Chapter 05|

11.4K 550 308
                                    

روسيا

بعد مرور ستة أشهر

Pov : The Writer

جدران عالية باللون الأسود القاتم و بلاط لامع من الرخام الغليض الداكن تلون القاعة ، سجاد عتيق بتصاميم عربية المصدر تكسو كامل الأرضية فوقها يتربع الأثاث العصري غالي القيمة من تحف أصلية و تماثيل أثرية معبرة أبرزها واحد نقش تحته إسم آريس إلاه الحرب و سفك الدماء في الميثولوجيا الإغريقية.

القاعة كاملة كانت بمساحة شاسعة أشبه بشقة متوسطة الحجم ، ففي المنتصف نجد ذلك المكتب الكبير المصنوع من خشب الأبنوس الصلب موضوع فوقه كومات من الأوراق و الملفات المهمة التي تحتاج المراجعة و التدقيق.

أمامها نجد أريكتان طويلتان بشكل مقوس سوداويتا اللون مقابلتان لبعضهما البعض و على طرفيهما مقاعد فردية من نفس اللون و التصميم يتوسطها طاولة زجاجية حوافها مغلفة بطبقة من الذهب الخالص تحمل على متنها كؤوس كرستالية يصب في جوفها شراب معتق بآلاف الدولارات.

أما في الجهة الأخرى من المكان فجد سريراً ضخماً بأغطية حريرية ذهبية و سوداء اللون مع العديد من الوسائد الناعمة المصنوعة من الريش ، مقابلاً كان الجدار الزجاجي يعكس على الأجواء ضوء البدر الساطع المختلط مع مصابيح المدينة التي تنير عتمة الليل البارد.

بالرغم من جماله فهذا الإنعكاس لم يكن شيء مقارنة بجمال المدفأة الأبجورية التي تتصاعد منها النيران باعثة دفئها في الأرجاء.

وسط تلك الظلمة بالتحديد في أحد الزوايا أين وضعت العديد من الآلات الرياضية الحديثة المخصصة لأصحاب البنيات الضخمة بمختلف أشكالها ، من بينها جميعاً كان صوت آلة الجري هو ما يسمع بوضوح هناك إضافة إلى صوت الأنفاس اللاهثة التي أخذت تتسارع مع مرور كل ثانية ، حبيبات العرق تتصبب بغزارة على منحنيات جسم ذلك الكيان الخفي آخذة سبيلها للوصول إلى الأسفل.

مبهر هي الكلمة الوحيدة التي يجب وصفه بها ذلك نسبة لكمية الجاذبية و الرجولة التي تحملها هيئته الفريدة من نوعها فبالرغم من أنه أضحى في حالة يرثى لها مقارنة إلى ما كان عليه سابقاً إلا أنه لا يزال يملك ذلك الشيء المبهم الذي يجعله مختلفاً عن الجميع.

هو كان أشبه بالمحيط العميق كلما ظننت نفسك قد وصلت إلى قاعه تجد أنه حلم بعيد ، فحتى الحيتان الزرقاء التي تعيش داخله طوال حياتها لا تستطيع بلوغ نهايته مهما كلفها ذلك من محاولات.

بعد إنتهائه من التمرن نزل من الآلة يلتقط منشفة مطوية بجانبه ليستعملها في إزالة الرطوبة عن جسده ليلفها بعد ذلك حول رقبته و يأخذ قنينة من الماء البارد يتجرعها مرة واحدة لشدة عطشه و كذلك لإحتياج جسمه إلى السوائل التي إنقطع عنها لفترة طويلة فجسده الآن يقوم بترميم نفسه داخلياً ليعوض كل ما خسره ، ليتنا نستطيع قول نفس الشيء عنه خارجياً فالمنظر لا يطاق.

In Love With A MonsterWhere stories live. Discover now