"البارت الثامن"

2.6K 63 7
                                    


#في_عَينها_دمعه_وفي_سيفها_رَهبه⚜️
__
__
_
اخذت نفس ذُبول بصمت تام
عضّت على شفّتها ذُروف لظنّها انها ضايقتها بسؤالها
وحبّت تغيّر الموضوع من لمحت اطراف اناملها تتسارع لاحل تتخبّى بكم بيجامتها
ابتسمت بحنان واردفت: بجيب لك شي دافي تشربينه
وش حابه تشربين؟
ناظرتها ذُبول لثواني وهزّت اكتافها واردفت بنُعومه: عادي اي شيْ
ابتسمت ذُروف واردفت: ثواني وارجع لك
هزّت راسها ذُبول بطيب وخرجت ذُروف لاجل تجيب لها شي دافي تشربه
ورجعت بعد لحظات وهي حامله بين يدينها كوبين شاي
مدّت واحد لذُبول والثاني كان لها
اخذته ذُبول وابتسمت لِلُطفها وتمتمت ب"شكرا"
ابتسمت لها ذُروف وهي تسحب الكرسي وتجلس عليه وتردف: لو مافيها ثقاله بناشبك بتامّلك للجمال
التفتت ناحيتها ذُبول وابتسمت بلُطف : اخذي راحتك عادي
ابتسمت ذُروف للُطفها
وصدّت ناحية الشبّاك وكل مقصدها من هالشي انها تبني جسر الثقه مابينها وبين ذُبول
اللي تحسّ ان حياتها عباره عن جحيم وبكل مافيها من خير ودها تنجّيها من جحيمها وعتمتها
قطعت عليها اندماجها نبرة ذُبول اللي كانت غريبه نوعاً ما..وقت اردفت: اكره المطر والكشتات والبر
عقدت حواجبها ذُروف والتفتت ناحيتها بغرابه
الا ان ذُبول انهت غرابتها وقت استكملت حديثتها بذات نبرتها الغريبه: كنا متحمسين لكشتتنا ذيك ، قبل سبع سنين..كان وقت شتاء ، والجو مغيّم ، ويوم جمعه
كانت كل هالاشياء تحفّزنا لاجل نكشت
شدّينا عزبتنا وسرينا ، كانت طلعه حلوه بدايتها
ماكنّا ندري ان الجحيم ينتظرنا بالنهايه
مرضت وارتفعت حرارتي بوقتها ونمت بدون شعور بسياره عمي
صحيت وانا فاقده امي وابوي
ومرّت علي ايام لحد ما استعدت عافيتي وصحصحت على الدنيا بشكل كامل..جاء عمي وحضنّي وهو يبكي
كانت عصريّه غريبه ويوم كئيب..اخذني عمي معه
لمكان اول مره اشوفه على ارض الواقع
كنت اشوفه بالاخبار وقت كان ابوي يشغّل قناة العربيّه
بحياتي ماكنت متوقعه اني بوقف بنفس المكان
دخّلني واشوفه يتكلم مع الموظف هناك
لين ما شفته يكشف الشرشف عن جثه واحد كان يقول انه ابوي
بس مو ابوي
سكتت لحظات طويله وهي تتذكّر الموقف بكل حذافيره
بكت وماقدرت تسيطر على دموعها وتوقّفها
ناظرتها ذُروف بضيق واضح على ملامحها
ابتلعت ريقها وماقدرت تمنعها ،
جرحها وألمها اكبر من انها تواسيه بكلمات عاديه
رفعت عُيونها ناحيتها لمّا اردفت بغصّه تحاول تسيطر عليها: ما كان يشبه ابوي ، كان وجهه متورّم ومنتفخ من الماء
يقول..لقوه بعد ما جفّت سيول شعيب فليج
غارقه سيارته بالسيل ومعه امي واخوي
ماقدرت اشوف الباقي ، بس هذاك ، ماكان ابوي
او ماكنت مصدقه انّه ابوي
لين تمّ العزاء وخلّص..وجت ام امّي ، اللي اوّل مره بحياتي اشوفها .. تسبّ وتلعن ب ابوي
وفوق هذا تبي تاخذني من عمّي وتقول انها هي الاحق بالحضانه منه
وقتها بس استوعبت ان ذيك الجثّه اللي اقشعر جسمي من منظرتها كانت تخصّ ابوي
ما استوعبت الا بعد ما ضمّه تراب مقبرة الحفر
غمّضت عُيونها وأستكملت كلامها ويدها على صدرها اللي أبتّدا يرتفع وينخفض بشكِل مُخيفّ
ونبرتها الراجفه فيها مايكفيها من الالم والندم: ضمّه التراب قبل تضمّه ضلوعي وتودعه
