الغيرة

4.7K 295 4
                                    

قبل قراءة الفصل _
إترك هاتفك لدقيقة واحدة وقل
"اللهم إنصر فلسطين ، كان الله في عونهم "
ولا تنسى قول تلك الكلمات طوال يومك
___________
كان معاذ يطرق علي باب بيت محمود ليأخذ مرام ويذهبا سوياََ إلي المنزل لكنه فوجئ عند فتح مازن الباب له ليجد خالتها وفاء وشاب آخر  يجلس بجانبها فعلم أنه بالتأكيد هو إبنها طارق الذي تحدثت عنه مرام من قبل ، قدمه مازن إليه وذهب معاذ ليجلس بجانب مرام وقال متسائلاً
"بس مشوفتكش يا طارق في الفرح ولا في الخطوبة كنت فين ؟.."
قال طارق :
"أنا كنت في السخنة مع إصحابي قاعد هناك أنا بس جيت أسلم علي ماما وراجع ثاني "
أومأ معاذ ، فنظر طارق إلي مرام وقال
"بس إتغيرتي يا مرام خالص شكلك ولبسك وكل حاجة فيكي إتغيرت"
كادت مرام أن تنطق لكن قاطعها معاذ قائلاََ
"إدعلينا جميعاً بالهداية يا طارق "
أدرك  طارق أن معاذ تشتغل به نار الغيرة فقال
"لسه فاكرة يا مرام اللعبة اللي كنا بنلعبها مع بعض ، كبرنا بسرعة وحشتني الأيام دي قوي "
نظرت مرام له بعدم فهم فما يتحدث عنه كان منذ أكثر من عشرين عاماً عندما كانوا أطفالاً ، تذكرت أنها منذ عمر السابعة تقريباً لا تعرف عنه شئ بل كانوا مثل الأعداء ، راحت مرام في أفكارها تاركه طارق يطيل النظر إليها فهم معاذ تلك النظرة جيداً فهو يعلم ما يفكر به الشباب كانت نظرة يملئها إعجاب  لم يحتمل أكثر من ذلك فقال :
"إيه يا طارق إنت متعرفش حاجة إسمها غض بصر ولا إيه "
شعر بالإحراج فحاول المزاح قائلاً:
"غض بصر إيه بس مرام زي أختي "
إبتسمت مرام وإبتسم طارق لها فرمقها معاذ بنظره جعلتها تشعر بالخوف وتبتعد عن أنظاره ذاهبة إلي والدتها في المطبخ وما أن رأتها حتي قالت
"ماما هو إيه اللي جاب طارق مع خالتي "
لم تهتم مها لكلامها وقالت :
"خالتك كانت بتكلمني قولتلها أن محمود تعبان و أغمي عليه قالتلي هاجي أطمن عليه فيها إيه دي "
وقفت مرام بجوارها وقالت
"تنور في أي وقت بس طارق إنتِ عارفة كويس ليه مش عايزاه يجي خصوصاً بعد ما معاذ عرف إنه كان عايزني "
قالت مها بعدم إهتمام
"قولت لخالتك إنك هنا قالت هيجي طارق علشان يشوف جوزك ويسلم عليكي "
قالت مرام
"آه هي الحكاية كده بقي "
__
بعدما غادرت مرام كان معاذ جالساً يشتغل من الغيرة خصوصاً بعدما أكمل طارق قص قصص الطفولة هو ومرام كانت كلها قصص وهميه من عقله  ، كان معاذ يستمع فقط لا أكثر ولكن لم يصمت طارق فقاطعه معاذ قائلاََ
"كلنا عندنا قصص طفولة ، لكن لما بنكبر بنضطر ننسي علشان الناس دي بيبقي عندهم حياتهم مش هنقعد نقول بقي كنا بنعمل وكنا بنلعب مع بعض لأن ده طبيعي لما كنا أطفال "
خرجت مرام من المطبخ وجلست بجانب زوجها فنظر طارق إليها وقال
"إبقي كلمينا يا مرام نستيني من يوم جوازك "
أسرعت مرام بالحديث حتى أن معاذ لم يكن لديه فرصة ليقاطعها ، قالت بمزاح
"بس أنا كنت نسياك من قبل جوازي أصلاََ "
شعر بالإحراج وألقي نظرة لوالدته  التي كانت تستمع إلي كل ما يجرى دون إهتمام
____
كان مازن جالساً بجانب والده الذي أفاق منذ بضع دقائق وقال :
"يا بابا أنا مكنش قصدي والله العظيم كل ده يحصل "
نظر محمود إلي اللامكان ليتجنب النظر إليه ، فعاد مازن ليتأسف مرة أخرى
"يا بابا طيب مش تفهم مني ليه كنت رافض "
نظر محمود إليه وقال
"ليه ؟.."
لم يعرف مازن ما يقول فقال كاذباً
"الصراحة أنا كنت عايز رنا صاحبة مرام كويسة ومؤدبة جداً وده اللي رفضت بسببه بس مكنتش عارف أقول لحضرتك إزاي "
قال محمود متسائلاََ:
"طيب وليه مقولتش يا مازن بدل الخناق والمشاكل ؟.."
قال مازن بعدما أدرك نجاح خطته
"أنا مكنتش عارف أقول لحضرتك إزاي وإنت كنت عايز تجوزني بنت صاحبك "
حرك محمود رأسه لينفي ذاك وقال :
"لا دي حريتك تتجوز اللي إنت عايزه طالما البنت مؤدبة ومحترمة وأنا عارف رنا كويس "
ضمه مازن إليه وقال :
"يعني إنتَ مش زعلان مني دلوقتي يا بابا ؟.."
قال محمود بعدما ضمه إليه بقوة :
"لا يا حبيبي اللي حصل حصل وخلاص "
___________
قال معاذ بعدما ضم مرام  إليه وجعل وجهه قريب جداً من وجهها ووضع قبلة علي رأسها
"هنستأذن إحنا علشان مرام هنا من الصبح ومقدرتش أروح الشقة وهي مش فيها "
فهمت مرام ما يقصده فضمته إليها هي الأخري وقالت
"بعد إذنك يا خالتي "
غادر معاذ ومعه زوجته تاركين وراءهم وفاء وطارق يشتطاون غضباً بعدما إبتعدا عن نظرهما تركها معاذ وقال
"حسابك معايا لما نروح يا هانم "
تصنعت الخوف وقالت :
"الله ، وأنا عملت إيه يا معزتي "
قال وهو يركب السيارة :
"علشان تضحكيله كويس لما نروح بس "
قالت :
"روحني عند أمي يا عم هتموتني ولا إيه "
قال:
مش كنتي بتقوليلي إنك كنتي رفضاني علشان مفكرة إن الشيخ بيعذب زوجته ، أنا هوريكي العذاب الحقيقي "
تصنعت الخوف وإبتعدت عنه ثم حركت السيارة  في عكس إتجاه البيت فقال
"رايحة فين يا أخت "
قالت :
"إيه يا عم أنا واقفة من الصبح ومش قادرة أعمل أكل وإنتَ أكيد تعبان مش هتقدر تعمل فهنروح ناكل برة ونتفسح "
قال بحماس
"ايوه بقي يا مرمر "
إبتسمت وقالت في نفسها "الحمدلله نسي "
رآها معاذ تُكلم نفسها فقال
"بتقولي إيه ؟."
قالت بتوتر :
"ها بقول إيه ؟.."
خطر في بالها فكرة فأكملت وهي تنظر إليه :
"بقولك مازن هيتجوز "
قال متعجباً
"هيتجوز ؟.. ، هيتجوز جارته ولا مين ؟.."
قالت :
"لا مش سارة ، هيتجوز رنا صحبتي "
قال متعجباً
"إمتي وشافها فين وإزاي ؟."
بدأت مرام قص عليه جميع ما حدث مع كل كلمة تقولها كان يرفرف قلب معاذ من السعادة ، وشعر بإنه إنتصر علي الشيطان بطريقته اللينة ثم قال :
"ربنا يبارك ليهم في حياتهم ويتم الموضوع علي خير "
بدأ كلاََ منهما في تناول الطعام في صمت فقاطع معاذ ذاك الصمت قائلاََ
"علي فكرة مش هتروحي ثاني بيت أهلك غير رجلي علي رجلك "
قالت بعدما تركت الطعام ونظرت إليه بعدم فهم قائلة
"مش فاهمة إزاي يعني ؟.."
قال وهو يُكمل طعامه بعدم إهتمام
"عايزاني أسيبك لوحدك ويجي طارق ويقعد يكلم معاكي أنا صبرت النهاردة بالعافية علشان عمي محمود كان تعبان لكن لو يوم ثاني كنت ضربت راسه"
ضحكت وقالت
"كان بيغيظك والله ، أنا مش بتكلم معاه من لما كان عندي سبع سنين أو أقل "
ثم أكملت بعدما نظرت إليه وغمزت بعينها
"وبعدين يا معزتي طارق كان قدامي طول عمري كانوا بيقولوا مرام لطارق وطارق لمرام من لما كنت لسة طفلة 12 سنة بس أنا إخترتك إنت علشان تبقي زوجي وحبيبي "
إبتسم وقال :
"صح إخترتيني ، يا بنت إنتِ نسيتي لما كنتي بتقوليلي.."ثم أكمل وهو يحاول أن يقلد صوتها
"مش هتجوزك يا معاذ ، هخلي حياتك كلها خراب يا معاذ "
ضحكت بصوت عالٍ وقالت
"طيش شباب يا حبيبي لكن إنت قرة عيني "
قال بمزاح:
"قرة عينك آه "
___________
كان معاذ جالساََ يقرأ القرآن وبجانبه مرام تقرأ هي الأخري وهم ينتظران آذان المغرب ، أوقفت مرام تلاوة معاذ قائلة
"معاذ هو يعني إيه (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) هل يعني إن البنات متتكلمش مع الرجالة ولا إيه بالظبط علشان مش فاهمة الآية دي "
إنتهى معاذ من تلاوة الآية التي كان يقرأها ثم أغلق المصحف ليقول
"لا طبعاََ  تتكلمي عادي بس متدلعيش في الكلام وتجملي صوتك وإنتِ بنتكلم معاهم لأن ببساطة شديدة صوتك الرقيق ده هيخلي الرجل يطمع فيكِ وده طبيعي لأن الشاب عنده مشكلة عنده شهوه حاجة فطرية متخليش صوتك الرقيق يبقي سبب في تحريك شهوته"
أومأت موافقة وكادت أن تعود للتلاوة حتي سمعت صوت آذان المغرب فذهبت وأحضرت تمرة لمعاذ كي يفطر بها مثلما يفعل دائما لأن هذا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وفعلت هي كما يفعل هو ، وبعد صلاة المغرب وضعت مرام الطعام علي الطاولة وإنتظرت معاذ كي يأتي من الصلاة وبعد الإنتهاء من تناول الفطار  إرتدت مرام جلبابها  الفضفاض وأرتدى  معاذ عبائته البيضاء ومشط شعراته إلي الخلف ووضع يده بيد مرام وخرج من البيت وهو يقول
"أنا أسعد إنسان في الدنيا بكونك مراتي "
إحمرت وجنتيها خجلاََ وقالت :
"والله يا معاذ إنت أكبر وأجمل نعمة في حياتي الحمدلله دائماً و أبداََ "
وضع معاذ قبله علي جبينها وقال :
"ربنا يديمك ليا يا مرمر "
ثم نظر إلي ساعته وقال :
"بسرعة يا مرمر كده مش هنلحق صلاة العشاء هنلاقيهم بدأوا في التراويح يلا بسرعة "
هرول معاذ وهرولت هي الأخري مسرعة إلي المسجد ولحسن حظهم كان المؤذن لم يبدأ بعد في صلاة العشاء إنتهوا من صلاة العشاء وشرعوا بعدها في التراويح وبعد الإنتهاء خرجت مرام وإنتظرت معاذ ليخرج وبعدما خرج مشى سوياََ إلي المنزل ، قال معاذ وهم في طريقهم إلي المنزل :
"كنزي هتيجي بكرة إن شاء الله في الصبح هنروحلهم في الليل ماشي "
قالت بحماس:
"ماشي وحشتني قوي والله "
_______
وفي اليوم التالي كان معاذ وزوجته يطرقون باب منزل إسلام بعد الإنتهاء من صلاة التراويح فتحت لهم كنزي المنزل وما أن رأتهم حتى عانقت معاذ بقوة وهي تقول
"وحشتني قوي يا معاذ "
ضمها هو الآخر إليه وقال :
"وإنتِ كمان وحشتيني ، عمرة مقبولة "
أدخلتهم كنزي إلي الداخل وما أن جلسا حتي قال معاذ متسائلاً
"فين إسلام؟..."
جلست علي الأريكة المقابله له وقالت :
"إسلام راح يصلي التراويح ولسه مجاش أظن إنه راح عند طنط ، أنا مقدرتش أروح معاه تعبت من السفر وكده "
أومأ معاذ وبدأت كنزي في قص عليه القصص التي حدثت  خلال سفرها حتي سمعت صوت يفتح الباب ويقول
"كنوزة قلبي أنا جيت إنتِ فين "
شعرت كنزي بالإحراج وأحمرت وجنتيها وما أن دخل هو حتى تفاجئ بوجود معاذ وزوجته جالسين فقال :
"إيه ده معاذ "
كان معاذ غارقاً في ضحكاته وقال
"كنوزة قلبي !.."
جلس إسلام بجانب زوجته وقال :
"خلاص يا عم في إيه "
قال :
"الواحد بيبقي غلبان قبل الجواز بس "
ضحكت كنزي وغمزت له ونظرت إلي مرام وقالت
"إنت أكثر واحد عارف الحاجات دي يا معاذ "
لم تستطيع مرام أن تمنع ضحكاتها أكثر من ذلك فإسلام يذكرها بمعاذ في بداية زواجهم ، نظر معاذ إلي كنزي نظرة تهديد وقال
"ماشي يا كنزي "
وضعت وجهها في ظهر إسلام وقالت
"في حماية جوزي  "
ضحك الجميع وبدأوا في تبادل الحديث حتي قال معاذ
"إسلام ، مش هنروح الخيمة اللي بنروحها كل رمضان ؟.. "
قال إسلام وهو ينظر إلي كنزي  :
"أيوه إن شاء الله ، بس المرة دي هيبقي معانا أفراد جديدة "
إبتسمت كنزي وقالت  :
"بجد هنروح معاكم ؟.."
لم تفهم مرام أي شئ وعن ماذا يتحدثوا فقالت متسائلة
"هنروح فين ؟.."
قالت كنزي
"في خيمة بيروحوها كل رمضان مع إصحابهم بيروحوا يا إما في السحور أو الفطار وبيهزروا وبيضحكوا معاذ بيقولي عليها علطول بتبقي جميلة قوي "
أضاف معاذ إلي حديث شقيقته
"بس رمضان ده مش هنروح مع إصحابنا خلاص مش هنقدر نسيبكم ونروح "
قالت مرام بحماس
"الله بجد متحمسة إني أجرب "
قالت كنزي :
"وأنا كمان قوي فرحانة إني هروح كل مرة كان بيحكيلي بس إيه اللي بيحصل "
عقب إسلام :
"إيه رأيك يا معاذ لو عمي وليد يجي معانا ؟.."
إبتسم معاذ وقال :
"فكرة حلوة قوي ، هقوله ولو مرضيش هستخدم أساليبي الخاصة "
ضحك إسلام وقال :
"هنروح إمتى طيب علشان نحجز الخيمة ؟..."
_________
كان مازن جالساً بجانب والده في بيت رنا بعدما رحب الجميع بهم ، يتبادلون الحديث سوياََ حتى ذهب مازن مع رنا للجهة الأخري من مكان الإستقبال الذي لا يبعد كثيراً عن أنظار العائلة كانت رنا تنظر إلي الأسفل بحياء بينما قال مازن  :
"الفرح هيبقي بعد عيد الفطر بيومين كده إيه رأيك "
قالت متعجبة
"بسرعة كده !.."
قال هو :
"النهاردة 16 من رمضان ، أظن إن هيبقي معانا 15 يوم "
قالت هي :
"15يوم قليل جداً مش هينفع "
قال هو :
"مش هينفع ليه أنا وإنتِ عندنا 27 سنة هنستني إيه ثاني !.."
قالت هي :
"لازم نتعرف علي بعض الأول "
قال :
"هنتعرف في ال15يوم "
قالت متسائلة:
"إنت عايز الحوار بسرعة كده ليه ؟.."
"في حد قالي قبل كده إن فترة الخطوبة كل ما بتطول كل ما بتبقي مليانة ذنوب ومعاصي أكثر "_قال_
إبتسمت وبدا عليها إعجابها بتفكيره وقالت :
"كلامك صح أنا موافقة "
ذهب مازن إليهم وأخبرهم بموعد الزفاف  في البداية رفض والد رنا ولكن عندما قال له مازن السبب وافق خصوصاً أن والد رنا يعرف محمود من قبل ويعرف أن تلك العائلة بالتأكيد ستصون إبنته .
___________
آسفة علي التأخير وإن الفصل قصير بس بجد معنديش شغف أكتب والناس دي كلها بتموت في غزة ، لا تنسوا الدعاء لهم
إنتهي الفصل
دمتم بخير وسلام 🤍

بك اهتَديت Where stories live. Discover now