|17|-أحبُك..

31 2 1
                                    

في رواق المشفى البارد جلست آبيڨال تنتظر خروج جايكوب من عمليته ، فحسب ما أخبرها الطبيب أن أعضاءه الداخلية قد تضررت و قد تستغرق هذه العملية بضع سويعات. لم يدم هدوء ذلك الممر طويلاً فحالما وصل شخص ذو شعر مجعد جهلت هويته يخطو بتسارع و قبل أن تستوعب الجالسة ذلك إنقض على ياقتها يقول بغضب عارم
-"مالذي فعلته بصديقي!؟ أنتِ دومًا سبب ذهابه للهاوية!" عقدت حاجبيها بإنزعاج لتفك يديه بهمجية
-"لا تلمسني يا هذا! كما أنني لو لم أصل في الوقت المناسب لكنا الآن نقيم جنازته." 

-"كيف ذهبتِ إلى هناك حتى؟!" هسهس بنبرة حاول قدر الإمكان جعلها طبيعية لكن غيظه و حقده عليها جعلها متهجمة لحد ما ، لترد عليه بنفس طريقته
-"لقد خططنا للقاء في مقهى مجمعه السكني ، لكن صادف و رأيته يركض خلف آش و فتاة حمراء الشعر لذا تبعتهم بعد أن ركنت سيارتي." إقشعر جسد لِيام  كاملاً عندما ذكر إسم ذلك السفاح ، دفع الكرسي بقدمه و خرج من المشفى لإستنشاق السموم من سيجارته و نفثها في الهواء ليساعد في ثقب الأوزون و ثقب رأتيه في آن كالمغفل. هو صديق لجايكوب و نيكولاس و خاصة إيزرا و قد كان يسمع كل أخبارهم منه لكونه يعيش في مدينة أخرى مع زوجته لكنه عاد إلى هنا عندما سمع بفاجعة موت إيزرا.

عاد نحو الداخل ليلمح شخصين إضافيين رجل ذو شعر أسود واقف برفقة مرأة قصيرة القامة يحادثون آبيڨال ، تقدم نحوهم لتتحدث الأخيرة معرفة ذو الشعر الأسود على لِيام ليمد الآخر يده معرفًا بنفسه
-"أهلا سيد لِيام ، أنا المحقق ماثيو آلفيس الذي يتولى هذه القضية." زفر صديق جايكوب أنفاسه ليتجاهل يد ماثيو الممدودة و يجلس في الكراسي
-"لمَ قد أصافح المحقق الذي لم يستطع تحديد مكان قاتل متسلسل ؟" تحدث ببرود يرمي أنظاره إلى باب غرفة العمليات ليتنهد المعني بتعب. ماثيو هنا لكي يأخذ شهادة آبيڨال و قد إنتهى حديثًا من سماعها ، لقد أخفت كون إيلا كانت في موقع الجريمة رغم أنها مسألة وقت و سيكتشف كل شيئ عند إستيقاظ جايكوب ، هي تعلم أن إيلا متواطئة مع آش لكنها ليست مستعدة للوشاية بها.

غادر الرجلان ليتركا الصديقتين معًا تستند ماري على كتف آبيڨال ، لقد خرجت من المشفى صباحًا بمساعدة ماثيو و قد رافقته طوال اليوم تتحج بكونه وعدها أن يبقى معها ، هي لم تخبره بشيئ بعد لكونه كان مشغولاً بقضية أخرى ، قضية بيتر الذي إستيقظ منذ سويعات. بدى التردد في صوت آبيڨال لكن هي لا تثق في شخص غير صديقاتها
-"ماري ... حقيقة اليوم قد كانت إيلا رفقة آش ، ذات الشعر الأحمر تلك ليست من قاد السيارة بل كانت إيلا صديقتنا." رفعت ماري رأسها بسرعة تنظر لها بحاجبين معقودين ، لمَ قد تساعد إيلا ذلك الشخص لهذه الدرجة؟!

-"ماذا!؟ كيف تساعد الشخص الذي قتل آندرو و كاد يفعل بي المثل؟" هسهست ماري بغضب ، بصراحة هي تعلم الجواب بالفعل ، ففي ذلك اليوم عندما صعد آش و تبعته إيلا لم يكن مغميًا عليها بل كانت واعية بنسبة جعلتها تسمع محادثتهما و تستنتج تواطؤ صديقتها في كل الذي حصل ذلك اليوم. إلا أنها كانت صامتة خوفًا من القاتل و لكونها لا تملك أي دليل. رن هاتفها مقاطعًا أفكارها لتجد أنه إتصال من ماثيو الذي كان في غرفة بيتر و خرج الآن ينتظرها في سيارته ، فلا داعي ليبقى هنا بعد أخذه شهادة آبيڨال كما أن الضحية مخدر و لن يستيقظ إلا صباح غد.

𝐖𝐞 𝐧𝐞𝐞𝐝 𝐭𝐨 𝐝𝐨 𝐬𝐨𝐦𝐞𝐭𝐡𝐢𝐧𝐠Onde histórias criam vida. Descubra agora