In Love With A Monster

Chapter 04|

روسيا

بعد مرور أكثر من سنة

pov : Pablo

تنفست بعمق آخذ نفس آخر من سيجارتي الواحدة بعد العشرين لهذا اليوم الذي لا يختلف عن ما سبقه من أيام مرت خلال الثلاثة عشر شهراً الماضية.

أجل لقد مرت سنة و شهر و أسبوعان بالضبط منذ ذلك اليوم المشؤوم الذي تعرض فيه مونستر إلى محاولة الإغتيال التي نجم عنها دخوله في غيبوبة غير معلومة المدة طوال الفترة الماضية التي قضاها متسطحاً على السرير بينما يظن الجميع في الخارج أنه قد توفي في ذلك الإنفجار بعدما كانوا بصدد نقله إلى المستشفى.

كانت هذه حيلة مني حتى أبقي الوضع تحت السيطرة و أحمي حياة صديقي الذي راقبته و هو مستلقي على السرير دون حركة طوال مدة غيبوبته ، فأنا قطعاً لن أغامر بتركه هكذا وحيداً و ضعيفاً في حين أن عدونا لا يزال في الخارج حراً طليقاً.

الجو في الداخل أصبح خانقاً جداً بسبب الهدوء الذي أصابني بالضجر الشديد لذلك خرجت الآن إلى الحديقة لأرفه عن نفسي بسيجارة مشبعة بالنيكوتين المركز قصد أن تفلح في تعديل مزاجي الذي أصبح يلامس الحضيض في الآونة الأخيرة____و لعل الأمر سيسوء أكثر.

ففور ما إن لحتُ بعيناي في الأرجاء أتفقد المحيط من حولي حتى وقعت على منظر كرهته كثيراً لأنه أصبح يستحوذ على حيز كبير من تفكيري في الآونة الأخيرة.....هذا أمر غير مقبول تماماً بالنسبة لي.

لقد كانت فتاة أو بالأحرى شبه فتاة تجلس على أحد الكراسي الخشبية الخاصة بحديقة المستشفى في تلك الوضعية التي يستعملونها للإسترخاء عند ممارسة اليوغا.

ترفع رأسها بتأمل ناحية السماء بينما تغلق عينيها التي تحيطهما هالات سوداء شديدة القتامة إستطعت تبيانها بوضوح من مكاني هذا الذي يبعد عنها بعدة أمتار ، و على ثغرها مُبْيَضِ الشفاه تقبع إبتسامة خافتة مفعمة بالحياة تعاكس ما يجب أن يكون عليه شخص في مثل حالتها.

فهي لا تملك حواجب أو رموش و على الأغلب أيضاً ليس لديها شعر ، هذا ما إستطعت ملاحظته بصعوبة حتى مع إرتدائها لقبعة صوفية عريضة أخفت معظم رأسها.

بشرتها شديدة الشحوب لدرجة تظهر بوضوح عروق جسمها النحيل بالرغم من أنها تغطيه بملابس فضفاضة و ثقيلة ، كما أنها تضع أنبوب أكسجين رقيق حول أنفها متصل بقارورة حديدية زرقاء موضوعة في حضنها.

كل ذلك يدل على شيء واحد....هي مريضة سرطان.

لعنت نفسي لمئة مرة و أنا أخرج من شرودي المطول بها على الصوت المتذمر لذلك الفتى المقعد الذي يجلس بجانبها و هو يحاول تقليد ما تفعله لكن دون فائدة.