فصل الخاص: بسبس نو!.

448 41 31
                                    

علا صوتها المتذمر عندما أحست بيداه ستوضع على رأسها نازعة تسريحتها الخلابة _من وجهة نظرها_ بعدما عانت الأمرين في إخراجها بهذا الإتقان المضحك، لتقول مبتعدة عن مرمى يده:

"يا ماثيو كفاية حركات العيال دي، دا إنت غلبت ابنك ماريو، مش كدا يا بابا".

ليعلو صوت الآخر قائلًا بنزق، يحاول رفع تهمة ما عنه فهو من يدافع عن حقه المُنتزع عندما سوِّلت لها نفسها العبث بممتلكاته الخاصة ألا و هى شعرها الناعم الذي تعصف به موجة جميلة، و لكنه الآن يراه مقيد بأغلال تلك التسريحة الغبية:

"و أنا بقولك إفردي شعرك يا كريستين مش من حقك تلميه كدا يا ماما".

تجاهل نظراتها المستنكرة لغضبه و نطقه بأسمها صراحة فهو معتاد نداءها بدلعها المحبب الذي أتى بسخرية قديمة، ليكمل و هو ينعي فاقديه:

"لا و كمان لماه بتسريحة غبية، إيه يا ماما اللي عملاه دا، دا إنتِ إم مش طفلة".

لتشهق بعنف و كأنها قد سُبتْ للتو بلفظ شنيع أو كأنها طُعِنت في كرامتها، لتنظر له بخيبة أمل و قالت بحزن:

"فعلًا الضربة لما بتيجي من أقرب الناس بتوجع، بعدين دا إنت ليك الشرف إنك تقابلهم و...".

قاطع كلامها بغضب و قال:

"يا ستي مش عايز يحصلي الشرف، مش عايز الشرف دا و بعدين هو انا مقابل رئيس الوزراء!".

لتقول أبية الخضوع له:

"و أحسن كمان، دول بسبس و نو، طب إنت تعرف ماجي صاحبتي فاتحة كوافير كانت بتتحايل عليا اعلمها تعملهم إزاى".

قالت كلماتها بفخر و هى تأشر بأصابعها نحو "القطتين" اللواتي فوق رأسها بفخر و كأنهما فعلا شيئًا تفخر هى به كإنقاذ العالم من الفقر و الأمية!.

ليخرج صوتًا ساخرًا من فمه، لتقول لاعبة على أوتار غضبه:

"اكيد متضايق علشان مش عندك بسبس و نو زي".

لتغني بإستفزاز هاربة من أمام وجهه:

"كيدي مني و ولعي يا صفرا".

لتتوسع عينيه بشدة، يتذكر النقطة التي تحول فيها الجدال فيما بينهم لهذه الحالة، ليرفع نظره للسماء يُنعي عقل زوجته بجوار شعرها المموج المنسدل.

ليدلف عليه ولده بملامح مكفهرة حزينة، ليتنهد الآخر متوجهًا نحوه، يتذكر الوعد الذي قطعه على ذاته عندما علم بحملها و الذي أكده اكثر عندما حمله بين ذراعيه عندما إلتقط طفله أنفاسه الأولى معتمدًا على رئتيه الخاصتين مستنشق هواء هذا العالم المحمل بكل المشاعر الموجودة بالحياة، بأنه لن يقصر معه كما فعل والديه، يعلم أن ما حدث كان خارج عن إرادة الكل، لكن هو سيحارب الكل حتى لا يبتعد عن طفله إنشًا و يشعره بأي فراغ أو حسرة تنهش جدران قلبه الصغير البرئ.

🎉 لقد انتهيت من قراءة ندبات تظل للأبد (ترويض الماضي) الجزء الثاني من رواية أتلمس طيفك "مكتملة" 🎉
ندبات تظل للأبد (ترويض الماضي) الجزء الثاني من رواية أتلمس طيفك "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن