-٩- بين آلسنة النيران

Start from the beginning
                                    

انتقلت الى مكتبه حيث بؤرة الفوضى و منبع كل ما يحصل من كوارث

لكن المعقول الوحيد في الامر هو أن الأوراق المتواجدة على المكتب مليئة بالنوتات الموسيقية و الكثير من الكلمات المكتوبة باتجاهاتٍ عشوائية و بعضها تم الشطب عليها

الشيء الذي تجرأت و قمت برميه فقط هو أكواب القهوة المستعملة و التي تحمل جميعها شعار المقهى خاصتنا

تنهدت ومددت ذراعاي ثم أمسكت بحزمة الأوراق الأخير ليظهر من أسفلها دفتر ملاحظاتٍ صغير الحجم و أزرق اللون

صغرت عيناي ونظرت له بشك و لا عِلمَ لي بسبب تحرك فضولي اتجاهه

كان عليّ تذكير نفسي عدة مراتٍ أن هذه إحدى خصوصيات يونغي و ممنوعٌ الاقتراب منها

نظرت  الى الدفتر و نفيت لنفسي محاولاً ردعها عن هذا الفِعل

لكن اللعنة ها انا ذا أزفر بيأس و أفتح الدفتر لاعناً ذاتي على تطفلي وفضولي

فقط جملة واحدة لا أكثر لربما ستساعدني في فهم مين يونغي أكثر و سنتمكن من إتمام التعاون بشكلٍ مثالي

و أجل كانت هذه مجرد مبرراتٍ سيئة لما أقوم بفعله من تعدٍ على حدود يونغي

لم تكن الجُمل مفهومة بشكلٍ جيد، يكتب بسرعة و بشكلٍ مبعثر أشياء غير مترابطة

- حزين ربما لا لست كذلك، أجل أجل ،هذه فقط مشاعر مزعجة سأتغلب عليها في نهاية المطاف -

- ربما أسأت لدراكو بمزاحي ذاك، سأحافظ على صمتي في المرة المقبلة -

- لم أتمكن من الحفاظ على صمتي مجدداً، سأحاول مرة أخرى, لا مزيد من المزاح يونغي تذكر ذلك جيداً -

لم أفهم مغزى كتابته لهذا التذكير لنفسه، ليس و كأنه يستطيع فعل شيئاً حيال الأمر, فهو وُلِدَ بهذه الشخصية الساخرة

لكن ما أعلمه هو أن الألم كان واضحاً في جملته الأخيرة، لا بد و أنه شعر بالاستياء من نفسه في ذلك الوقت

هذه الجمل لم تُكتب بالترتيب، بل على أطراف الصفحات، بعضها تم الشطب عليها لكن بشكلٍ خفيف مما مكنني من قراءتها بعد القليل من المعاناة

- أتساءل إن خطفني الموت يوماً من سيحزن لرحيلي حقاً؟ أعني من المخيف فكرة الحزن لبضعة أيام ثم النسيان الى الأبد، إنه واقع لكنه مخيف, لربما لم يخف البشر من الموت يوماً، بل كل ما يخشونه هو أن يتم نسيانهم -

آزُولْ || YMWhere stories live. Discover now