمّار اللي مايدري هو حيّ او ميّت!
ومن جهة اصيل اللي صراخه وبُكاه وتّروه بشكل مو معقول ، لدرجة انه عاجز عن حمل غمّار ونقله للمستشفى باسرع وقت ، وتاخّره هذا بيأثر على غمّار بالسلب وهالشي مو مسموح عنده بتاتا!!
___

مضت ايام تتقارب للأسبوعين على ابطال روايتنا
اللي حالهم ماكان حال بتاتاً والحُزن مغيّم على قلوبهم بشكل مُهلك.
..
في أواخر الليل..عند ذُبول ،
كانت واقفه امام دولابها وتتامّل بملابسها بضيق محتل اعماقها
التفتت على صوت فتحة الباب ورسمت ابتسامتها الزائفه فوراً بمُجرّد ماعرفت ان اللي دخل ذُروف
ومن غير ذُروف يزورها بهالوقت ويتطمّن عليها
رُغم ان هذا شغلها اصلا..لكن انها تقدّم خدمتها لكل المرضى قبلها لاجل تحضى بكل الوقت الباقي لذُبول هذا شي قاعد يولّد بداخلها مشاعر حُلوه ويغمرها بالحنان
سكّرت دولابها وهي تلتفت لذُروف اللي دخلت
ابتسمت لها ذُروف بخفوت وهي تردف بالسلام
تحرّكت شفايف ذُبول بالرد بصوت خافت
تركت اكواب القهوه على الطاوله وتقدّمت لها وهي تحتضنها برقّه وتردف: اول مره احس اجازتي طويله علي
احس انّك واحشتني
ابتسمت ذُبول بحزن وهي تعانقها بعدم ردّ
ابتعدت ذُروف وهي تردف: كيف الاحوال؟
حرّكت اكتافها بخفوت: على الحال القديم
ابتسمت ذُروف وهي تناظرها لثواني واردفت: القديم؟
حرّكت راسها ذُبول ب اي
واردفت ذُروف: يعني ماحصل لك شي بإجازتي معقوله؟
تنهّدت ذُبول داخلها ووضح حُزنها اللي تحاول تخفيه امامها
لاحظت ذُروف مزاجها المتعكرّ صفائه
واردفت وهي تشد على كفّها: حصل شي؟
ناظرت بعيونها ذُبول لثواني وافصحت عن مافي جعبتها بكلمه وحده بكل حُزن : برجع
عقدت حواجبها ذُروف لثواني بعدم فهم لتفسير كلمتها الواضحه
لكن معناها مُبهم
تنهّدت ذُبول بضيق واردفت : عمّي بيرجّعني لبيته
ابتهجت ملامح ذُروف بفرح من اللي سمعته واردفت بلهفه : صدق!!
ابتسمت ذُبول بحزن وهي تهز راسها ب اي
اردفت ذُروف وهي تعقد حاجبينها لثواني : وليه زعلانه طيب؟
مو احسن لك من عيشتك هنا! وعمّك طيّب ماهو كثير شرّ!
ارتسمت السُخريه على ملامح ذُبول واردفت: عمي ماهو كثير شر..بس مرته كثيرته
وغير كذا تعوّدت عليك ، ماودي افارق هالمكان وافارقك
ما احس يومي بيكمل بدونك
انتي ايام اجازتك احسّها ثقيله علي بالحيل ، كيف انّي ارجع لبيت عمّي ومابيصير اشوفك زي الحين!
ابتسمت ذُروف بعُمق وهي تعانقها من الجنب وتشد عليها وتردف بعُذوبه: عمّتك لو هي كثيرة شر؟ ترا ماني قليلته
علميني عليها والله لاجي واهدّ فكّها هدّ
وبعدين عمّك يحبّك ، وهو يدري ان زوجته ماتحبّك ف مستحيل مابيسوي شي يحدّ من التقائكم ببعض
واذا هي على انك بتفارقيني ابشرك بنشب لك مثل رمشك الابيض الفتّان هذا
بصير ازورك..لو مو كل يوم؟ كل يومين
ماتهونين عندي ولا فراقك يهون ، صحيح بزعل وبتضايق شوي كوني بصير اداوم دوام عادي وروتيني
بس يكفي انّك بخير ونعمه ببيت عمّك
ابتسمت ذُبول براحه تامّه من كلامها وهي تشدّ على ذراعها ياللي محاوطه فيه كتفها
اودفت ذُروف وهي تتركها : تعالي الحين جبت لك قهوه بروّق مزاجك ، وعندي لك خبر لازم تعرفينه
ابتسمت ذُبول لها وهي تمشي معها للكنب وتلتقط كوب القهوه
وتعدّل جلستها واردفت: احكي ، احس ان الخبر زارع بصدرك بساتين ، هاتي اللي عندك
ابتسمت ذُروف بخجل لثواني وهي تردف بالحدث باكمله
زي ماقاعد يتصوّره بالها بهاللحظه
..
قبل يومين بالضبط
كانت جالسه بالصاله تحت ، وهي تتفرّج على ديكور فلّتهم الجديده وتتحاكى مع المُصمّمه الخاصّه بالديكور
وتعطيها ملاحظاتها البسيطه
دخل عليها شرار وابتسم لحماسها وشرحها للمصمّه اللي معها عالخطّ
وتنحنح لاجل تنتبه له
ناظرته ذُروف وابتسمت بخفوت واردفت للمصمّه ياللي عالخط : بس كذا
الباقي كلّه تمام..يعطيك العافيه ي ساره
ابتسمت لشرار بعد ماقفّلت الخطّ واردفت: وش سر هالروقان ماعهدتك؟
ابتسم شرار واردف: واللي يجيه نسيب مثل اغيد مايروّق؟
الله يحفظه ، شهم وراعي واجب وأصول
راودها الخجل الكثير من طاريه اللي وتّرها بشكل واضح
ابتسم شرار واردف : تدرين وش يبي؟
حرّكت راسها ذُروف بالنفي واردف شرار : يقول انّه يعتذر عن اللي صار بالخطبه لمّا جاب عمّه
اردف بهدوء وهو يلقي كلامه بالحرف على مسامع ذُروف: يقول ماعندي غيره ، عمّي الثاني برا السعوديه واضطريت اجيب عمي مصلح معي ، انا ماني راضي عاللي سوّاه وكلّ العذر والسموحه منك
وجاي اخطب من جديد وابيك تشاورها من جديد
وان ربّي كتب لي نصيب يزهى فيها عمري خل نتّفق عالشروط من الحين.
ماتدري ليه داهمها مغص خفيف ورعشه عظيمه احتلّت اطرافها..مو رعشة مرض،، لا ، هالمرّه رعشة خجل واضح عليها
ابتسم شرار بشدّه وتغيّر موده تماما من الحزن اللي كان مغيّم على صدره الى فرح احتلّه وسمح له يعيش لحظته بكل رحابه
كان حزنه على غمّار مقيّده طول هالفتره وبسمته مطفّيه من دون حياة
حتّى الدوام مستثقله كثير بسبب انّ غمّار ماهو ملازمه يشاركة دوامه ويروح بس لاجل يشغل حاله عن التفكير.
..جلس جنب ذُروف وهو يشد على كفّوفها الراجفه بيدّينه واردف : والله رجال وتشهد له افعاله
كيف حسّ انّي ممكن اكون جبرتك توافقين او انّك وافقتي من دون تفكير وجاء يعدّل ياللي صار
هو عندي للحين ، ماخلّيته يروح لين يسمع ردّك من جديد
وانا متاكّد انّك موافقه ، ومتاكّد مابتحصلين مثله
رفضتي غيره وكان معك الحقّ برفضك .. لكن هذا لو ردًيتيه!
اشهد بالله انّك ردّيتي اقدار الله الكريمه
ارتعش قلبها بجُنون من كلامه ومدحه لأغيد اللي يثبت انّه استوطن عيونه الثنتين من شهامته
واردفت بتردّد: اخاف يمنعني من وظيفتي؟
حرّك راسه شرار بالنفي: الرجال مخّه متفتّح
واثبت هالشي لمّا جاء وهو مو راضي على فعلة عمّه اللي واضح ان تفكيره متحجّر ،
تنهّدت ذُروف وهي جدا محتاره
ماتنكر انعجابها فيه وتفكيرها بالنظرات اللي حصلت بينهم بآخر موقف وقت جاء قبل اسبوعين
لكن شُعور انها متفشله من احداثها معاه قبل طاغي على كل شُعور ثاني
اردف شرار وهو يتامّل حيرتها: لو تبيني ارسّيك؟
انا موافق ، واشوفه بعيني اليُمنى ي ذُروف
ناظرته ذُروف لثواني واهتزّت مشاعرها من عُمق ثقته فيه
ف هو لو عاجبه شي ويبي يبيّن مدى اعجابه بهالشي
يبيّن انّه شافه بعينه اليُمنى..عينه صحيحه النظر والشوف
اردفت بتمثيل للغيره لاجل تشتّت مشاعرها: خير ان شاء الله!
مو حضرتك تقول مابشوف فيها غيرك؟
والله غشّ لو سمحت
ابتسم شرار بخفوت واردف: انتي ساكنتها ، ومغطّيك بأهدابي ورموشي
ابتسمت ذُروف بخجل وهي تردف لاجل تشتّته: خلاص موافقه ، بس لو ماطلع بمستواك الغزلي بتركة!
ضحك شرار بخفّه وهو يحاوط اكتافها ويقبّل جبينها : وشروطك؟
هزّت راسها بالنفي وهي ماتقدر تفكّر بشي من شدّة خجلها
ابتسم شرار وهو يقوم ويسحب عكّازه معه
..
ابتسمت ذُبول وهي تسمع تنهيده ذُروف اللي ختمت فيها كلامها
واردفت بفرح: واضح انه صدق شاريك!
يالله يارب يتمم لكم على خير
ابتسمت ذُروف بحزن وهي ندمانه على تسرّعها بالموافقه ، والسبب الاول والوحيد هو مرضها اللي مقيّدها عن اهداب الفرح
تامّلتها ذِبول بحزن ، تركت كوب قهوتها على الطاوله ومدّت يدّها وهي تشد على كفّها فيه واردفت بإبتسامه خافته: عارفه وش تفكرين فيه ، لا تفكرين بسلبيّه
واخذي الموضوع من جانب مُشرق وحلو ، خطيبك انسان متفتّح ، ولو صارحتيه بالمرض صدقيني بيدور ديار ربّي كلها لاجل يحصّل لك على علاج
ابتسمت ذُروف بحزن وهي تتمتم ب "يارب" على نيّة الفرج والشفاء
.
..
صباح اليوم الثاني..بيت سليمان
جالس بهدوء على طاوله الفطور ومن حوله عياله الثلاثه وزوجته
كانو يفطرون بهدوء ومُناوشات لطيفه بيت شَدن وباسل
تنحنح سليمان وهو يردف بنبرة هاديه: خبري الخدم ينظفون الدور الثالث ي عبره
عقدت حواجبها عَبره لثواني : الدور الثالث فيه شقّة البراء
وش تبي فيها؟
اردف سليمان وهو يترك كاسة الشاهي: بطلّع ذُبول..وبسكّنها فيها
رفعت حواجبها عَبره وصابها الجُنون لثواني ، ضربت عالطاوله بحدّه واردفت: نععممم!!
بتطلّع هالمجنونه من المصحّه وتجيبها تعيّشها عندنا؟
لا حبيبي انا عندي عيال اخاف عليهم!
مو معقوله تجيب مجنونه تعيّشها مع عيالك
اردف سليمان بهدوء غريب : عيالك لهم هالدورين
والدور الثالث لذبول
البراء بقهر: بس شقتي يبه!
اردف سليمان : وشقّتها! ، بتصير شقّتكم لا اعرستو ان شاء الله
زاد قهره البراء من عدم سماع ابوه له وأخذ قراره على محمل الجد!
