الفصل السابع: لماذا أنا؟!.

498 46 50
                                    

دلف هو حاملًا شقيقته كأنها جوهرته الثمينة الغالية و هى بالفعل كانت كذلك ليضعها على الفراش أمامه، لتدلف تلك الطبيبة مرة أخرى، ليقول ماثيو بسخرية و هو يعتدل لها:

"غريبة يعني مقولتيش إني بتحرش بيها زي المرة اللي فاتت".

نظرت له و لكنها لم ترد، ليكمل بسخريته و هو يتفحصها:

"يعني ملكيش صوت طلع، معقول القطة أكلت لسانك و.....".

لتبتر تلك البقعة المكدومة التى وقعت عليها عينيه عند رقبتها كلماته، لترى هى طول نظره عليها، لتعدل هندامها لتختفي من أمامه لتقول لأليسا:

"بصي يا أليس فيه دكتور جديد لسه جاي من برا و إستلم الشغل النهاردة فى المركز و أنا عرضت عليه الحالة و هو حب يشوفك يمكن يبقى فيه أمل معاه".

ليرد هو عليها بغلظة لا يدري سببها:

"و مين اللي قالك تتصرفي كدا من دماغك؟، مش فيه شحط تسأليه!".

أنهى كلمته و هو يشير على نفسه، لترتسم إبتسامة على شفتيها محتها بسرعة و قالت بعملية:

"والله أنا إتصرفت من جهة إني صديقة لأليسا قبل أي حاجة مش مجرد طبيب معالج، و غير كدا معتقدش إننا ممكن نقف فى وش بعض لأن مصلحتنا واحدة و هى إنها ترجع تتحرك من تاني، و لو فيه إعتراض اسمعه من المريضة مش منك لأن المريضة هى اللي هتتعامل معاه لا أنا ولا إنت، و هو دكتور شاطر فليه نقف فى وش فرصة زي دي".

لتنتطق أليسا أخيرًا و قالت:

"و إنتِ متأكدة منه يا كريستين إنتِ عارفة مش بحب التعامل مع الأغراب و خصوصًا الرجالة".

لتقول هى بتفهم و بمهاودة:

"هو دكتور يا حبيبتي يعني تعامله هيبقى بمهنية معاكِ و لو إتضايقتِ من حقك تعترضي و غير كدا أخوكِ و أنا هنبقى معاكِ و لو حسينا بأي حاجة هنقفله و إنتِ كذلك، لو مش مرتاحة متجيش على نفسك و قولي و أنا هتصرف".

كانت تكلمها و هى تطبق قاعدة الأطباء العامة عليه، و لكن هيهات فهى لا تعلم أنه هو الشاذ لكل قاعدة و أن له قوانينه و أعرافه و معتقداته الخاصة، و فى قاموسه كلمة 'لا' تساوى القتل و القتل كان قبله إعتراض و نفي، على الرغم من كونه طبيب حقًا و لكن كبح مشاعره أمام إستثناؤه الوحيد سيكون صعبًا، فهو قبلًا إستثنى تلك الزهرة عن ما سيسصيب عائلتها و لكن لا مانع فى اللعب على أوتارها قليلًا.

علت دقاته الرتيبة ذات الإيقاع الثابت على الباب، ليتبعها دلوفه من غير سماع الإذن، فحركة إستئذانه تلك كانت كبيرة جدًا بالنسبة له، ليدلف هو بطوله المهيب و نظراته المتفحصة الباردة و شعره الأسود المرفوع بطريقة مهندمة يرتدي البالطو الأبيض الخاص بالطب و أسفله قميص أسود و بنطال أسود و حذاء أسود أنيق.

ندبات تظل للأبد (ترويض الماضي) الجزء الثاني من رواية أتلمس طيفك "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن