تقدمت ألارا تخرج من المصعد و شيء ما في الطريقة التي إنتشر فيها السكون المقيت هناك دفعها لتدفن رأس صغيرتها داخل صدرها حرصاً عليها من هذه المناظر غير السارة.

« كم من طابق هنا آرتيوم؟ ».

سألت هي تكسر ذلك الصمت بصوتها الخافت الذي كان سبباً في جلب بعض الأنظار ناحيتها من طرف العمال الذين سرعان ما أزاحوا أعينهم عنها عندما توضحت لهم هويتها____زوجة الوحش.

« إحدى عشر طابقاً سيدتي ».

« هل يشمل ذلك الخمس طوابق العلوية؟ ».

« لا تلك فقط من أجل التمويه! ».

« مكتب مونستر هنا صحيح؟ ».

« أجل!.....نحن بصدد التوجه إليه الآن ».

بعد ذلك الحديث القصير عاد الصمت ليخيم بين الإثنين و ألارا تفكر في نفسها عن مدة قذارة ما يحصل في الطوابق الأخرى من أعمال إجرامية كما سمعت سابقاً ، فزوجها متورط في كل ما هو غير قانوني و لا إنساني من أعمال ما عدى التجارة بالنساء لسبب ما تظنه خاصاً بماضيه الذي لا يزال نقطة إستفهام مهمة بالنسبة إليها و التي عليها معرفتها مهما كان الثمن.

كيف علمت ذلك....كاتالينا تثرثر كثيراً في بعض الأحيان.

مع كل خطوة يتقدمانها إلى الأمام كانت ألارا ترمي بأنظارها في كل زاوية تمسح المكان بأعينها البنية التي إشتدت قتامة بذلك الكحل الأسود الذي يزينها ، لقد كانت تبحث عن وجود أي كاميرات مراقبة هنا كما في البيت....لحد الآن لم يكن هناك شيء و هذا مؤشر جيد بالنسبة لما هي مقدمة عليه.

لقد جائت إلى هنا بهدف في رأسها و لن تخرج إلا و هو محقق.

أما آرتيوم و كونه شخص فطن لكل ما حوله فمن المؤكد أنه لاحظ ذلك الفعل الذي أثار إستغرابه للغاية لكنه في الأخير توصل إلى فكرة أن إعجابها بالمكان هو السبب رغم أن هذه الطوابق كانت أقل من عادية مقارنة بما هو فوقها.

خرجت السمراء من بحر أفكارها على صوت رنة هاتف الأشقر بجانبها الذي توقف فجأة ينتشله من جيبه ليظهر جهاز ما بشكل غير عادي و بذلك فأنا أقصد أنه لا يشبه شكل الهاتف الطبيعي الذي نعرفه حيث كان عبارة عن جهاز لوحي صغير بزرين غليظين و منطقة لمسح البصمة.

على عكس ما كانت تتوقعه لم يقم آرتيوم بالتكلم من خلال الجهاز بل قام بإدخال شيفرة ما لم تستطع هي فهمها كونها فقط عبارة عن أشكال و رموز عشوائية لا معنى لها.....على ما يبدوا أنها طريقتهم في التواصل لم تتصور أن مونستر ذكي إلى هذه الدرجة حتى يخترع لغة خاصة ليشفر أعماله.

و مرة أخرى لم تستغرب من مدى هوسه بالحضارة الإغريقية فعلى ما تذكر أنها قرأت في كتاب ما كيف كان المحاربون اليونان و الرومان يستخدمون هكذا طرق للتواصل دون لفت إنتباه العدو.

In Love With A MonsterWhere stories live. Discover now