ارتعشت اطراف ذُروف من عُمق الالم في نبرتها وضاق خاطرها عليها حيل
كمّلت كلامها ذُبول وهي تحاول تسيطر على بقايا قوّتها المُتَبعثره: رجعت لبيت عمي وشفت من عمتي وجه ثاني
غيير غير غير عن وجها المُعتاد وطيبتها معي قبلْ
كانت تناظرني بإستحقار
ونظرات كلها خُبث وكُره..كنت احس من نظراتها انها ودها تقتلني
مع العلم انها بكل ايام العزاء كانت حيل شايلتني عن الارض
ولمّا مرضت قبل العزاء محدّ كان مهتم فيني كثرها
لكنها بعد العزاء تغيرت لوحده ثانيه تماماً
بغيضه..حقوده للحدّ اللي يخلّيني اقشعر من وُجودها حولي
ما ادري كيف انقلبت كذا ، يمكن ماتبيني اكون عندهم
كان منظرها يهزّني لدرجة انها لو جابت لي الاكل نفسي تنسد ولا اكل ، نحفت بشكل كبير جدا
مرت خمس سنوات ، لين جاء هذاك اليوم
اللي نمت فيه وليتني مانمت ، لان من وقتها زاد عذابي
وآلامي صارت عاديه عنده
نمت وحلمت حلم ، بشع ومُرعب جدا
ارتعشت اطرافها بشدّه لمّا تذكرت المرّه الاولى ياللي حلمت بذاك الكابوس اللي يلاحقها لحدّ الآن
وتمتمت بنبره مُضطربه من شدّه مافي جوفها من خوف وهلع
وعُيونها تتنقّل بين زوايا الغُرفه الاربعه: كان فيه واحد اسود بشكل مُرعب ، وطويل وعريض
شكله ومنظره عسفّو فيني ، كان بزاوية الغرفه وبيدّه شمعه
وتقدم لي لين ماصار جنبي بالضبط دنّق علي وحرقني
وكان يبتسم بشكل مُريب
صحيت وكانت يدّي بنفس مكان حرقه توجني ومكانها صاير احمر
كانّي محروقه صدق
قلت هالشي لعمّي وماصدقني وقال اني اتوهم
بس انا ما اتوهم ، لانّه ظل يتكرّر علي لمدة سنه كامله
لدرجة اني منعت نفسي عن النوم عشان ما احلم
لكن كان شي يجبرني انام بساعه معينه من كل يوم
سكتت وهي تحط يدّها على قلبها اللي نبضاته اعلت بشكل مُخيف ، حاولت تهدّي من روعتها لكن ماقدرت
لان اللي قاعده تسولف عنه مو شي عادي ابداً
شي يجبر كل خليّه فيها تهتزّ وتخاف وترتجف
تابعت حكيها بذات نبرتها المُضطربه ويدّها لازالت على صدرها: لحد ماعدّت سنه وشفت كابوسي الاسود قدام عيني
وانا صاحيه وواعيه وبكامل قواي العقليه
شفته ومن هول ماشافت عيوني سواد رمشي تخلّى عنّي
ومن وقتها لهاليوم وانا اشوفه
يومياً يزورني ، الساعه ٢:١٤ من كل فجريّة
الوقت اللي اتمنى حياتي توقف قبله ولا اجيه
سكتت
وهي تترقّب الساعه وارتاحت نوعاً ما لان باقي نصّ ساعه على موعد حُضور كابوسها الاسود
ناظرت لذُروف اللي كانت صامته تماماً وملامحها تعبّر عن شي مافهمته
ابتسمت بحزن وهي تكفكف دموع عينها واردفت بنبره هاديه جدا عكس كل اضطراباتها قبل لحظات: ما انتظر منك تصديق ، عادي مو لازم تصدقين
وما الومك..انا اقرب ناسي لي كذّبوني كيف انتي يالغريبه تصدقيني!
ابتلعت ريقها ذُروف واردفت بتساؤل: ومين كذّبك؟
اردفت ذُبول وهي تتامّل الشبّاك ب "عمّي وبنت عمّي اللي كانت صديقتي واعز"
ماجابت طاري للبراء ولعدم تصديقه لها..ولا حتّى ذكرت ان كل اللي يصير معها ماصار الا من ليلة ملكتها
تحسّ هالحدث انمحى من ذاكرتها والبراء بكبره ماعاد له اي اهميّه عندها ولا يشغل اي حيّز ولو بسيط من ذاكرتها
ارتجفت ذُروف بتعجّب وعلامة استفهام مرتكزه بمخّها:ليه مو مصدقينك يعني!
