الواحد والثلاثون ( بداية مرحلة جديدة )

57.2K 4.9K 2.4K
                                    

بعتذر لإلغاء الفصل السابق بسبب ظروفي الحالية، والتي لا أعلم لها من نهاية، ولولا أن هذا الفصل قد كُتب بعضه بالفعل، ما كان قد نُشر اليوم بسبب سوء حالة والدتي، لذا إن تأخرت عليكم اعذروني ...

وأنا سأبذل قصارى جهدي ألا أقصر في النشر باذن الله .

وفي النهاية رجاءً دعواتكم لوالدتي ..

ولا تنسوا أهالينا في فلسطين من دعائكم، اذكروهم في صلواتكم..

صلوا على نبي الرحمة ..

_____________________

هدوء وسكينة وراحة كبيرة هي كل ما يمكن لك أن تستشعرهم بمجرد أن تخطو لذلك المكان المظلم، وعلى عكس المعتاد، لم يكن الظلام يمثل له حزنًا أو خوفًا، بل فقط راحة نفسية ومعزل له عن جميع البشر .

ابتسم يرتكن لأحد الجدران بعدما فرغ من صلاته، يُسبّح على أصابعه كما تعلم من شيخه ومعلمه في المكان، وبعدما انتهى، تنفس بصوت مرتفع ينظر لنافذة صغير تطل على حرية مقيدة، هي فقط تطل على ساحة السجن، لكنها تشعره أنه حر كلما نظر للسماء .

استند سعيد برأسه على الجدار خلفه يغمض عيونه وقد بدأ قلبه ينبض بقوة... ست أعوام مروا عليه، جحيم عاشه، للحظات كثيرة كان يصرخ ويوبخ نفسه على أنه لم يهرب، ليته هرب، ليته لم يفعل بنفسه كل ذلك، لكن بقايا ضميره وروحه المعذبة تخبره أنه استحق كل ذلك، وأن ست سنوات هي أقل ما يجب أن يمر به .

ابتسم بسمة جانبية يتذكر يوم محاكمته، اليوم الذي فكر  فيه بالهرب مئات المرات كلما استشعر ملمس القضبان المعدني أسفل أنامله، لكن كالعادة كانت ميمو له بالمرصاد ....

" محكمــــــة ..."

انتفض الجميع داخل قاعة المحكمة، ميمو تنظر صوب قفص سعيد تحاول أن تطمئنه، وجوارها صلاح يضغط على كفها بمؤازرة .

وخلفهم كانت تجلس زهرة التي لم تستطع أن تتجاهل الأمر، حضرت جميع جلسات الحكم، وشهدت بكل شيء تعلمه دون مواراة أو كذب، أخبرتهم ما تعلم عن حالة سعيد، حاولت تخفيف الحكم عنه تحت بند أن أغلب ما قام به لم يكن بوعيه، بل كان الأمر كما لو أن هناك من يتحكم به داخل عقله .

وآخر الحاضرين كان نيرمينا التي لم تنبث بكلمة لسعيد ولم تنظر له أبدًا، حاولوا أن يخفوا عنها، لكنها في النهاية سمعت حديث ميمو وصلاح وعلمت كل شيء، شقيقها ومصدر الأمان لها، كان مجرد مجرم استحل لنفسه كل المحارم، كان صورة اسوء من الشخص الذي تمقته، أصبح كوالدها.

سقطت دموعها بقوة تشعر أنها تكاد تنهار وهي تستمع لكلام بعض المحاميين الذين وكلتهم ميمو لأجل شقيقها، ونادر جوارها ينظر لها بعجز على مواستها بكلمة تخفف عنها، فقط يمسك يدها ويحرك أصابعه كما أعتاد .

وها هو بعد كل ما فعل في حياته يقف في قفص الاتهام، هل هذه هي نهاية كل فاسد يا ترى ؟؟ إذن من هؤلاء الوحوش في الخارج إن كان الجميع نهايته مثله ؟! أم أن حتى الصالحين فاسدين بطريقتهم؟؟

ما بين الألف وكوز الذرة (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن