"البارت الحادي عشر"

2.8K 55 4
                                    


#في_عَينها_دمعه_وفي_سيفها_رَهبه⚜️
..
..

وصلت سياته الاسعاف للمستشفى
وانهلّو عليهم الطاقم الطبّي
واخذو ياخذون المعلومات الهامّه من المُسعفين
دخّلو السهم لقسم الطوارئ بخطوات سريعه
وخلفهم كان يتبعهم أغيد اللي قلبه تارسَه الخوف والقلق عليه
كان يتأمّلهم وهم يفحصونه وعيونه أبت ترمش بتاتاً
رُغم ان المنظر كان مُدمي لقلبه جدا
لكنه اصرّ على النظر بكل حركة يسوونها وهو يعاندّ الصراخ اللي يتوالى عليه من بعض الممرضين بالخُروج
انشر باللحظه الاخيره صوت جهاز تخطيط القلب معلن عن فقدان المريض لنبضاته بشكل واضح
وبردّة فعل سريعه صرخت احدى الدكتورات بحدّه لاحدى المُمرّضات: جهزو غرفه العمليات بسرعه
نزّلت انظارها للسهّم اللي مستلقي اسفل منها عالسرير
واردفت وعلى ثغرها ابتسامه ممزُوجه بالبُهوت والإصرار: انت قوي..تكفى تحمّل شوي
اردفت للمُمرضين اللي معها بأمر يتأجّج بنبرتها: جهزوه للعمليه شباب بسرعه
سحبت نفسها من بينهم بخطوات سريعه لاجل هي بعد تتجّهز للعمليه
لكنّ يدّه هذا الاخ الخايف على اخوه وصغيره وقّفتها
التفتت عليه بتعجّب واضح بنظرتها واردفت: نعم اخ..
قاطعها أغيد بنبره يملاها الحزن: بيعيش!
عقدت حواجبها وسُرعان ما خمّنت انه يصير للمريض واردفت بثقه تتفاخم بنبرتها: كل شي بيكون تحت السيطره
وعسى ربي مايخيّب لنا تعب وامل
تمتم أغيد ب"اللهم امين" وسحبت نفسها الدكتوره من عنده بخطوات سريعه لخارج قسم الطوارئ
وتبعها أغيد بخطوات تشتعل الارض بسببها
طلع من المستشفى وركب سيارته وهو يتوجّه لنفس مكان الحادث وهو يتمنى ان الشرطه لسّى ماوصلت للمُجرم لاجل ياخذ حقّ السهم بنفسه وبيدّينه
ويطلّع حرقه قلبه عليه
..
عند وَردتنا الذابله
اللي كانت بهالوقت تحديداً بدل لا تنشغل باللعب والتمشيه بالحديقه الخاصه بالمستشفى مثل باقي المرضى
كانت هي بجناحها الخاصّ تشغل نفسها بقراءه كتاب جديد
وبمحتوى غير تماماً عن كل الكُتب ياللي كانت تقراهم قبل
كان كتابها هذا ومحتواه خاصّ برِوايه غير عن الروايات او القصص اللي ممكن تلجئ لهم لمّا تطفش من كُتبها الدراسيه
كانت تلجئ لروايات وقصص الجرائم والغُموض والامور المُشابهه لها
لكن هالمره كانت روايتها هذي ذات طابِع مُختلف تماماً
روايه يتلئلئ الحبّ بين حُروف جُملها
والمشاعر الحلوه ماليتها وتتدفّق منها لدرجة انها استقرّت بجوف هالورده الذابله لحد ما تفاقم داخلها
كانت تقرا وهي تحس انها ذاتها هي بطلة هالروايه الجميله
واللي كان بطلها يلبّي لها كل متطلّبات قلبها
ومغرّقها باسمى عبارات الغزل ياللي تورّد قلبها قبل وجناتها
تنهّدت بصُوت مسموع وهي تقفّل الكتاب بعد ماوضعت الحاجز الصغير مكان ماوقّفت
احتضنت الكتاب لصدرها وهي تغمّض عُيونها وتحس ان الحبّ ماليها
ورغبه كبيره تضاخمت داخلها بانّها جد تجرّب هالشُعور بكل مافيه من حلاوه وعُذوبه
وماطرى لبالها هاللحظه الا ذاك الغامِر الأسمر
تنهّدت بضيق واضح من تنهيدتها وهي تتذكّر صدمته منها وقت شافها
ماتدري هل كانت صدمه صدرت من منظرها وهُزلها المُخيف
او صدمه بسبب وُجودها معه والصدفه الغريبه اللي جمعته معها بعد كل هالسنين
اخذت نفس وهي تتمتّى انها تلتقي فيه من جديد
لكن كيف وهي بين اسوار هالمصحّه الغاتمه على صدرها بشكل مُوجع لاشهر طويله
طرت لبالها ذيك الراجفه وكانت هي السبيل الوحيد لمعرفة  اخبار عن غمّار..واساله كثير تجول بخاطرها..

خاطرها وحيل ودّها انها تتعرّف اكثر على حاضِره
تبي ترتاح وتريّح ضميرها..ودّها تعرف لو فيه أنثى احتلّت مكانها القديم او مكانها ماعاد له وُجود من الاساس
مكانها بايسر اضلُعه..قلبه
توجّهت لجوّالها اللي نادر جدّاً ماتمسكه
وكانت راح تتّصل بذُروف لولا إقتحام هذا الاسمر للمكان
اللي تغيّر بشكل كُلّي عن ماهو عليه
صار ازهى..واجمل..واحنّ بكثير عليها..صار يشعّ بالنور
بدل ماكان حيل غامت على صدرها
ماكانت تظنّ الي تشوفه حقيقه..لانها كانت للتوّ تفكّر فيه
فظنّت ان شدّت التفكير فيه جعل عقلها يجسّد صورته امامها برونـقَـه الخاص هذا اللي ماله اي مثيل عندها
ماكانت تدري بإن هذا الغامر يقطن امامها تماماً
ومايفصل بينهم الا مسافات بسيطه..تتلاشى بكم خُطوه بس
ابتسمت بحُزن احتل اشلاء قلبها وهي تـتـأمّـل  نظراته
اخذت نفس بضيق واردفت بأسى: شكل الجُنون منّك وفيك ي ذُبول
صار عقلك يهيّئ لك كل ماتتمنين ويجيبه قدّامك
ضحكت بخفّه بإستهزاء على نفسها وهي تتذكر كلام عَبره عنها وعن جُنونها
وتوّها تتاكّد او تحس..انها فعلاً ممكن تكون مجنونه
قعدت عالسرير وسحبت جوّالها وهي متجاهله تماما غامرنا الأسمر اللي واقف امامها فعلاً
واللي بنظرها انه مُجرّد خيال
كان مستغرب من وضعها المُريب عليه ومن كلامها اللي كانّها تخاطب فيه ذاتها
كان متوقّعها تفرح لوُجوده..لكن الظاهر انها حتّى ما اعتبرت لوُجوده اهميّه
تقدّم ناحيتها بخطوات هاديه جدا بعد ما قفّل باب جناحها
وصار قبالها بشكل تامّ
ومايفصل بينهم الا خطوات بسيطه صغيره
حسّت ذُبول بشي حجب النور عنها ورفعت راسها ناحيته
تامّلته لثواني بسيطه وحسّت بشُعور غريب داهمها
حسّت بسيل مشاعر حلوه تسلّلت لقلبها
لتُأكّد لها ان وُجوده امامها مو مُجرّد خيال من وحي بالها
مدّت يدّها بتردّد وهي تنقز رجله القريبه منها
تبي تاكّد لنفسها انه حقيقي قبالها وان بالها ما يخيّل لها شوفته قبالها
جمدت ملامحها بخجل شنيع احتلّها وهي تتأكّد
انه هو غـمّـار..حبيب طُفولتها الأسمر
سحبت يدها بسرعه وهي مُربكة جدا من تواجده هنا معها
ضحك غمّار بخفّه على فعلها وردّة فعلها اللي كانت حيل رقيقه على قلبه
طُفوليه وعَذبه ورقيقه وجميله لحد هاللحظه
رُغم كل لمعات الحزن اللي محتلّه نواعسها
الا ان جمالها باقي زاهي..باقي زاهي بعينه اللي مايهمّها الجمال الخارجي وبس
هو عرفها طفله كانت تلعب بحضنه..وقباله ومن وقتها وهي اجمل الجميلات بعينه
واعذب الرقيقات على قلبه
تامّل نظراتها التايهه واردف بهمس: اهجدي
توقّفت نظراتها على عُيونه بشكل سريع وابتسم غصب عن عينه
اخذ نفس وهو يردف: تعرفي..
بتر كلمته وهو يتامّلها: تذكريني؟
ابتلعت ريقها ذُبول وهي تشوف نظراته اللّينه لها
وهزّت راسها بخُفوت واردفت بنبره رقيقه: لا ماعرفتك.
ماعرفتك الا من اسمي الخاصّ فيك
متغيّر كثير يـ..غـمّـار
ابتسم غمّار وبانت صفّة اسنانه اللُؤلُؤيه
واردف وعيونه الحادّه بعيونها الناعسه ذايبه: كيف متغير!
عسى ماشنت بس!
اخذت نفس ذُبول وهزّت اكتافها بعدم المعرفه : ما ادري كيف
بس كذا متغير..كبرت وصارت لك لحيه
طولت اكثر وضخمت اكثر..متغير عن ايام الحفر كثير
ابتسم غمّار بخفّه على طريقة كلامها البريئة والطُفوليه واردف:وانتي كبرتي ياورد..احلوّيتي كثير .. وزاد بهاك وتدبّل
تبسّم ثغرها بِبُهوت واردفت وهي تزيح خُصل ليلها العاتم لخلف أذنها : ورد؟
تامّل عُيونها غمّار لثواني وهز راسه بالإيجاب: اي ياورد..وردْ
ابتسمت بإستخفاف واردفت بنبره ضيقها تفجّر منها : وردتك ذبلَت..ماعاد لها غامر يغمرها زيْ اوّلْ
ماعاد لنا من هالاسم نصيب ي غمّار .. صار نصيبنا من اسمنا واضح
ابتلع ريقه من نبرتها المُوجِعه لعُروق قلبه واردف: لك كل النصيب من اسمك يا وردْ
لازلتي وردة أيّامي حتْ لو غطّاك الذُبول..بَغمُركْ وبتزهين وتزدهرين..وترجعين وردْ اللي لها كل النصيب من اسمها
تامّلته وهو يسولف والثقه تتفجّر من نبرة صوته
ماكان لها خيار الا انها تصدقه..لانها تبي تصدقه
تبي تحسّ ان الأمان رجع لها مع رُجوعه ، وبدايات هالامان تبدا بتصديقه..
اردفت وتوها تتذكّر تسأله عن سبب وُجوده او كيفيته: انت كيف جيت! كيف سمحو يدخلونك؟
اردف غمّار بخُفوت: كلمت ذُروف وقالت انها بتجيك
وقالت لي الحقها وبتدخلني
ولما وصلت اكلمها وماترد وطلبت ازورك ومحّد رفض كان زحمه ومحد انتبه  يدقّق
سكت ثواني واردف بغرابه: هي ذُروف ماجتك اليوم؟
هزّت راسها ذُبول بالنفي واردفت بغرابه: دوامها ليلي
ماتداوم بالنهار هي
هزّ اكتافه غمّار بعدم معرفه واردف: والله مدري عنها
سكت غمّار
وناظرته ذُبول لثواني طويله وهي مذهوله لقُربه الشديد لها بعد سنين الغياب القاحِله
عضّت على شفّتها بتردّد واردفت بخجل وهي ما تعرف بأي طريقة تحاوره : يصير أسال سؤال؟
تبسّم لها غمّار وهزّ راسه بخُفوت واردف بعُذوبه : لك يصير الي مايصير ي وردْ
اسالي..كلي لك أذان اصير
ابتسمت ذُبول بخجل واردفت: وش علاقتك فيها ذُروف؟
ابتسم غمّار وشُعور داخلّي دلَّلُة بانّها سألت من دافع غيره
رُغم انه كان مُجرّد فُضول فيها وسؤال من ضمن سلسلة الأسأله الطويله اللي كانت تبي تبوح فيها وبدأتها بهالسؤال
اردف هذا الأسمر اللي سكنه الفرح من هالسؤال والشعور: تقرب لي ، تصير بنت عمّتي وأعدّها اختي
هزّت راسها ذُبول بخُفوت واردفت بنبره بريئه: طيب يصير أسال بعد؟
تبسّم ثغره وهزّ راسه بخفوت واردف: اسالي ياوردْ
ذُبول بخُفوت : وانت وش اللي جابك من الحفر لهنا!
ابتسم غمّار وهو يتامّل عُيونها وشُعور داخلي عظيم يودّ احتضانها لصلابة أضلعه العوجاء لكنه متصبّر وهاجد تماماً : انا من الاساس من اهل الرياض
لكن لمّا توفو امي وابوي اخذنا خالي بالحفر
من قبل لا تولدين انتي
ورجعت بعد ماوفّقني ربّي بالوظيفه اللي تسرّ خاطري
جيت ولا ادري وش ينتظرني..وكل همّي شغلي وبس
ماهقيت انْ نصيبي يصيبني بشوارع الرياض
ماهقيت ارجع الاقي روحي اللي فارقتني من سبع سنين..هنا بالرياض
والصدفه اللي حيل غريبه انها تصير صديقه بنت عمّتي
ماهقيت الدنيا صغيره هالقد والله
ناظرته ذُبول وعُيونها لمعت من كلامه اللي استقرّ داخلها وتمكّن من كل عرق فيها
لمّا عرفت انها هي المقصوده بكل حكيه
ذرفت دمعه مُتمرّده سال معها شي بسيط من الماسكارا السودا ياللي مغطيه فيها بياض رموشها
ومسحت دمعتها بسرعه قبل مايلاحظها
لكن حظّها قليل..فهو لاحظها
كيف لا وهو ملاحظ اتفه حركة تسوّيها
ضاق صدره من دموعها وهو يحس انها مليانه اسرار
يحس ان حياتها كانت سوداء بشكل مُفجع لقلبها البريئ
تنهّد داخله بضيق و لاحظ طرف لون رموشها البيضاء وظنّ انه شي متعلّق برمشها
قرّب منها بدون شُعور
ورجعت براسها للخلف بسرعه بخحل وشي من الغرابه
تامّل غمّار ردّة فعلها اللي ما استغربها وحسْ بخوفها الطفيف منه
وهو يتمنّى انه ما فارقها ولا لحظه لأجل ما تحسّ بغرابته عليها وتنساه او يصيبها شي من الخوف ناحيته
تجاهل شُعوره الأليم وهو يمد يده لخلف راسها ويقرّبها منه بكل هُدوء الكون
لاجل يبعد الشي الابيض اللي متعلّق برمشها
لكن لمّا مسح على رمشها تلطّخت يده باللون الاسود
لون الماسكارا اللي ذابت من دمعتها
عقد حواجبه وهو يسحب منديل من جنبها ويمسح بقايا الماسكارا فيه بكل رقّة العالمين
تحت سُكونها الغريب لحركته وإستأمان قلبها لقُربه لمّا استوعب قلبها انه غامرها اللي تمّنّت شوفته قبل لحظات .. واللي موْقِنه انه الأمان لقلبها وسط كل شُرور حياتها الحاليه
..
ابعد غمّار المنديل لمّا بان له لون رموشها الحقيقي بشكل واضحّ
انذهل من اللون الابيض اللي محتلّ رموش عُيونها
واردف بغرابه وهو منزّل عُيونه لنواعسها الذابله : حاطه كحل رموش ابيض؟
تامّلت عُيونه القريبه منها للحد اللي يخلّي قلبها يتراقص داخلها من الخجل
ابتلعت ريقها من سُؤاله وتوها تتذكّر الماسكارا اللي صارت جزء أساسي منها هي
هزّت راسها بالنفي واردفت: لا ، هذا لون عُيوني كذا
ابتعد عنها غمّار وناظرها بتفحّص واردف : لا مو لون عُيونك
اذكر عيونك ورموشك السود عدل ي وردْ
اذكر كل جزء فيك ، ادق التفاصيل فيك اذكرها ي وردْ
كيف صارو رموشك كذا!
ابتلعت ريقها ذُبول بخوف من نبرته اللي تغيّرت فجاءه
وقبل تتفوّه باي كلمة دخلت الممرضه وهي تطلب منه الخُروج لإنتهاء وقت الزياره
ناظرته ذُبول بضيق..خافت ان هالزياره تكون الاخيره
لكن حسّت بإحساس بارد تسلّل لداخلها وشُعور بالخجل عظيم .. وتورّد اعظم صاب وجناتها
لمّا دنى منها وقبّل خُصل شعرها  واردف لها: بتصل عليك وبتعلميني بالسالفه كلها ي وردْ
وبكل شي صابك بغيابي تعلميني فيه
واوّلهم سبب تواجدك هِنا
ناظرت لعُيونه القريبه منها وللمعتها الطاغيه بوسط لُونها الفريد
وهزّت راسها بكل طواعيه
انسحب من عندها بكل هُدوء وهو يتمنّى  يطول وقته اكثر معها
لكن مافيه مجال بتاتاً
..
طلع من عندها ومن المستشفى بأكمله
ركب سيارته وعقد حواجبه لمّا لمح شاشه جواله مُنيره بإتّصال
اخذه وقبل يرد تقفّل الخط
عقد حواجبه وهو يشوف الاتّصال من ذُروف
واتصالات كثير غيره منها
خاف يكون صايب شرار شي واتّصل فيها بسرعه
وسُرعان ماردّت عليه بصوتها الباكي : غمّار
ارتفعت حواجبه بذُهول من نبرتها اللي توضّح بكاها واردف بتعجّب: علامك يابنت عمتي ، عسى مابه خلاف!
اودفت ذُروف بحرقه مستوطنه قلبها: شرار وينه
اتّصل فيه مايرد حرقت جواله ومابعد ردّ
عقد حواجبه غمّار واردف: اخر مره شفته بالبر كان
علامك ي اوخيتي ، امريني ولك ماتبين
وش بغيتي منه انا البّيك
اردفت ذُروف بضيق: ماتقصّر يا اخوي ، بس ابي شرار
انا بمركز الشرطه واحتاجه حولي ي غمّار
ابي احسّ بالقوه
عقد حواجبه غمّار لثواني واردف بقلق: كيف يعني!
وش اللي صابك ياذُروف
تنهّدت ذُروف وهي تغمّض عيونها بقوّه واردفت: ماعندي وقت ي غمّار ، دعمت واحد ولا تسال اكثر دخيلك
خل شرار يجيني انا بالمركز اللي بحي ال..
قفّلت منه تاركته تحت صدمتُه من كبر مُصيبتها
اتّصل بشرار بتعجّل ولا حصّل منه رد
ورجع اتّصل باحد اصحابه اللي كانو بالمخيّم وسُرعان ماردّ
واردف غمّار بُدون مُقدّمات: شرار وين ي حامد؟
عقد حواجبه حامد واردف: خبري فيه نايم
عسى ماشر!
اخذ نفس غمّار واردف: ماشر ان شاء الله ، صحّه ماعليك امر ي حامد
قول له غمّار يبيك ضروري خل يرد على جواله
عقد حواجبه حامد واردف بهداوه: ابشر بروح له الحين ولا يهمك
قفّل منه حامد وتنهّد غمّار بضيق وهو يرجع يتّصل بشرار
لحد مارد عليه بعد عدّة دقايق
واردف بحدّه: كل هذا نوم ياخيشة النوم!
ابك وينك عن جوالك انحرق عليك وماحصل منك رد
عقد حواجبه شرار وهو باقي آثار النوم على ملامحه وصوته
واردف ببحّه : خير خير ي غمّار ، امسينا لله وش هالصيحه اللي اخذتنا بها
تنهّد غمّار وهو يحاول يتمالك نفسه بسبب نوم شرار الثقيل: اسالك بالله على كل هالاتصالات ماحسيت على ولا واحد فينا!
عقد حواجبه شرار واردف: جوالي كان صامت
شفيك طيب وش صاير؟
تنهّد غمّار وماعرف كيف يخبره واردف: تعال عند بيتي ابيك بموضوع ضروري..الحين ولا تتاخر
عقد حواجبه شرار وتمتم ب "طيب" وهو مستغرب من جدّيته
قفل منه غمّار وهو يتوجّه لبيته اللي كان قريب للمركز
..
وبعد مُرور نصف ساعه وصل له شرار
ونزل من سيارته وركب سياره غمّار بتوتّر واردف بدون مقدمات: اسالك بالذي لا اله الا هو..ذُروف فيها شي!
تنهّد غمَار واردف بتهدئه: اهدا ي شرار مافيها الا العافي..
قاطعه شرار وهو محتلّله الجُنون: شلون مافيها الا العافيه
وينها عن جوالها ليه ماترد!!
اردف غمّار بتهدئه: صدّقني بخير هي ، بس..
سكت لثواني وانفجر شرار بغضبه عليه واودف بحدّه: بس شنو يامال الجهد بس وش!!
ابتلع ريقه غمّار واردف بتسرّع: دعمت واحد وسجنوها
ناظره شرار لثواني بسيطه وحس بسيل بارد استقرّ داخله وشبه ارتاح
الاهم والمُهم عنده انها بخير والباقي كلّه يهون
اخذ نفس واردف: وينها الحين!
اردف غمّار وهو يحرّك السياره: بالمركز اللي هنا
تنهّد شرار بضيق وهو يمسح على ملامحه
وصلوا المركز ونزل شرار وعكّازه بيدّه مستند عليه بخطواته وغمّار من خلفه
وقّف احد رجال الشرطه واردف : الله يعافيك اخوي ، ذُروف الشاهرهنا!
عقد حواجبه الشرطي وبسرعه عرفها كونها الأنثى الوحيده اللي جتهم هالاسبوع
تنحنح واردف بخفوت: حياك اخوي مكتب الضابط على يمينك
لكن ارتاح شوي عنده ضيف
شكره غمّار وتوجّهو لناحيه المكتب وقعدو على كراسي الانتظار ياللي عنده وقلب شرار يحسّه جمر
..
داخل المكتب
كان الضابط في نقاش حادّ مع احد المراجعين
واللي ماكان الا أغيد اللي نبرته محتدّه وملامحه يغشاها الغضب
صرخ بحدّه وهو متناسي ان اللي امامه ضابط وله سُلطته : كيف يعني ماقدرتو تستجوبونها!
انا اخوي بينه وبين الموت شعره وانتو هنا بكل دم بارد تقولون ماقدرنا نستجوبها! والله كانت تصيح!
وبعدين وش له ضروره الاستجواب دام كاميرات الشارع ومحلّي والنادي كلها تشهد على فعلتها
ضرب الضابط على المكتب بكف يده واردف بحدّه: بس يا اخ أغيد الزم حدودك
طول اليوم متحملين صراخك وهمجيّتك لاننا محترمين حزنك وخوفك على اخوك
لكن احنا ما نقدر نسوي شي غير اننا ننتظرها تهدا بعدين ليش كل هالإنفعال دام انها عندنا وبين يدينا! يعني حق اخوك ماهو بضايع ابد ارتاح
تنهّد أغيد بغضب شنيع ومابيدّه هو الآخر شي
سوى الانتظار
هو جنّ جنونه وانفطر قلبه لمّا عاد شريط كاميرات المراقبه التابعه لمحلّه وشاف الحادث بعينه
وحلف وعظّم انه مايسكت عن حقّ سهم ابد
منجنّه جنونه طول اليوم وهو يحاول يقابل اللي دعمته لكن الضابط كان رافض بشكل تام..وقطعي
التفت للضابط واردف بحرقه: طيب واللي يعافيك ، اقدر اعرف اسمها بس!
دخيل عينك
تنهّد الضابط واردف بخُفوت: اسمها ذُروف الشاهر
هذا كل اللي قدرنا نعرفه
عقد حواجبه أغيد وهز راسه بخفوت للضابط
وماطرى لباله بتاتاً انها تكون نفسها ذُروف ذيك اللي بكل مكان تطبّه تتهاوش
استأذنه أغيد وطلع منه وضيق العالمين مرتكز على صدره
تامّله غمّار وهو مقفي ويحسّ انه قد شاف هالملامح من قبل
لكن ماقدر يتذكّر
التفت لشرار واردف: ندخل!
هز راسه شرار بخفوت واخذ نفس بضيق واستقام بوقفته بمساعدة عكّازه
تقدّم ناحية مكتب الضابط وطرق الباب بظهر اصابعه
ودخلو بعد ماسمح الضابط بالدُخول
اردف شرار بالسلام
ورد الضابط وهو عاقد لحاجبينه : عليكم السلام والرحمه..كيف اقدر اساعدكم؟
اردف شرار بنبره خافته فيها من الخوف كثير: اختي دعمت واحد
وجبتو..
قاطعه الضابط وهو يقول: بس بس وصلت
حيّاك استريح
اخذ نفس شرار وتقدّم وجلس قباله وجلس غمّار معه
اردف الضابط بهُدوء: اختك ذُروف الشاهر!
هز راسه شرار بالإيجاب واردف: اي نعم
تنهّد الضابط واردف: اختك الله يهديها داعمه بزر صغير
واخو البزر هذا قالب الدنيا فوق تحت علينا
وضعه للامانه لحد الحين مانعرف عنه شي..لكن اخوه يقول انه بالعمليات من العصر والعمليه صعبه وخطيره عليه
واختك من جت وهي تبكي وعجزنا معها ، طلبنا منها تكلم ولي امرها وكلمتك انت
تنهّد شرار بضيق وهو يسمع كلام الضابط واردف: اختي سواقه محترفه
ومستحيل تقترف اي خطاء اثناء القياده
يمكن البزر طلع بوجها وماقدرت تتحكّم بنفسها!
هزّ راسه الضابط بالنفي باسى: كاميرات الشارع تثبت انها كانت تستخدم جوالها وقت الحادث
وهذا شي فوق ما انه خارج عن القانون بعد مضر فيها وبالناس اللي حولها
غمّض عيونه شرار والضيق متكوّم على صدره
دعى من اعماق قلبه ان الطفل مايموت
لانها بتتحول قضيّتها من حادث سير عادي الى قتل عمد
ومافيها الا القصاص
ارتعش قلبه ورجفت اطرافه بهاللحظه بمُجرّد مافكّر من هالمنظور وتمتم بضُعف يخالطه الذلّ والخُضوع: ياربي دخيلك
دخيلك يارب لا يصير فيه شي
ناظره غمّار بضيق والتفت للضابط: طيب ي حضرة الضابط
نقدر نشوفها؟
اخذ نفس وهزّ راسه بهدوء
وسحب سماعة التلفون وبعد لحظات بسيطه اردف للطرف الاخر: هاتو المتهمه
قفّل الخط والتفت لشرار واردف: بخليك معها دقايق
اتمنى تقدر تقنعها تتكلم
سحب نفس شرار لصدره وهزّ راسه ب "طيب"
التفت للباب لمّا انفتح ودخلت ذُروف ومعها شرطيه
استقام بوقفته شرار وهو يشوف كيف مكلبشينها بالأصفاد
وملامحها هالكها الحزن..وشكلها مُبعثر لحد كبير
ابلتع ريقه والتفت للضابط والضيق يكوي صدره كوي: عادي تشيلون الهفكري!
تكفى ما احب اشوفها بهالحاله
هزّ راسه الضابط بطيب بضيق على حالتُه
وهو يأشّر للشرطيه لاجل تفكّها
وفعلاً أمتثلت لامره وحرّرت أرساغها من اختناق الحديد من حولها
كانت ذُروف منزله انظارها للارض وبالها مو معهم ابداً
بالها بصورة ذاك الطفل المرتكزه بعناد بخيالها
تقدّم لها شرار وهو يشوف ارتجاف اناملها وكل ظنّه انها من عُمق الخوف والوحشه ترجف
ماظن بتاتاً انه بسبّة مرضها..لانه مايعرف عنّه شي اصلاً
وقّف قبالها ورفع راسها بواسطه سبّابتُه وإبهامُه
ناظرته ذُروف وتغرّقت عُيونها بدمعها اللي تفجّر منها وذَرف
غمّض عيونه شرار وهو ضعيف حيل عند دموعها وحزنها اللي يهلكة
اخذها بحضنه وهو يطبطب على ظهرها بضيق علّها تكفّ عن دمعها اللي يحرقه شوي
احتضنته ذُروف بيدينها والدُنيا بما رحبت ضاقت عليها
همست بضُعف ونبره زلزلت اركان قلبه: صرت قاتله ياخوي
خنتك وخنت تربيتك فيني ، صرت قاتله ي شرار
تنهّد شرار بضيق وهو يتمتم ب "اشش"
اخذ نفس واردف بتهدئه لها: بس ياعين اخوك بس
ماصرتي قاتله وماصار بالولد شي
دخيلك شيلي هالوساويس وباذن الله انه يتعافى وتطلعين باقل الاضرار يانظر عين شرار انتِ
هزّت راسها ذُروف بالنفي واردفت بحرقه وصورة سهم وهو غارق بدمّه بخيالها ثابته: بس فقد دم كثير ي شرار
لو ما مات من الحادث بيموت من النزيف
وهذا طفل ماله قدره يتحمل كل هذا
هزّ راسه شرار بالنفي وهو يبعدها عن حضنه ويمسح دموعها بكفوف يدّينه
واردف بنبرة واثقه: قلت لك ياذروف مافيه شي
مابيموت صدقيني ، ادعي له بس وابعدي هالوساويس الشينه
ابتلعت ريقها ذُروف وهي تلتمس الثقه بنبرته واردفت برجاء: طيب تكفى ي شرار ، روح شوفه
امانه شوفه بنفسك وطمّن قلبي عليه تكفى ياخوي
تنهّد شرار وهزّ راسه بطيب : ابشري يانظر عيني
بروح له الحين
قبّل راسها واردف: بس دخيل عينك النجلاء هذي
تكلّمي مع الضابط
جاوبي اسألتهم ، لا تماطلين يانظر عيني
هزّت ذُروف راسها بطيب واردف: روح له اول
بس تكفى روح وطمّني عليه
هزّ راسه شرار بطيب وهو يقبّل يدينها واردف: انتبهي لعمرك
برجع لك وانا جايب الخبر اللي يسرّك بعون الله
هزّت راسها ذُروف بطيب
وانسحب من عندها شرار وتبعه غمّار اللي حضر كل المشهد وقلبه يحترق على بنت عمّته
رجعّوها للزنزانه اللي كانت خاليه من كل شي سوى فرشة حصير صغيره مهتريه
قعدت عليها وهي تحتضن رجولها لها وتدفن راسها بين ركبتيها
لتُغوص بالتفكير بواقعها المرير
.
امّا شرار وغمّار
اللي توجّهو للمستشفى بعد ما استفسرو من الضابط عن اسمه واسم المريض
وصلو بعد عدّة دقائق ونزلوا سوا
توجّه غمّار للرسبشن واردف بنبره هاديه: لو سمحتي اختي
جاكم اليوم العصر طفل بالاسعاف!
اسمه سهم ال..
التفت لشرار لاجل يساله عن عائلته
واردفت الموظفه بنبره خافته: سهم الهادي؟
التفت غمّار لها وهزّ راسه بخفوت: اي نعم ، ممكن اعرف وضعه!
اردف الموظفه بخفوت: عفوا منك بس ماعندي اي معلومات عنه
اعتقد انه لسى بغرفة العمليات
تقدر تنتظر شوي لحد ماتخلص عمليته
مسح على شعره شرار بيده بضيق
واردف غمّار : طيب ماتعرفين متى بتخلص عمليته؟
هزّت اكتافها الموظفه بعدم معرفه واردفت: للاسف ما اقدر افيدك بشي تقدر تنتظر عند غرفة العمليات مع اهله
تنهّد غمّار وهزّ راسه بطيب والتفت لشَرار واردف: تعال خل نسال اهله عنه
او عالاقل نقابل الدكتور وقت يطلع
تنهّد شرار وهزّ راسه بطيب
وهو يمشي معه
توجهو لقسم العمليات ولمح غمّار أغيد اللي كان يتمشّى بالمُمرّ بخطوات تايهه
عضّ على شفّته والتفت لشَرار واردف : احسه ابوه
التفت ناحيته شرار وعقد حواجبه
سمع صوته يتكلّم بس ما استوعب ايش قال من عُمق تشتيتُه
اشّر غمّار بعيونه على أغيد واردف بتكرار: احسه ابوه
او يمكن اخوه
عقد حواجبه شرار وناظر لأغيد اللي كان خوفه وربكته واضح من طريقه مشيته ومن يدينه اللي مقبوضه بشدّه
ومن تمتماته اللي مو مسموعه لمن حوله
التفت لغمّار واردف: ليه تحس كذا
يمكن مايصير له!