ابتسمت ذُبول بحزن وضيق وتمتمت بالم : مايشوفونه
محد يقدر يشوفه غيري
ارتجفت اطراف ذُروف والخوف بدا يسيطر عليها تماما ً
لمّا ادركت ان اللي تشوفه "جن"
ابتلعت ريقها واردفت بنبره مُتلعثمه: طيب ليه مايودونك لشيخ يقرا عليك؟ لايكون اللي فيك مس او شي!!
ليه يجيبونك للمصحّه من الاساس وانتي عاقله
هزّت راسها ذُبول وتمتمت بتوهان: تصدقيني لو اقولك اني لحد الحين ما ادري وشو اللي يظهر لي؟
ولو كان جن او انس من الاساس؟؟
بردت ملامح وجه ذُروف للحظات وتمتمت بعدم تصديق: كيف ماتدرين!
هزّت اكتافها ذُبول بعدم معرفه: ملامحه ملامح انسي لكنه يخرع ، عيونه وابتسامته وضحكته اللي تحسّسك بالموت الف مرّه من..
سكتت في هاللحظه تماماً لمّا حسّت ببروده قاسيه تخترق عظامها
وتلقائي ومن دون شُعور وجّهت عُيونها ناحية الزاويه
وماكان امامها الا كابوسها ، وكانّه حظر لانها طرت طاريه
حاظر بنفس الضحكة المُخيفه اللي كانت تشرحها للتوّ
رجفت وطاح منها كوب الشاي البارد
فزّت ذُروف بهلع وناظرتها بخوف وسُرعان ما اضطربت نبضات قلبها لمّا شافت نظراتها موجّهه ناحيه الزاويه
واطرافها ترتجف بشكل ملحوظ لها
ابتلعت ريقها وماتنكر بتاتا شُعور الهلع والفزع اللي انتابها
والبرد المفاجئ اللي حسّت فيه ياكّد لها ان كابوس ذُبول ماهو الا "جنّ" يلاحقها
لان من دلائل وُجود الجن بمكانك اللي انتي فيه "البرد"
وهذا اللي اكّد لذُروف احساسها اللي تحسّه من البدايه
..وجّهت انظارها ناحية الزاويه اللي استقرّت سهام ذُبول فيها وما شافت شي
ماشافت اللي تشوفه ذُبول
ابتلعت ريقها بصُعوبه والتفتت لذُبول واردفت بنبره تحاول تقويتها: رددي الاذكار
ماردّت ذُبول لانها بالاساس ما سمعتها
كل حواسها منصبّه ناحية ذات الكابوس
ازدادت رجفتها اضعاف لمّا حسّت فيه يتقدّم
ومن دُون شُعور مسكت يدّ ذُروف اللي جنبها وشدّت عليها بقوّه لمّا استقرّت شمعة كابوسها على ذراعها
ابتلعت ريقها ذُروف وما تدري وش سبب فعلها وشهقتها المفاجئه..لانها ماتشوف اللي يصير من حولها
ابتلعت ريقها لمّا ارتمت ذُبول بحضنها وهي تشهق بالم
وتردّد بوجع : شهور ونفس الشي يتكرر كل ليله ، وكل مرّه تنتابني نفس ردّة الفعل
احس لساني ينشل..احس اطرافي تتيبّس
احتضنتها ذُروف بقهر على وضعها واردفت: طيب سمّي
ابسط شي ممكن تسوينه لا شفتيه
هزّت راسها ذُبول بالنفي بعدم قُدره واردفت من بين دُموعها : ما اقدر
والله احس لساني يثقل احس اني ارجع طفله ماتعرف من الكلام شي
غمّضت عيونها ذُروف وهي تطبطب عليها
وبنبرة مرعوبه وتساؤل : راح!
هزّت راسها ذُبول بالايجاب وهي تحس بشِعور بشع جدا يجتاحها
كونها تشوفه لحالها..تحسّ محّد مصدّقها رُغم صِدق ذُروف معها
اخذت نفس ذُروف وتوها تتذكّر كُتيّب الأذكار اللي وعدتها فيه وتمتمت بضيق : انا اسفه ، صار شي واشغل بالي اليوم ، ماقدرت اتذكّر الكُتيّب ياللي وعدتك فيه
تنهّدت ذُبول بضيق واردفت: عادي ، تعوّدت انتسي
بردت ملامح ذُروف من جُملتها وتضايقت كثير على نسيانها
ماكان ودها انّها تحسّس ذُبول بهالشُعور بتاتا
ابتعدت عنها واردفت: طيب وش رايك تنامين؟
هزّت راسها ذُبول بالنفي واردفت: مابي ، يصير انزل تحت؟
عقدت حواجبها ذُروف باستنكار
واردفت ذُبول بخنقه: احسّ اني مخنوقه ، ابي اجدّد انفاسي
ابتسمت ذُروف بفرح كون عندها علم مُسبق ان ذُبول ماتطلع من غرفتها بتاتاً رُغم انه مسموح لها بالخروج
اردفت بابتسامه: لعيونك يصير ، ب..
