التَوْق

222 17 10
                                    

²⁰¹⁴ ¹¹ ⁰⁸

التَوق;
أن أتوقُ ليداكَ أن تُلامِس يَداي وَهي تَتحرَكُ بِهدوءٌ مُعلَن
عَلى أطرافِ كأسِ قَهوتُكَ.
أن أتوقُ لِشفتاكَ أن تَسيرُ عَلى خَط ظَهريَ.
أتوقُ أن يَمرُ لِسانِكَ حَول شِفتاي.
تَوْقٌ لا نِهائيٌ، سَرمديٌ وَأبديٌ لكَ.


كُنت جالِسًا داخِل المَلعب بَعد ما تَم إقناعِي مِن قِبلك.. وَبطريقة مَا قُنِعت بِمُرافقتَك لمَلعب كُرة القَدم...
حَيث كُنت أنتَ وَرِفاقك بَعد أنقسامكُم لِفريقين
تهرولون هُنا وَهُناك.. بِصدى أصواتٍ عَالية
وَبينما أنا أتخَذت من العُشب فِي أحد رِكون الأرض
العَريضة تِلك مَجلسًا لِي.. چنت بَين الحِين والآخر أبتِسم
بَلا أدراك بَعد ما أنسِرق كُل أنتباهي مِن قِبلك
مَهاراتَك كانَت شيء لا يُستهان به.. تَحرُكاتك ذَكية
وَالمَكر كان طاغي عَليها..
والوَصف الوحيد الي خِطر على بالي هُو أنك دَاهية.

وَعصَبيتك هَم لايُستهان فِيها.. سَريع الغَضب
تَفور وَيتحول بَياضَك لِأحمرار.. ويَطغى تَجعد حَاجبيك وَجبهِتك.. إلا أنك هَادئ.. جِدًا
تَبدو وَكأنك سَوف تُزلزل الأرَض.. تُخرِج المِياه مِن بِحارِها
تَرمِي الصَواعِق مِن خِلال عَيناكَ.
إلا أنكَ تَكتفي بِقضم وَجنتُك الداخِلية وَتُغمِض عَيناك
لِعدة ثَواني.. ثُم تَهبُ الرياحَ سَاحِبةً معهُا كُل غَضبُك.

"عَزيزي الحَكم، شلونه أدائِي"
تقَربت مِني ناطِق بحَماس ونبرةٍ لاهِثة مُتعَبة بَعد ما أنتَهت مُباراتكُم مَحسومة بِفوز لصالِح فَريقك بفارِق خَمس نقاط مُقابل أثنان.

بِالمُقابِل أبتِسمِت أنا زِيادة عَلى كَلماتَك وتلقيبَك لِي بِالحَكم كَوني قِضيت السَاعتين تَقريبا بأكملها جالِس وعُيوني تِتبع خِطواتَك.
فِي نهاية المَطاف وكَغالب الوَقت تَناسيت الرَد وَأكتفيت بِمُراقبتَك تِرفع زُجاجة المياه الدافِئة تِروي رِيقك بمياهها الدافِئة.

"هَسة عَلى أتفاقنا مُو؟ الساعة ٣:٣٠؟"
رِفعت حاجِبكَ على صَمتي حِين صَعُب عَلى ذِهني تَفسير وَأستيعاب ما قَد نطقُت فَقد كانَ حائِرًا وَتائِهًا بِمقلتاكَ
أنجذابٌ غَريب أكنهُ لَهُن.. أكادُ لا أرى مِن بَعدهُن

"عُيونَك".
مَا رَديت عَليه. وَأكتفيت تناظِرني مِنتظرني
أكمل جُملتي النَاقِصة.
ألا أنها لَم تكُن بِجملة حَتى أُكمِلها.. أنا فَقط هَذيتُ بِعيناكَ.

"مُو طَبيعية"
لاشيء بِهما طَبيعي يَا إسحاق.. أعلمُ أنك ذلِكَ اليَوم أعتَبرتُ تِلك الكَلمتين بِمعنى آخر.. إلا أنني قَصدتُها بِما قَد تَعني بِالحرفِ.. لَيستا طَبيعيتان.. خَارِقتانِ وَآسِرِتانِ وَكأنهُن خُلِقنَ لَيس مِن طِينٍ وَأنما مِن نُورٍ.

"هُو شِنو الطَبيعي أساسًا"
كانَت أجابة أكثر مِن كونها سؤال على الرُغم مِن صياغتَها الأستفهامِية.. إرتديت حَقيبتك الصَغيرة على ظَهرك وَبأحدى يَداك تِرقد زُجاجة المِياه.

'عُيونك.. حَيل مُميزات إسحاق'
ماسِمعت هالكِلمات لأنهن ما تعَدن حِدود فِكري
وَلأنك كنت قَد خِطيت مُبتعِد عَني بِمسَافة.

"يَلا. شُنو ناوي تبات هنا؟"
ألتفَتت وَبنبرة عالية صِرخت تِجاهي
نِهضِت مِن على العُشب وَ خِطينا تِجاه مَنازِلنا بِخطوات مِتجاورة وَبطيئة تَحت غُروب الشَمس الشِتائي.


بِهَرب مِن الوَاقِع وَبِمحاولات بائِسة وَفاشِلة بِعدم التَفكير ومُحاولة النوم بدلًا مٍن ذلِك.
أستَلقيت عَلى ظَهري مُواجِه السَقف بِنظراتي كَوني لَم أُفلِح بِأغماض عَيناي وَلو لِثانية واحِدة... فَشلًا ذريعًا قد كانَ.

فَكرتُ بِكَ كَثيرًا..
عَلى الرُغم مِن كون كَلماتي لَم تَبدو وَكأنها قَد أزعَجتكَ.
وَكأنك قَد أعتُدت عَلى سَماعِها لِكثرة إلقائها على مَسامِعكَ.
وَكأني قَد حاولتُ كَسر ما قَد فُتِتَ.

عَلى أي حالٍ، تِلك الليلة قَد أذنَبتُ
صَح مَا چان ذَنبي الأول يَا إسحاق.
بَس چان ذَنبي الأول إلَك، إسحاق.

وخَيال أيدِيك عَلى صَدري
مَا چان يساعِد، أبَد.

حَاولِت ما أفكِر بِاللي أفتِعلته، وَبعد أغتِسالي لبَدني
هِرعت لِلنوم وغُصَبت نَفسي عَليه
بِذهن بَعيد كُل البُعِد عَن الصَفاء، چان صَعب أغفَى.

بِنهاية الليلة تِلك.. بِچيت
ذِرفت دِموعي حَتى حَل الفَجر..
حَتى جَفف الشِروق بَلل خدُودي.
مُتناسي تمَامًا إتفاق رِحلتنا ألى الآثار
مَع بَعض فِي العَصر المُتالي.

-

دُمتُم بخَير.
كانَت معكُم.. أُميمة.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Oct 22, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

ألفُ رَاءWhere stories live. Discover now