هزّ راسه غمّار بالنفي واردف: شفته بالمركز قبل شوي
عقد حواجبه شرار وتقدّم بخطواته الثقيله ناحيته وهو متجاهل ندائات غمّار له
ناظره أغيد اللي غصب تنبّه له من صوت عكّازه اللي يضرب عالارض قبل خطاويه
ماكان يحسبه جاي عشانه وجلس على كراسي الانتظار وهو يضرب جبهته بإبهامه بشكل متواصل
يبي ينهي الافكار السوداء اللي تتوالى عليه كل شوي
رفع راسه بهاللحظه على صوت شرار الخافت وقت نطق: مسّيت بالخير
رفع انظاره أغيد ناحيته وعقد حواجبه وهو مافيه اي حيل لاجل يقابل احد وياخذ ويعطي معه
تنهّد وهو يصد عنه ويمسح على ملامحه بضيق
واردف شرار من جديد بنبره خافته:انت تصير للطفل سهم؟
فزّ أغيد وسلّط انظاره المليانه خوف ناحيته
واردف بنبره مُشتّته: آمر
ابتلع ريقه شرار وما عرف ايش يقول له
واردف بعد تردد كبير بنبره مُتذبذبة: مايامر عليك ظالم ولا عدو
انا اخ البنت اللي دعمت..
فزّ من اعماقه وقت ما نطق ب"اخ البنت"
وتلقائي قبل يكمّل فهم انه يقصد ذُروف نفسها اللي دعمت اخوه
وقبل يسمح له بإكمال جُملته انقضّ عليه بكل وحشيّه وهو يقبض ياقته بكلتى يديه
ويرصّه عالجدار بكل قوّته لدرجة ان نظارته طاحت وعكّازه تساوى عالارض بهاللحظه تحت صدمة شرار اللي ما امداه يستوعب شي من اللي صار
تسارعت خطوات غمّار ناحيتهم وهو يحاول يفكّهم عن بعض
تحت تهديدات اغيد الكثيره لشرار اللي ماقاومه بتاتاً
خوفه على مصير اخته المجهول ازاح من داخله كل رغبه وشُعور
رصّ على اسنانه أغيد وهو ينطق بنبره فيها من شُعور الوجع والحرقه مايكفي لإشعال مدينه: والله والله لو يصير شي لاخوي انّي لامحي سُلالتها من عالوجود بنت الكلب هذي
صرخ غمّار بحدّه هاللحظه وقت ابعده بالقوّه عن شرار واردف بحدّه: بسس عاد!!
انتو بمستشفى احترمو مكانكم
نفضّ نفسه أغيد من قبضه غمّار وهو يرجع لنفس مكانه ونظراته لشرار لو تحرق حرقته وجعلته رماد من قوّتها
تنهّد غمّار بضيق وهو يلتقط نظراة شرار السودا وعكّازه ويمدّهم له واردف: ماعليك ، بتفاهم معه انا
بس خلّك بعيد وا..
انقطعت جُملته وهو يشوف باب غرفة العمليات تنفتح
وتطلع منها دكتوره
اللي بمُجرّد ماشافها أغيد فزّ وتوجّه لها بخطوات سريعه
واردف بنبره متلهفه: بشري دكتوره!
اخذت نفس الدكتوره وهي تشوف غمّار وشرار اللي صارو عندها بشكل سريع
وتلقائي توقّعت انهم اخوانه كلهم
واردفت بإبتسامه مُنهكة: كانت عمليه صعبه..بس اخوكم بطل وقدر يتغلّب على كل الصُعوبات
الحمد لله على سلامته
صمت تام عمْ بالمكان هاللحظه وهو يسمع بُشرى الدكتوره هذي
اللي وكأنّها صبّت اطنان من الراحه بجوف صدره
تنهّد بعُمق وابتسامه مرِحه غَلّفت شفاته
وهو يتمتم :بالحمد لله
امّا شرار اللي تلقائي استبشرت ملامح وجهه
وأخترق السُرور صدره وأحتلّه
غمّض عُيونه برضى تام
وفتحهم على صوت غمّار لمّا اردف بنبره خافته لأغيد: الحمد لله على سلامته ، طالع من الشر يارب وعساها اخر اوجاعه
التفت ناحيته أغيد وابتسامته كانت شارحه عُمق مشاعره واردف وهو متناسي قهره منهم بسبب عمق فرحته: الله يسلمك مشكور
التفت للدكتوره واردف : دكتوره متى بيصحى ومتى نقدر نطلعه؟
اردفت الدكتوره بإبتسامه لحماسه: يصحى لمّا ينتهي مفعول البنج
ومتى يطلع هذي عاد اجاوبك عليها اذا صحى وتطمّنت على صحّته ووضعه
هزّ راسه أغيد بخُفوت وإستأذنتهم الدكتوره ومشت من أمامهم
بينما شرار اردف بنبره خافته لأغيد: حمد لله على سلامته
مايشوف شر
التفت له أغيد واردف بإبتسامه وهو حالياً من عُمق فرحته بنجاح عملية اخوه متناسي كل شي تماماً : الله يسلّم قلبك والشر مايجيك ، تسلم
طلع خلال هالآثناء سهم اللي حاملينه بسرير مُتنقّل
وتوجَه ناحيته أغيد وعيونه تشرح لهفته وخوفه عليه
مشى معهم وهو يتامله ويمسح على شعره بحذر
تحت انظار شرار اللي متقطّع على حاله وخايف على مصير اخته
تنهّد بعُمق واردف : يالله عفوك وسترك
التفت لغمّار واردف : انت ماوراك دوام!
عقد حواجبه غمّار ورفع معصمه وهو يشوف ساعته
وتنهّد بضيق واردف:ماراح اروح ، مابخلّيك بوضعك ذا
هزّ راسه شرار بالنفي واردف: ماعليك مني انت امش لدوامك ، انا بروح لذُروف اطمنها
وبشوف وش بيصير عليها
هزّ راسه غمّار بخفوت: تمام وانا معاك ماوراي شي ومحد بيحاسبني دام مديري معاي
اخذ نفس شرار واردف: ماودي نتخانق بهالوضع
انقلع فارق ما ابيك
هزّ راسه غمّار بخفوت : يابعد روحي وانا والله ابيك
امش بس وانت ساكت
مشى قبله غمّار
وتنهّد شرار وهو يتبعه بخطواته وعكّازه قبله
واردف بخفوت لغمّار: بروح اواجه الدكتوره بسالها كم شغله
التفت ناحيته غمّار بشك
وسُرعان ماتذكّر انهم جايين بسيارتُه هو واردف: تمام بالسياره انتظرك
هزّ راسه شرار بخفوت وهو يتوجه للرسبشن واردف للموظف: لو سمحت يالغالي ، ماعليك امر ابي اعرف سهم ال.. مين دكتوره المسؤوله عنه؟
اردف الموظف بخفوت: ذُنوب القاضي اخوي
عقد حواجبه شرار بغرابه من اسمها الغريب جدّا واردف: عفوا! ممكن تعيده
اردف الموظف بتكرار لأسمها
وهزّ راسه شرار بخفوت واردف: اي ناحيه مكتبها ماعليك امر؟
اردف الموظف : الدور الثاني جهة اليسار اخر مكتب
هزّ راسه شرار بطيّب واردف: جزاك الله خير ، مشكور
توجّه شرار ناحية مكتبها على وصف الموظف
وفعلاً كان مكتبها الاخير ومزيّن عند الباب اسمها بالخطّ العريض
ضرب الباب بضهر اصابعه بهدوء
وبعد عدّه لحظات ارتفع صوتها المُتناغم من داخل مكتبها سامحه له بالدُخول
فتح الباب شرار ودخل بخطوات هاديه
واردف السلام بخفوت
ناظرته الدكتوره بهدوء وردّت السلام واردفت بإبتسامه من بعدها: كل هذا خوف على اخوكم؟
كل شوي واحد جايني؟
اخذ نفس شرار ونطق بنبره خافته بضيق: ماهو اخوي
ولاني اقرب له
عقدت حواجبها الدكتوره واردفت بغرابه: ما انت اخوه؟
مو كنت مع الاستاذ اغيد قبل شوي؟
هزّ راسه شرار بخفوت: اي نعم كنت معاه
لكن ماني اخوه ،
تنهّد بضيق ونطق بثقل: انا اخو البنت اللي دعمته
ووصتني اتطمن عليه لاجل كذا كنت عنده
ولهالسبب انا عندك الحين ،
ارتفعت حواجبها بشكل تدريجي واردفت بسُخريه بدون شُعور : ما شاء الله!
بعد ما دعمته وكانت راح تقتله تجي الحين تتطمن عليه؟
رفع حواجبه شرار واردف بنبره خافته : عفواً وش صلاحيتك لاجل ترمين مثل هالكلام!
عذراً تراك دكتوره مب محققه ولا قاضيه
ولا موكلينك محامية له
جاي اسالك عن وضعه وامشي ، ماله داعي كل هالإتهامات
ارتفعت حواجبها بدهشه من ردّه اللي ألجمها
وزفّرت انفاسها بغضب واردفت : اعتذر منك ماعندي اجابه لسؤالك
كل اللي عندي قلته للاستاذ اغيد وتقدر تستجوبه بنفسك
ماعندي شي اقوله لك
رفع حواجبه شرار من ردّها وابتسم بإستفزاز
واردف بنبره مُبتغاها غريب: مشكوره طال عمرك ، ماقصرتي
طلع من عندها وتوجّه لمكتب المُدير العام للمستشفى ، واللي تربطه ويّاه معرفه قديمه
قابل السكرتير الخاص فيه واردف بخفوت: لو سمحت ابي اقابل المدير
رفع راسه السكرتير واردف بنبره خافته: عذراً منك مايستقبل مواعيد حالياً
اردف شرار بخفوت: قل له ابو ذُروف
وبيدخلني
هزّ راسه السكرتير بهداوه وسحب سماعه التلفون
واودف بعد عدّه ثواني : طال عمرك فيه واحد طالب يشوفك ضروري
..يقول ابو ذروف،،تمام ابشر طال عمرك
قفّل السماعه بهدوء والتفت لشرار: تفضل ينتظرك
ابتسم له شرار وتوجّه للمكتب ودخل بهدوء
وسُرعان ما استقبل التراحيب الصادره من..سليمان
"المُدير العام للمستشفى"
ابتسم شرار وهو يقابله بالسلام الحار
ويعد لحظات بسيطه اردف سليمان بخفوت: وش سر هالزياره الحلوه يا ابو ذروف
ابتسم شرار من هالاسم اللي مانساه من سنين طويله تقارب العشر
واردف: والله مدري وش اقولك ي ابو البراء
__
_
إنتهى
#روايات_عهود_الشمري

في عينها دمعه من حنة العيد وفي سيفها رهبه تعسف ولا تجيد Where stories live. Discover now