السادس والعشرون

59.3K 5.4K 2.1K
                                    


اتمنى الفصل يعجبكم لأن الفترة اللي كتبته فيها كنت مضغوطة لأسباب عديدة ...

صلوا على نبي الرحمة ...

قراءة ممتعة

______________________

صوت أنفاسها وصوت قرع الكرة الضخمة بالأرض هي ما يمكن أن تسمعه في ذلك المكان الواسع، الاضواء خافتة والأجواء ساكنة، هدوء يخفي بين طياته صرخات وانفجارات لو تُرك لها العنان لهدّمت الجدران من حولها .

كانت تمسك الكرة الضخمة بين أصابعها تحملها لأعلى ثم تلقيها ارضًا بقوة كما لو كانت تلقي بحجر، ثم تنحني وتحمل الكرة لتكرر نفس الأمر مرة أخرى في حركات رياضية معروفة، لكن هي ما كانت تفعلها لأجل صحتها أو جسدها كما اعتادت، بل كانت تفعلها لأنه الشيء الوحيد الذي تخرج به كامل طاقتها السلبية .

لكن حتى ذلك لم يساهم بقدرٍ ضئيل في تخفيف ما بداخلها ولو لجزء صغير .

حملت الكرة مرة أخرى ترفعها وتفرد جسدها لأعلى، ثم ألقتها باقوى ما عندها وهي تصرخ بصوت مرتفع، صوت صرخاتها بدأ يعلو مبددًا ذلك الصمت الكئيب حولها .

ومع صوت صرخاتها كانت تسمع أصوات جاءت من الماضي تلاحقها، اصوات تترد في المكان حولها حتى كادت تعتقد أن هناك من يضع مسجل صوت في الإرجاء وقد وضع به شريط بكل احاديث سعيد لها، سعيد الذي أحبته وسلب لُبها ..

" أنا جبتلك الورد ده عرفت أنك بتحبيه، سألت صاحبتك وهي قالتلي "

" زهرة هو أنا لو اتقدمت ليكِ توافقي ؟؟ مش دلوقتي يعني قصدي بعدين، على فكرة أنا ..أنا عامل مشروع مع اتنين صحابي وهينجح أنا متأكد، بس محتاج ..محتاج تطمنيني أنك هتستنيني "

" زهرة استني ...زهرة أنتِ ما اخدتيش ورد انهاردة "

" الأمن كل شوية يطردني من الكلية عشان أنا مش طب، بس أنا بدفعلهم وبدخل عادي عشانك بس "

" لما نتجوز هبقى افتحلك اكبر عيادة، وهكون أنا المريض الوحيد ليكِ، مجنون زهرة "

" يا زهــــرة، أنا جايلك من الحرم الجامعي مشي على فكرة يعني أقل حاجة تسمحيلي اشوفك من بعيد حتى "

صرخت زهرة صرخة عالية تحاول أن تبعد كل تلك الأصوات عن رأسها، صوت سعيد يتردد في عقلها وهو يناديها ويدللها بحب، تراه أمامها، وهو يبتسم لها ويقفز أمام عيونها كل ثانية يحمل ورود أو طعام تحبه .

سقطت زهرة ارضًا في غرفة التمارين داخل أحد النوادي التي ترتادها، حبست نفسها في أحد أركان الغرفة تحاول أن تتنفس من بين شهقاتها، لكن فشلت فشل ذريع حينما شعرت أنها لا تقوى حتى على إخراج صوتها ..

بكت بصوت مرتفع وهي تقول بقهر :

" يا رتني ما شوفتك يا سعيد، يا ريتني ولا شوفتك ولا عرفتك، يا ريتني شوفك وأنت مجرد مريض بس "

ما بين الألف وكوز الذرة (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن