الفصل الثاني و العشرون: لقاء مريح لقد سعدت به بفضلك

17 1 0
                                    

-« دخلت تتسرب عرقاً.. اغتسلت سريعاً بالطابق السفلي و توجهت للثلاجة بزمق تخرج زجاجة الماء و تشربها كاملة..

تركتها بنتعاش و رضا و جلست علي طاولة الطعام بالمطبخ.. رمشت محدقة حولها.. علي هدوء المنزل و اشعة الشمس البرتقالية التي تمليء المنزل.. ابتسمت ابتسامة صغيرة و تذكرت أو بالاصح اشتاقت لوالدتها.. لذلك توجهت لتستحم و تغير ملابسها لتذهب للجدة رغدة بعد رؤيتها لوالدتها..»

-« أخذت تجفف شعرها بالمنشفة بلطف أمام المرآة بينما تحدق في وجهها.. لكن عندما حدقت أكثر أخذت تلمح نفسها وهي صغيرة ذو التسع اعوام.. بجروح و علامات و أثار عنف و كدمات..

ارتعش جسدها مستيقظة و ابتلعت حلقها.. تركت المنشفة تسقط أرضاً بينما تقرب وجهها من المرآة و مررت اصبعها في جزء من فروة رأسها بينما تتحسس.. ذلك الجرح العميق المخيط منذ اعوام..

رفعت نظرها لنفسها مجدداً و تنفست بعمق و بهدوء.. لتأتي لها أفكاره عشوائية مزعجة.. لا تعلم هل هذا صوتها الداخلي أم ماذا تكون..

فحركت رأسها بنزعاج و قامت و عدلت التعديل الأخير على ملابسها و ارتدت طرحها و اغلقت غرفتها.. وقفت للحظات و ظهرها لباب غرفتها و امامها درج النزول للاسفل.. ابتلعت حلقها شبه غاضبة من تذكرها لحادثة ذلك الأستاذ.. أستاذ عادل.. الذي لا يشبه اسمه إطلاقاً..»

-« طرقت بابها طرقات خفيفة بينما افتحه ببطء أدخل برأسي لانظر لها جالسة لأول مرة.. هذه المرة لا تكون نائمة..

كانت جالسة قرب الشرفة علي الكرسي الهزاز بموسيقي خفيفة تملىء الغرفة.. أنها تلك الموسيقي لعزف والدي علي العود..

ابتسمت بحزن و حمحمت عالياً.. أخذت بالها من وجودي فمسحت دمعتها الهاربة و اغلقت هاتفها: آه.. سارة.. صباح الخير..
ضحكت بخفة جالسة علي طرف الفراش قبالها: مساء الخير أمي..

حمحمت بحرج و نظرت بعيداً للحظة.. لأحظ بهتان وجهها كثيراً عن أول يوم أتت.. فقلت بقلق: هل أنتي بخير أمي؟!
ابتسمت بتوتر: آه.. بالتأكيد.. الحمدلله.
ابتسمت بهدوء و قلت: أنا ذاهبة لجدتي رغدة.

حدقت بي وسألت: هل انتي بخير ابنتي؟!!
ابتسمت بخجل: ماذا تقصدين؟!
ابتلعت حلقها: اعني.. إنك لا تتناولين طعامك و..
قاطعتها غير فاهمة: أمي ماذا تقولين؟! أنا اتناول طعامي.. انتي من طوال الوقت في غرفتك ولا تريني..

صدمت من كلامي و نظرت أرضاً غير معلقة علي حديثي.. نظرت لها بطرف عيني بعتاب: علي الأقل اثبتي عكس ذلك.. لكنك لطالما تكتفين بالصمت.. مثل ذلك اليوم.. عندما حاول أستاذ عادل لمسي..
ألتفتت لي قائلة: ليس كذلك.. فعلت ذلك لحمايتك..
ضحكت بسخرية: لحمايتي.. أمي استيقظي ارجوك.. لا أصدق للآن أنك فضلت مكانك في عملك على أخذ حقي منه..

صديقاً للمرة الأولي Where stories live. Discover now