قام بقهر وهو ياخذ اغراضه ويطلع من عندهم
لفّت عَبره لسليمان واردفت: مابذنك ماء؟
خاف على عيالك يامُسلم
نطق سليمان بحدّه وهو عاجز عن السيطره على اعصابه هالمرّه: اخاف على عيالي من بنت عمّهمم!!
ماهي مجنونه وكل اللي يصير يمكن من ضغوط نفسيه تعيشها
البنت عاشت ببيت عمّها كانها غريبه ، انتي ماتحبينها وشدن ماتلقّيها وجه
وزوجها صايبه جنون وعايفها
ابتلعت ريقها عَبره من حدّته وسكتت ،
امّا شَدن تضايقت كثير من كلامه عنها وعازمه عالتغيير هالمره وانها بتفتح صفحه جديده معها
.
.
عند شرار
قام من سريره وهو مو نايم الليل كلّه من التفكير
توجّه للحمام "تكرمون"
وطلع بعد فتره وهو يمسح ملامحه بالمناديل
وقّف امام المرايه وهو يتأمّل حَمار عُيونه..وتحديداً عينه اليُسرى شديدة الحَمار من سهره وتفكيره
هو متعوّد عالسهر..ومتعوّد انه ماينام ساعات كافيه لكن جسده تعوّد على هالشيّ وبصُعوبه عوّد عينه اليُسرى بهالشي
خُصوصاً انّه يداوم دوام ليلي كَ مُوظّف عادي كَ مهنة "فنّي صيانه طائرات"
وبالصباح بعد مايرتاح له كم ساعه يشتغل كَ "مُدير لشركة الطيران ياللي يملكها هو وتحت اسمه وإشرافه..
لكنّ انه يبقى مواصل لاكثر من اربع وعشرين ساعه! هالشي جداً صعب على طاقات جسده واصعب بمراحل على عينه اليُسرى
ف هو بالامس بمُجرّد ماحاوط جسده ببطانيّته
حسّ بذراعين يلتفّون حول جسده بشكل ارعب كل مثانيه
وكل خلايا جسده
كان يظنّ انه يتوهّم من عُمق مافيه من تعب اهلكه
لكنّه ارتعب كل عِرق فيه وهو يحس بأنفاس حارقه تلفح على عُنقه من الخلف وجزء من ظهره
من زود رُعبه اُثقل لسانه حتّى عن الذِكر
مايدري ايش اللي محاوطه ، لكنّه يجزم انه بعيد كُل البُعد عن الجنس البشري
كان يحس بهالاحساس من قبل ، لكنّه يكون بعزّ نومه وخُموله
ويتهيّئ له انه يحلم من شدّة تعمّقه بالنوم
لكن الحين..ولاوّل مرّه يداهمه هالشي وهو بعزّ صحوته
رُغم انّه كان جداً ناعس ومُهلك ، لكنّه متاكّد من الشيّ اللي لامسه تماماً
وكل باله يتمحور لحول انّه "جاثوم" فقط..
توجّه لثلّاجته الصغيره واللي مخصّصها لادويته اللي ماياخذ منها شي اساساً
سحب قطره مُخصّصه للعُيون وفتحها
لكنّه تراجع فور ماتذكّر انها عنده من فتره طويله
تامّل التاريخ وارتاح ان صلاحيّتها ما انتهت
لكن جت عُيونه ناحية جُمله صغيره تحت التاريخ "صالح للاستعمال لغايه ست اشهر بعد الفتح"
تنهّد وهو يرميها بالسلّه
لبس ثوبه واخذ نظارته الشمسيّه السوداء
وسحب عكّازه وهو يطلع من الغرفه نازل لتحت
صادف ذُروف جالسه على الطاوله بهدوء وتفطر
ابتسم بعُمق وهو يشوفها واردف: ياصباح الخير ياطلّه الصُبح السعيد
ابتسمت ذُروف وهي تردف: صباحك رضى وسُرور ، تعال شاركني
جبت لك فطور
ضحك شوار بخفّه وهو يشوف فطورها كرواسون وفطيره جبن وكوبين قهوه
اردف وهو يجلس قبالها : هذا فطورك؟ ابك هذا سراج مايشبع منّه
ضحكت ذُروف بخفّه واردفت بغيض: لا تطيّح من حظّي طيّب!
اكل صدّقني بيشبعك
هزّ راسه بخفوت وهو يسحب كوب القهوه والسندويشه ويردب: صدقيني ذي نقنقه بس
بروح المستشفى تالي بفطر زي الناس
ناظرته ذُروف بخوف واردفت: وش فيك؟ ليه مستشفى
اردف شرار بهدوء وهو يشيل نظارته عن عُيونه: باخذ لها دوا
ميّلت شفّتها ذُروف وهي تتامّله واردفت: وانت حضرتك مهمل قطراتك وادويتك طول هالايام ولمّا اشتدّت حالتك جيت تدوّر الادويه! اخ منك ي شرار ومن عنادك
ابتسم شرار بخفوت واردف: اقول اهتمي باكلك بس ونامي زين ، اليوم بعد المغرب بيجون اهل اغيد عشان يشوفونك
رفعت حاجبها ذُروف لثواني بعدم تصديق واردفت؛ وبامر مين تحددون الوقت!
وانا اخر من يعلم؟
ضحك شرار بخفّه واردف: ما امداني اقولك هو امس خبّرني
ورحتي لدوامك بدري
وتو اشوفك واقولك ماصار شي تقدرين تريحين للعصر وتقومين وتجهزين
تنهّدت ذُروف بضجر واردفت بضيق: بس كنت مقرره اني اطلع لدوامي من العصر!
اليوم صديقتي بتطلع ولازم اقعد معها واودّعها!
عقد حواجبه شرار لثواني واردف: وين تطلع؟
تنهّدت ذروف بضيق واردفت: عمّها بيرجّعها لبيته ، يقول انها ماعادت تحتاج هالمكان
عضّ على شفّته شرار لثواني وتذكّر مسبحة غمّار ياللي اعطاه اياها وهو يلفظ اسمها بآخر نفس زفّره قبل لا يروح برحلة نوم طويله مجهولة الصحوه
اردف بخفوت وضيق محتلّه: انتظريني لحظه
صعد لغرفته بخطوات سريعه وعكّازه يسبقه
دخلها وهو يسحب مسباح غمّار العنّابي من بين اغراضه الباقيه وطلع لتحت
وهو حامله بيدّه ، توجّه لذُروف الجالسه ومدّه لها وهو يردف وشيّ من الضيق محتلّ صدره: اعطيه لوردْ
من غمّار
رفعت حواجبها لثواني واردفت بغرابه؛ ورد مين؟
وش دخّلها بغمّار!
تنهّد شرار لثواني بضيق وهو يحاول يتذكّر اسمها الصدقي وعجز ، لان غمّار مايناديها الا بورد ، يعرف انه ماهو اسمها لكنّه عاجز عن معرفه اسمها الحقيقي
واردف بهدوء لها: ورد صاحبتك اللي بالمصحّه ، اللي اخذتي غمّار يقابلها قبل فتره!
ارتسمت ملامح الاستعجاب على ملامحها من كل اللي سمعته
كيف ذُبول اسمها وردْ..وكيف غمّار يعرفها؟
وليش يعطيها مسباحه اللي تعرف انّه حيل غالي على قلبه
وكيف اصلاً قال له! وهو داخل بغيبوبه له اسبوعين؟
اردفت بتجاهل لكل هالافكار لانها ناويه تسالها لذُبول نفسها ، لانها ادرى بكل الاجوبه : متى بعطيها اذا هي بتمشي المغرب وحضرتك تقول ان اهل اغيد بيجون المغرب!
تنهّد شرار لثواني واردف: طيب عمّها متحجّر؟ بيمنعك من زيارتها تهقين؟
تنهّدت وهي تهزّ راسها بالنفي: لا ، على حكيها انه حيل طيّب وحنون
بس مرة عمّها قشرا؟
اردف شرار بخفوت : واخت شرار نيران!