بترت جُملتها لمّا لاحظت عُيون ذُبول ورموشها تحديداً
اللي ساحت المسكرا منها بسبب دموعها وبان بياض رمشها
ابتلعت ريقها وهي ترفع كفّها وتمسح بقايا دموعها اللي تحوّل لونها للاسود بسبب المسكارا
ابتسمت ذُبول للُطفها
واردفت ذُروف؛ تدفّي الجو بارد ترا
هزّت راسها ذُبول بطيب وانحنت للدرج وسحبت وشاح ذُروف ياللي تركته عندها بالامس ومدّته لها واردفت: وشاحك
ابتسمت ذُروف وهزّت راسها بالنفي: خليه لك
وتراه جديد ما انلبس الا مرّه ، فداك ياروحي
هزّت راسها ذُبول بالنفي واردفت بخجل من لُطفها: لا اخذيه ، عندي انا ب..
قاطعتها ذُروف وهي تاخذه منها وتحاوط اكتاف ذُبول فيه وتمتمت بخُفوت: والله تاخذينه ، اعتبريه عربون صداقه؟
ولا ماتشرفك صداقتي؟
ناظرتها ذُبول بخجل وشُعور حلو تجدّد داخلها
اشبه بالضوّء اللي توهّج بصدرها ،
هزّت راسها بطيب واكتفت بهالشي لشدّة فرحها اللي ماينوصف بحكي
ابتسمت ذُروف وحاوطت ذراعها بذراع ذُبول واردفت: تعالي يله
خرجت معها ذُبول وهي في قمّه توهّجها
بعد ماكانت مُعتمه من شدّة الضيق والبُؤس اللي مغروس داخلها
طلعوا من الجناح باكمله ونزلوا لتحت
وقّفوا امام غرفه واردفت ذُروف لذُبول: اعجبك الشايّ؟
هزّت راسها ذُبول ب اي
وابتسمت ذُروف واردفت: خلّك اجل ثواني
دخلت للغرفه وطلعت بعد لحظات وهي حامله كوبين شايّ
ابتسمت ذُبول وهي تاخذ منها الكوب واردفت بإمتنان: شكرا
ابتسمت لها ذُروف واردفت: اول شي دامك صرتي صاحبتي خلّينا نلغي هالكلمه من قاموسنا بليز
لانها تحسّسني اني صاحبة فضل عليك وانا ما احب هالاحساس
ابتسمت لها ذُبول وهزّت راسها بطيب
واردفت ذُروف: طيب تعالي من هنا
للحديقه من ورا اشرح من قدام
هزّت راسها ذُبول وطلعوا للحديقه الخلفيه وفعلاً كان منظرها شَرحْ
ومرتّب اكثر من الحديقه الاماميه
جلسوا سوا على الارض واخذوا يتبادلون الحكي مابينهم ويتعرّفون على بعض اكثر
هدّت ذُروف لها كل مايخصّها
ما عدا موضوع مرضها ياللي اساساً مش مقتنعه فيه
امّا ذُبول ماكان منها الا انها تسمع بإندماج وهي تحسّ روحها تتجدّد داخلها
من زمن طويل ما حسّت بهالشُعور الحُلو
___
__
_
صباح اليوم الثاني
في احد المطاعم الخاصّه بالفُطور
كانت ذُروف مع اخوها شرار ومصمّمة الديكورات
يخطّطون سوا على ديكورات فلّتهم الجديده
وينظمونها مع المصمّمه ياللي كانت على ذوقهم تماماً
وصلوا لنهاية اجتماعهم
وفرحوا كثير انهم ما تعبوا معها بالشرح والطلبات لانها كانت فاهمتهم وعارفه وش يبون وكانها داخله بعقلهم تقرا افكارهم
مشت من عندهم بعد ما ودّعتهم
ابتسمت ذُروف وهي تلتفت لشرار: احس حبيتها شراي..
رمقها شرار بنظرات حادّه : انتي ماتتوبين!
تنهّدت ذُروف وهي ترمقه بنظراتها وتصدّ
ضحك شرار على تعابيرها واردف: يابنت والله ماني شاكي لك حال عزوبيّتي ، خلّيني متهنّي
تنهّدت ذُروف وهزّت راسها بطيب
واردفت:طيب ي ابو عزوبيه ، بعتقك من هالشي اليوم بس
اخذت نفس بضيق واردفت: بقولك سالفه
عقد حواجبه شرار من تغير ملامحها الواضح واردف باهتمام: قولي ، صاير لك شي بدوامك!!
هزّت راسها ذُروف بالنفي واردفت: لا مو دوامي
اخذت نفس واكملت: وحده بالمستشفى..مريضه يعني
امس كنت معها وكانت تسولف لي عن حياتها ومعاناتها
البنت تعاني ومحّد واضي يصدّقها ويوقف معها
تشوف جنّ واتّهموها بالجُنون ودخّلوها المصحّه على هالاساس
تنهّدت بضيق واردفت: مدري احس احترت اعرف لو هي مسحوره او ممسوسه بعاشق "الله يكافينا"
عقد حواجبه شرار بغرابه واردف: وانتي وش يخلّيك تقعدين مع المرضى وتاخذين وتعطين معهم!
هيه بنت! اصحي على حالك ماني عايفك انا لا تسوي فيك شي هالمر..
قاطعته ذُروف بنبرة رجاء: تكفى لا تظنّ فيها كذا انت بعد
البنت كل مافي الأمر انها مالقت اللي يسمعها ويفهمها
عقد حواجبه شَرار: ليه مصدقتها انتي؟
لايكون شافتك طيبه وعلى وجهك وقالت خل استغلّها!!
هزّت راسها ذُروف بالنفي ونطقت: انت ماسمعت نبرتها ولا شفت جُنون رعشتها ، ولا شفت صدق الدمع بعيونها
البنت فيها بلا
واحس حرام  لو تركتها كذا
هزّ راسه شرار بهدوء واردف: وش بتسوين!!
اسمعي ياويلك ثم ياويلك تسوين شي تاذين فيه نفسك
اخذت نفس ذُروف واردفت بابتسامه: ماني بزر ي شرار
بعدين موب انا اللي بسوًي
عقد حواجبه شرار بغرابه
وبادرت ذُروف بالردّ: مطوّعنا..للحين يشتغل مع ذاك الشيخ؟
عقد حواجبه شرار وهزّ راسه بالنفي: لا ترك من زمان
هو الحين معي يشتغل
أخذت نفس ذُروف واردف: عادي يقابلها؟
بس مو بالمستشفى ، باي مكان برا انا بدبّر لها طلعه منّه
رفع حواجبه شرار من تسرًعها واردف: هوب هوب!! هيه انتي وش اللي تطلعينها!!
انخبلتي؟؟
هزّت راسها ذُروف بالنفي: بنخبل لو تركتها بدون ما اساعدها
ما اقدر ادخله للمصحّه مو مسموح لي
بعدين ماعليك كلها شغلة نص ساعه ، فترة العصر
فترة زيارات ومحّد مهتم لاحد وهي اساساً محد يزورها الا عمها ومايزورها الا كل خميس
يعني تطمّن ، بكرا او بعده ندبّر الوضع بس انت كلّمه
ابتلع ريقه شرار واردف بحيره: رغم اني مب مقتنع بولا شي من اللي قلتيه لكن ابشري ، بكلمه والله يكتب اللي فيه الخير
زفّرت انفاسها ذُروف براحه
واستندت عالكرسي ، ارتشفت من كوب قهوتها
ورفعت عيونها ناحية شرار واردفت: هي قالت لي امس انها قصّت شعرها وقبل لا تقطّه اخذه منها ولد جيرانهم
وعلى قولها انه يحبّها وبيرجعه لها لمّا يقابلها من جديد
تهقى هو اللي ساحرها؟؟
احس من قالت لي هالشي قلت بداخلي انه هو
رغم اني محتاره للحين وما ادري لو اللي يجيها جني عاشق ولا مسحوره صدق
عقد حواجبه شرار بغرابه واردف: وهي وش يخليها تعطيه؟؟
هزًت اكتافها بعدم معرفه
وتنهّد شرار: والله هابنت الله يستر منها صدق
احس وراها الغاز واسرار ، عسى الله يسلّم
تمتمت ذُروف بآمين وهي تشتّت انظارها للشبّاك
___
__
_

في عينها دمعه من حنة العيد وفي سيفها رهبه تعسف ولا تجيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن