غَزل

5.9K 356 8
                                    

وبعد مرور وقت طويل يملئ هذا الوقت الرقص والغناء والسعادة لكل الشخص أصبح الوقت بعد منتصف الليل وكثير من الأشخاص قد غادروا ولم يبقي سوي عائلة مرام وعائلة معاذ وإسلام وصديقان آخران مقربان  توقفت الأناشيد و إنتهي الزفاف .
في قاعة النساء  كانت تُحدث مها مرام وهي تبكي قائلة :
"أنا مش عارفة هروح البيت من غيرك إزاي خطفك مني في ثانية هتوحشيني أوي يا حبيبتي "

حاولت مرام أن تهدئ والدتها فأبتسمت لها وقالت:

"متخافيش يا ماما أنا هجيلك علطول هو أول أسبوع بس بعد هتلاقيني عندك "
"هلاقيكي عندي ازاي يعني ناوية تطلقي يا بنت ؟"
قالتها مها وهي تمزح ظنت مرام أنها تتحدث بجدية لأن هذا ما تخطط له مرام بالفعل كانت علي وشك الرد عليها ولكن قاطعها دخول شقيقة والدتها قائلة:

"أنا همشي يا مها علشان الوقت إتأخر خلاص"

إبتسمت لها وقالت :

"ماشي يا وفاء يارب تكوني إتبسطتي "

نظرت إليها وفاء  نظرة غربية لم تفهم ماذا تقصد بها  ثم تحدث قائلة :
"إتبسط ازاي يعني ده ولا فيه أغاني ولا أي حاجة زي الأفراح كده جايبينا في وسط خضرة وماية هو ده يسمي فرح "
ثم وجهت كلامها إلي مرام قائلة :
"مش كنتي إتجوزتي طارق كان هيعملك أحلي وأكبر فرح وأغاني بقي وهيصة "

لم تحتمل مرام أكثر من ذلك فتحدثت قائلة:

"وكنت علشان أتجوز طارق أستني كام سنة لقدام لحد ما يفكر طارق يشتغل ويجيب فلوس عشر سنين ؟ وبعديها يعملي فرح يبقي فيه بنات وأولاد مع بعض والمفروض علشان يبقي فرح أرقص  فأرقص قدام الرجالة هي دي الرجولة ، والله يا خالتي أنا راضية تماماً عن الفرح ومش مغصوبة علي حاجة ياريت حضرتك تفرحيلي إني إتجوزت واحد زي معاذ "

بعد سماع وفاء تلك الكلمات غادرت الزفاف دون الحديث بأي كلمة أخري حاولت مها الإمساك بها لكنها لم تستطيع فذهبت إلي مرام وتحدثت إليها بغضب  قائلة:
"يعني ينفع ده اللي عملتيه خالتك زعلت مكنتيش رديتي عليها وخلاص نخلص "

"أنا معملتش أي حاجة غلط كان لازم تعرف إني راضية عن معاذ ومش مجبورة عليه علشان تسكت غير كده كان كل مرة هتقولي ليه متجوزتيش طارق الطايش"

تركتها مها وغادرت فهي لا تحتمل أن يتحدث أحد عن شقيقتها أو إبن شقيقتها هكذا وجلست مرام تتذكر ما قالته هل هي بالفعل دافعت عن معاذ ؟ هل هي راضية عنه وليست مجبرة كما قالت ؟
ظلت تفكر حتي قالت لنفسها :
"لا أكيد يعني ، أنا بس قولت كده علشان متضايقنيش ثاني "
وفي قاعة معاذ كان قد غادر الجميع ما عدا عائلة معاذ وأصدقائه المقربين إليه
"مها قالت إن  مفيش حد هناك تعالي نروحلهم ونمشي بقي "
كان المتحدث محمود بعدها تحدث مع مها وأخبرته بعدم وجود أحد في قاعة النساء غير القليل
رد عليه محمد صديق معاذ قائلاً:
"خلاص إحنا هنستناكم بره عند العربيات  "
أومأ معاذ موافقاً لكنه تذكر شيئاََ فقال
"إستني يا إسلام عايزك تعالي معانا عايزك في حاجة "
غادر محمد وصديقه الآخر تاركين إسلام ومازن و وليد ومحمود ومعاذ ذاهبين إلي القاعة الأخري
"خير يا معاذ في حاجة ؟..."
قالها إسلام وهو ينظر إليه وقد تسلسل إلي  قلبه القلق ، ربت معاذ علي كتفه ليطمئنه بعدم وجود شيئ يدعي للقلق ثم تفوه قائلاََ:
"مفيش حاجة بس كنت عايز أسألك ليه زياد جاي بكرسي ؟ ليه مش جاي علي رجله عادي ؟ هو في حاجة في رجله ؟"
إبتسم إسلام ونظر إليه نظرة تطمئنه ومن ثم قال :
"متخفش يا معاذ أنا بس خدت الكرسي ده من صحبي كان بتاع والده ، علشان يقعد عليه بدل ما يقعد يمشي ويتعب ،وإنت شوفت بنفسك بعد نص ساعة كان شكلة إتبهدل إزاي "
بعد إنتهاء إسلام من حديثة قفز القلق إلي قلب معاذ في كل مرة يتذكر بها سوء حالة زياد يحزن ويتذكر عندما كان زياد بخير ، يلعب ويقفز معه في كل مكان ، عندما كان معاذ قريباً منه للغاية يأخذه معه للعب كرة القدم كل يوم خميس ، يتذكر تلك الأيام ويحزن علي حالة زياد في الوقت الحالي وكيف هو يعاني الآن من ذلك المرض الذي آتي له فجأةََ
بعد ذهابهم إلي قاعة النساء إستأذن إسلام بإنتظارهم في الخارج وذهب كلاََ من محمود ومازن ومعاذ و وليد إلي الداخل فور الدخول ذهب مازن ومحمود إلي مها وذهب وليد إلي كنزي وذهب معاذ إلي مرام ثم تفوه قائلاً:
"يبختي "
لم تفهم مرام ما اللذي يعنيه فسألته قائلة:
"بإيه ؟."
نظر إليها معاذ وغَمز لها وتحدث قائلاً:
"إنك مراتي يا ونس العمر "
لم تتوقع مرام أن تكون الإجابة هكذا مما جعل وجنتيها تتورد بقوة وتنظر إلي الأرض بحياء ولا تتفوه بكلمة أخري.
___
ذهب وليد إلي إبنته كنزي وضمها إليه وتفوه قائلاً
"عقبالك يا كنوزه لما أسلمك لعريسك  "
ضمته كنزي إليه وتفوهت قائلة :
"ربنا يديمك ليا يا بابا ".
__
خرج معاذ من القاعة ومعه الجميع متجهين إلي السيارات ركبت كنزي مع شقيقها وزوجته وركب وليد مع إسلام في سيارته وركب مازن سيارته وركبت مها مع زوجها وركب أصدقاء معاذ في سيارة واحدة معاََ متجهين جميعاً إلي منزل معاذ أخرج محمد رأسه من نافذة السيارة وبدأ في الغناء .
كان إسلام يريد أن يطرق علي الدف ليزيد الأجواء حماساََ ولكنه خَشِي مما جعله يتفوه قائلاََ:
"عمي وليد معلش أنا سايق ممكن تاخد الدف من ورا وأنا هغني ؟."
ضحك وليد وقال وهو  يخرج الدف من الخلف :
"مش عيب علي سني اللي أنا هعمله دلوقتي "
إبتسم إسلام وقال :
"سنك إيه بس ده كل اللي يشوفك يفكرك صاحب العريس مش أبوه أبداََ"
بدأ الجميع في الغناء وبدأ وليد بالطرق علي الدف ولم ينتهي الكثير حتي إنضم إليهم مازن في الغناء والتصفيق كان الجميع يشعر بالسعادة والفرح حتي وصلوا إلي وجهتهم وهي منزل معاذ  جلسوا في حديقة المنزل وشرع الجميع في المباركة مرة أخري .
إبتسم وليد له وضمه إليه وقال :
"أنا مش مصدق يا معاذ إيه السرعة دي ربنا يسعدك يا أبني ويجعلك في كل خطوة خير "
"كله بسبب مساعدتك ليا يا بابا ربنا يديمك ليا "
لم تمر ثواني حتي لاحظ معاذ أن كنزي تبكي فسارع بالذهاب إليها وضمها إليه وقال:
"بتعيطي ليه دلوقتي ؟.. مش إنتي علطول كنتي بتقولي إمتي هتتجوز ونخلص منك "
ضحكت كنزي وضمته بقوة إليها وهي تقول
"هتوحشني قوي يا معاذ "
حاول معاذ جعلها تتوقف عن البكاء فتحدث قائلاً:
"هوحشك إيه يا هبلة ، ده هو يومين وهتلاقيني أنا وهي عندكم هو أنا مهاجر "
ضحكت كنزي مرة أخري وتفوهت قائلة
"هتتحرم من أكلي "
بعدما أنهت جملتها أردف معاذ مسرعاً:
"تصدقي بالله ، مفيش حاجة مفرحاني في حوار الجواز ده غير إني مش  هاكل من أكلك ثاني "
__
ذهبت مها ومعها محمود إلي مرام وما أن رأت مرام محمود  بدأت في البكاء وضمته بقوة إليها وهي تقول
"هتوحشني قوي يا بابا خلي بالك من نفسك "
ضمًها محمود إليه وقال بمزاح :
"أخيراً إرتحت منك  ومن جنونك أنا مش مصدق إني مش هروح ألاقي البيت كله مبتهدل بالبيض واللبن علشان بتعملي كيكة ، أو مش هلاقي أنوار البيت كلها مولعة وإنتي نائمة وسيباهم ياااه علي الفرحة "
ضحكت مها وأردفت قائلة:
"لا لا هتوحشينا والله يا مجنونة "
تصنعت مرام الحزن وأبتعدت عنهم وهي تقول
" هو باين إني هوحشكم فعلاً "
قاطع حديثهم دخول مازن والوقوف أمام مرام والنظر إليها ولم تمر ثواني حتي كانت مرام بين زراعية وهو يقول :
"أنا مش مصدق يا مرام ، أنا فاكر لما كنا بنلعب مع بعض في الشارع ، وضحكنا وهزارنا مع بعض ، مش مصدق إنك خلاص هتسبيني وتمشي "
ضحكت مرام وقالت بعتاب   :
"هسيبك وأمشي فين يا مازن ، إنت إللي سبتني ومشيت من بدري لما قررت إنك تعيش لوحدك في  برطانياوتسيبني ، إحنا بعدنا من بدري قوي يا مازن مش هنبعد دلوقتي "
قاطع حديثهم دخول معاذ والنظر إلي مرام وهو يقول :
"أسكت دي تعيط دي هو في إيه يا جماعة إحنا في جنازة ولا في فرح "
إبتسم محمود إليه وقال
"إحنا هنمشي علشان الوقت إتأخر يلا سلام "
وفي نفس ذلك الوقت إستأذن وليد وكنزي بالذهاب ، وما أن خرج وليد حتي وجد إسلام ينتظره بالخارج فتحدث قائلاً
"إنت لسه هنا أنا قولتلك هنركب أي حاجة مستني إيه "
إبتسم إسلام وقال :
"الوقت إتأخر خالص ومكنتوش هتلاقوا حاجة يلا إركبوا "
ركب وليد بجانبه وركبت كنزي في الخلف وتحرك إسلام متجه إلي المنزل
_____
ركب مازن سيارته وشرع في التفكير في حديث مرام وأن بالفعل هو أصبح وحيد بدون أصدقاء، هو لا يستطيع أن يكون صداقات في الغرب ولا يستطيع أن يكون صداقات هنا فهو لا يجلس هنا إلا أيام قليلة ، وشقيقته لم يصبح قريب منها مثلما كان في الماضي.
_____
دخل معاذ إلي المنزل ورمي بجسده علي الأريكة فهو كان مُتعب من الرقص والغناء وبالرغم من أن مرام كانت لا تريد الجلوس بجانبه أو ترك فرصة للتحدث معه ألا أنها ألقت بجسدها علي الأريكة فهي أيضاً كانت مُتعبة  .
وبعد مرور دقيقتين في صمت نظر معاذ إليها وإبتسم وظل هكذا لبعض دقائق، لاحظت مرام ذلك مما جعلها تسأله :
"في إيه باصص عليا كده ليه ؟.."
ظل ينظر إليها وهو يبتسم ثم تفوة بصوت مرتفع قائلاََ:
"مراتي يارب  مبصش عليكي ليه بعوض فترة الخطوبة "
ضحكت مرام ونظرت إلي الجانب الآخر ولم تتحدث مرة أخري ، لم ينتهي الكثير حتي كانت مرام تنظر إليه وتسأله قائلة:
"هو إنت ليه إتجوزتني مع إنك عارف كويس إني مكنتش عيزاك "
قال معاذ وهو يقف متجة إلي غرفته
"حلو مكنتش ده يعني دلوقتي عايزة ، المهم أقولك بكرة علشان تعبان وعايز أنام "
دخل معاذ إلي الغرفة تاركاً مرام خلفه تشطاط غضباً لم يمر وقت كثير حتي كانت مرام تدخل الغرفة خلفه وما أن دخلت حتي أندهشت بما يوجد داخل الغرفة من زينة و ورود وبلونات علي شكل قلب مما جعلها تقول
"الله، ايه كل الحاجات دي "
إقترب منها معاذ وقال :
"إيه رأيك "
إقتربت مرام من الورود وأمسكت بهم وقالت :
"حلو قوي يا معاذ بجد الوردحلوة قوي قوي "
إبتسم معاذ وأردف قائلاً :
"دي أقل حاجة عندي ، أنا رومانسي جداً علي فكرة "
إقتربت مرام منه قليلاً وقالت بمزاح:
"أنا باين عليا هتدلع "
قال معاذ وهو يتحرك متجه إلي المرحاض
"يلا إقلعي الفستان وتعالي نتوضي ونصلي ركعتين نبدأ حياتنا بيهم "
قالت وهي تمسك بالزينة
"إشطا موافقة "
_____
في الصباح إستيقظ معاذ وبدأ في تذكر أحداث الأمس وكيف كان يوم رائع  وبعد قليل نظر إلي الساعة اللتي كانت في الحائط وجدها الساعة الثانية ظهراً ولم تستيقظ مرام بعد ذهب إليها وحاول أن يوقظها بهدوء قائلاً
"مرام ، الساعة إثنين قومي علشان نلم الشنط"
فَزِعت مرام منه وقامت مسرعة لتسحب الغطاء عليها وهي تقول :
"إنت مين ، إيه اللي جابك هنا "
إندهش معاذ منها ومما قالته فتفوة مسرعاً:
"إهدي يا مرام في إيه أنا معاذ جوزك "
لم تدرك بعد ماذا يقول فتحدثت قائلة :
"جوزي إيه، إنت خاطفني "
ثم بدأت في البكاء وقالت وسط بكائها :
"أنا قولتلك مش هتجوزك علشان رفضت أتجوزك تخطفني !.."
____________
إنتهي الفصل دمتم بخير وسلام 🤍

بك اهتَديت Where stories live. Discover now