ولا يهمّك ، بوديك لها بنفسي بعد بكرا ، لبيت عمّها
اهم شي امانة غمّار توصلها
هزّت راسها بخفوت وهي تاخذ المسباح منّه
عقدت حواجبها لثواني وهي تشوف لون الخيط اللي المفروض يكون بيج صافي مختلط فيه اللون الاحمر
رفعت نظراتها لشرار واردفت بغرابه: وهذا شنو!
ناظرها شرار وسُرعان ماضرب جبهته وهو يتذكّر انه ماغسّلها عن الدمّ ، واردف بخفوت: غسليها ويروح
استغربت لثواني لكنها فضّلت الصمت
اخذت نفس وتفكيرها مُباشره انشغل بزيارة اهل اغيد لها
التفتت لشرار اللي ياكل بصمت واردفت بتفكير: تهقى اخبّر خالتي ندى تجي؟ احس ما اعرف اقابل حريم كبار ، الوضع يوتًر! خاصّه انهم جايين يخطبون ف لازم احد كبير معهم يتفاهمون معه
ابتسم شرار بحزن على حالها واردف: الله يهداك خالتك ندى وش يجيبها من الخبر لهنا بهالسرعه
انا واثق فيك ، انتي قدها وبتعرفين تتصرّفين
خلّي حضورها بالملكة افضل
تنهّدت بضيق وهزّت راسها بطيب وتفكيرها رجع انشغل بزيارتهم ، وش تلبس؟ وكيف تسوي شعرها؟
تفخّم الميكب ولا تخلّيه ناعم،وش راح يتحاكون
وش راح تجاوب اسالتهم!
والاهم من هذا كلّه..هل بيطلب نظرة شرعيّه او لا؟
تنهّدت بضيق وهي تشوف شرار يبتعد عنها بعد ماقبّل راسها خارج لبرا
.
.
دخل شرار المستشفى بعد لحظات وتوجّه لغرفه سليمان الخاصّه
دخل عليه بعد ما اذن له السكرتير الخاص فيه بالدُخول
قام سليمان لاجل يسلّم عليه وهو مبتسم لوُجوده
اردف سليمان بعد السوال عن الحال : وشلونه الحين ولد خالك؟ عساه طيّب
تنهّد شرار بضيق وهو يردف: تحت رحمة ربّك
اردف سليمان بضيق من ضيقته:عسى الله يقومه سالم يارب
تمتم شرار بآمين
واردف سليمان بإبتسامه: ايوه ووش سر جيّتك؟ ما اظن مجرّد زياره، هات اللي عندك
ضحك شرار بإحراج وهو يحك طرف حاجبه واردف: والله مقصّر يابو الابراء ، العذر والسُموحه بس انت ادرى بالحال
حرّك راسه سليمان بخفوت واردف: عارف عارف ، الله يزيّن الحال
اردف شرار: امين تسلم
نزّل نظارته الشمسيه واردف وهو يناظره: والله جيّتي لهالسبب ، عُيوني بهالفتره صارت تحمّر كثير
وخاصّه اليُسرى ، رغم اني محافظ عليها من النور ، بس الحكّة ملازمتها ، واليوم هذا شكلها من صبح ربي
عقد حواجبه سليمان لثواني وبما انّه جرّاح عُيون مُختص وله خبره طبعاً بحالة شرار لانّه هو بنفسه اجرى عمليّة زراعة العين له قبل سنين طويله
قام من مكانه وهو يفحص عيُون شرار لثواني طويله
ومن بعدها اردف وهو يحرّك القلم امام ناظِريه؛ اجهدت نفسك بالسهر؟
حرّك راسه شرار بالايجاب وعيونه تتبع القلم
تنهّد سليمان وهو ينطق بيأس منّه : وادويتك طبعاً ماتعترف فيها؟
ضحك شرار يإحراج
واردف سليمان وهو يهزّ راسه بخفوت: ادري ادري ، لا تحاول تبرّر!
جلس بكرسيّه وهو يردف : ادويتك خلّصت؟
حرّك راسه شرار بالنفي ونطق بإبتسامه عبيطه: لا بس انتهت صلاحيتهم
رفع حواجبه سليمان وضحك بعدم تصديق: اسالك بالله؟
والله حسبتك ماتدري عن هوا دارهم
ضحك شرار بخفّه واردف: الصراحه قبل شوي دريت انهم انتهو
عورتني عيني ورحت بحط وحصلت مكتوب ان مدتها ست اشهر بعد الفتح
هزّ راسه سليمان بخفّه واردف: تمام بكتب لك نفسهم الحين
بس اياني واياك ماتستمر! حتى بعد مايروح الحَمار ، استمر عليهم زينين لحساسيتك والحكة اللي فيك
هزّ راسه شرار بطيب وهو يشكره ويطلع من عنده بعد ماودّعه
توجّه للجناح الراقِد فيه غمّار
وهو يشوف عنده الدكتوره اللي تعاطفت كثير معاه وقت شافته مع غمًار واصيل يوم جابوه ووضح لها انّه مايقوى يمسّه شي ويبقى ثابت
وانزاحت فكرة المُراجع المغرور من بالها تماما
لانها تذكر وُجوده عندها وقت طلب حالة سهم..وكيف انه لجئ لسليمان لاجل يبيّن ويفرض هيبته هنا
ناظرته بهدوء واردفت بضيق على وضعه: على حاله
اردف شرار وعيونه على غمّار المستلقي على السرير من غير حَول ولا قوّه ، مستلقي بكل سُكون وعلى جسده العاري اجهزه واسلاك شكلها يرهب القلب غصب
وعلى انفه كمام الاكسجين: ومتى ممكن يصحى؟ مو كانه طوّل حيل؟!
اخذت نفس ذُنوب وهي تحتضن الآيباد لصدرها واردفت بخفوت: العلم عند الله ، وماطوّل بالعكس ، غيره يروح من عمرهم سنين ويصحون باعجوبه ، انت دعواتك له بس ، وان شاء الله يتماثل للشفاء باسرع وقت ويصحى
انت على علم ان نجاته من الطلقه كانت بأعجوبه بالِغه
وتدري وش كثر تأزّمت علينا العمليه واستصعبت بالحيل وفقد دم كثير ، اكثر من الازم ، طبيعي بعد كل هذا يدخل غيبوبه
وباذن الله انه مايطوّل فيها ، مالك الا الدُعاء والصبر
وعسى ربي يفرّج كربتكم ويقومه سالم يارب
اخذ نفس شرار بضيق وهو يحس بعُروقه ودّها تتفجّر من عُمق الضيق اللي كابته وودّه يحرّره بصرخه تهدّيه
لكنّه عاجز وهو شبهالمكان
تنهّد بضيق وهو يطلع من عندها بعد ماقبّل جبينه ونزلت دمعته على جبينه اللي حرّكت مشاعر ذُنوب وتأجّجها الضيق ناحيته
تنهّدت وهي تردف بكل شُعورها: عسى ربي يلهمه الصبر ، ويقوم له بسلامه وعافيه يارب باسرع وقت
تنهّدت وهي تمسح دمعته عن جبين غمّار وتكمّل فحصها اللي قطعه شرار
.
.
..
بعد ساعات..
عند سليمان ، دخل على ورد بعد ماخلّص اجراءات الخُروج ووقّع عليها
حصّلها جالسه بكل هُدوئها ورقّتها
تقدّم منها وقبّل راسها برقّه تناسب سُموْ رقّتها
واردف بحنيّة طاغيه بصُوتُه: جاهزه يبه؟
تامّلته ذُبول اثواني وتحس صدرها تفتّحت داخله وُرود من عُمق الحنان اللي يسكن بنبرته وقت قال "يبه"
حرّكت ذُبول راسها بالايجاب وقامت وهي تلبس جزمتها
اخذ سليمان شناطها وهو يناظرها تلبس جاكيتها الطويل وابتسم لها بحنان ، رقيقه وحرام فيها كل هالحزن اللي معتري لمعتها وافسد صفاها
تنهّد بضيق وهو يدخّلها لتحت ذراعه ويمشي فيها لخارج اسوار المصحّه بالكامل
___

في عينها دمعه من حنة العيد وفي سيفها رهبه تعسف ولا تجيد Where stories live. Discover now