8

2K 182 85
                                    

عدم الاحساس بالوقت، كيف تتحرك الشمس بسرعة من مشرقها لمغربها و تسقط بعيدا تاركتا الليل ينهمر على الافق و المكان، يبدي نوعا من الريبة في قلب الوطواط، لقد كان مستمتعا

كان هناك مقولة معروفة "كلما كنت مستمتعا سرقت الساعات"، لم يرد ان يبتسم، لم يرد ان يقبل الحقيقة كما لم يكن يريد ان يغير ما قرره، دوما اعتمد على خططه، ليس الان، حيث سيتغير هذا الجبل الجليدي

لقد اعتبر والديه هما الشخصان الوحيدان اللذان يستحقان نبضات قلبه، و الان ليس هذا الرجل

...

القمر يقف في السماء مع ضوء ازرق يملا المكان، تتسحب الغيوم بعيدة عنه تترك له الجلالة ليحتل السماء

يسمع صوت طرقات الجلد الخاص بحذاء الخادم العجوز فوق البلاط الصخري، الصوت يترك رنينا خاصا مع هدوء الليل، يتدفق الوقت ليحتل الساعة الحادية عشر، بعدما تاكد ان داميان ينام بهدوء في غرفته، كان مستعدا للعودة الى الغرفة الصغيرة التي منحت له في جناح الخدم

تغير الهواء من حوله، بينما اهتز حاجباه بضع انشات، حدس جندي الحرب كان قويا ليدرك ان هناك رجلا على بعد قريب منه

توقف ينتضر دوك ال، كان يطفو بشكل هاديء، مازال هذا الخادم المتواضع يبدو افضل مما يتخيله حتى، لم تكن العيون العجوزة تبدي اي اهتمام، ضجرة جدا

ترك الرجل الشاب اقدامه تلامس البلاط، مايزال يقدم نظرات متعالية نحو هذا الجسد القديم، و في عقله يتساءل، ما هو الهدف من اقرار ان الخادم العجوز المتهالك هو في الواقع رفيقه

تنهد، "هل يرغب السيد بشيء" سال الفريد بنبرة كلاسكية معتادة، اضهر بعض الاحترام عند الانحناء قبل ان يعود لشكل الوقوف، احد اليدين خلف ضهره و الاخرى تستقر، بشكل مستقيم اما صدره، بينما قدم تسبق اخرى

"فقط ارى كيف ستبدي مع الحرارة" رسم ابتسامة مغرورة، في اقل من ساعة سيعاني هذا الجسد العجوز حرارة فضيعة تجعله يرغب بشيء واحد، ان يريحه رفيقه

"الحرارة" سال بنبرة صوت منخفضة، اللامبالاة جعلت حواجب دوك ترتجف قليلا، كما لو كان يفقد صبره

كان يتذكر الفريد ذلك منذ البداية، اخذ بعض تلك الاقراص و سيكون نوعا ما مستعدا للتصدي لتلك الحمى، على ما يعتقد

جسده مدرب بشكل وحشي، لقد عاش عامين في صحاري العراق الجهنمية و ستة اشهر وسط العواصف الرملية الاماراتية، اضافة الى عام من التجول في المناطق الحمراء الخاصة بروسيا

لعبة المطاردة²Where stories live. Discover now