|19|-نؤذي و نتأذى.

23 2 0
                                    

Pov ash.

منذ ولادتي وجدت العديد من الأمور مثيرة للسخرية و الضحك ، لم أكن أجيد البكاء بل أجدت الضحك على كل المواقف المأساوية ، في ذلك اليوم عندما توفي جدي كنت أبلغ من العمر تسعة سنوات ، على عكس كل الحضور اللذين كانوا يبكون كنت هادئًا منشغلاً بحل بعض المعادلات الرياضية ، و في نفس اليوم بدل أن يشك والدي في صحتي العقلية هو فقط إعتبرني كمعجزة تشبهه و أنني وريث عائلة أولف المثالي الذي سيقودها نحو السماء السابعة من الفرح و الفخر. و لم يخطئ فبعدها بحوالي العشرين عامًا أرسلته إلى السماء بإستعمال سكين فاكهة!

السبب؟ كان كالعادة يعطيني حفنة من الأوامر التي لا تمت للمنطق بصلة و لم أملك الفرصة للرفض لكونه كان يعلم أنني أتناول المخدرات و أشتريها من كيران ... أما عن الأخيرة فقد كانت تربطنا علاقة بيع و شراء متينة حيث تأتي لمنزل عائلتي مساءًا كصديقة و لكون والدتي كانت تحب قضاء الوقت معها لم يكن سبب زيارتها الأسبوعية مهمًا البتة.
عشت بعد موت -قتل- عائلتي حياةً غير مرموقة في السجن ، فأنا بدوري أكره الإختلاط بالبشر فتخيل النوم و الأكل و حتى الإغتسال مع رجال مقرفين نبذهم المجتمع ، و وسط كل ذلك تم إخباري يومًا أن لدي زائر ظننته أخي الذي يصغرني بأربع سنوات هانري لكن تفاجئت بقصيرة الشعر تجلس فوق الكرسي.

كنت قد ظننت أنني لن ألتقيها مجددًا بعدما فعلته بها ، لكن القدر أحيانًا يضعك في مواقف حرجة تمامًا مثل الموقف الذي وضعنا فيه عندما أخبرتني أنها تحمل بين أحشاءها جنينًا ينتمي لي ، ببساطة طلبت إجهاضه لأنني لا أريده و قد تركت أمري يندثر مع الرياح و إحتفظت به. بعدها إستطعت بمساعدة رجال والدي اللذين أصبحوا رجالي بعد موته أن أخرج من السجن و أزيف موتي لم أكن أنا من مات بل هانري أخي في حادث ، لذا عشت بهدوء في منزل عائلتي كنت قد بدأت عملاً إجراميًا مُخططًا له بشدة ، ليس لأنني إحتجت الأموال بل لأنني إحتجت لملئ حياتي ، عندها دخلت إيليا حياتي كانت فتاةً بحجم الدمية إستهوتني تفاصيلها ، أحببت كيف كانت بشريًا نقيًا لا يعرف شيئًا لذا إحتفظت بها و تعلمت كيف أتألم عندما تتألم بدل الضحك.

لم أصرح أنها إبنتي يومًا حتى لها ، بل أعطيتها إسم إبنة عائلة أولف الصغرى ليكون صداها واسعًا أينما ذهبت ، رأيتها تتعلم المضغ ثم المشي و الحديث كانت هادئة و جميلة لكن الأشياء الجميلة لا تبقى فلم تكد تصل الستة سنوات حتى توفيت بسبب خطئ طبيبة جبانة و بقيت أنا و نفسي من جديد.
و لأنني أخشى على الناس قبل نفسي من حياة الفراغ قررت بداية جديدة رفقة قصيرة الشعر و المراهق المهووسة به رغم أنني لا أعرفه جيدًا و لهذا أنا الآن في غرفته أنتظر منه أن يستوعب أنني و زوجتي معلمة الرياضيات خاصته من سيتبنيانه ، فقد فَقَد جزءًا من ذاكرته حوالي الشهرين بسبب تلك الحادثة.

-"لكن لمَ لم تخبرني المعلمة من قبل أنها متزوجة؟" تنهدت من أسئلته اللامنتهية و أخبرته أن طبيعة عملي هي السبب و بدل أن يتوقف عن الحديث أضاف بحزن ، لم أكن أعلم أن التعامل مع المراهقين أصعب من التعامل من طفلة دون السادسة
-"أتفهم إخفاءها الأمر عن الجميع لكن كان بإمكانها إخباري ، هي حتى لم تقم بزيارتي عندما إستيقظت." كيف سأخبره أنها لم تأتي بسبب شكها في رؤيته لنا نقتل شخصًا؟ صمت أفكر لمهلة
-"إسمعني يا فتى ، يمكنك سؤالها لاحقًا. سنسافر ثلاثتنا مساءًا إلى اليابان و نستقر هناك ، ما يمكنني قوله لك الآن أنني لست شخصًا  يتبنى لكي يفعل الخير ، أنا أفعل هذا لك بسببها هي ، لتعويضها عن شيئ ما لذا بدل أن تكون شكوكًا في حبها لك كن شاكرًا!"

𝐖𝐞 𝐧𝐞𝐞𝐝 𝐭𝐨 𝐝𝐨 𝐬𝐨𝐦𝐞𝐭𝐡𝐢𝐧𝐠Where stories live. Discover now