الفصل العشرون: وحش الذكريات

18 1 0
                                    

-«صباح يوم جديد.. حيث بشكل غريب أمي بدت متعبة فجأة و غادرنا منزل جدتي رغدة دون الخطيط لشىء.. تنهدت بينما خلعت قفازي و مسحت قطرات العرق التي علي جبهتي و توجهت للخروج للمزرعة بتعب بعد ان اكتفيت من العمل.. كنت أشعر بالارهاق هذه الأيام في أقل مجهود..

اغتسلت و رميت نفسي علي الفراش محدقة في السقف الأبيض الفارغ مثل سقف القمر.. اتذكر إني كنت اتخيل نفسي امشي بالعكس كأني امشي علي القمر ولا يراني أحد آخر علي الكوكب.. و أثناء تخيلاتي اغمضت عيني بتعب و دخلت في نوم عميق تحت اشعة الشمس القادمة من النافذة التي ساعدتني علي الاسترخاء مع ضوئها البرتقالي شعرت بالدفء مع نسمة باردة بفضل الماء البارد الذي استحممت به.. ابتسمت بينما دخلت بثبات عميق من التعب..»

-« تدخل زينب بتوتر لحبيبة الغرفة.. تستغرب حبيبة من وقفتها الغريبة علي بابها: هل هناك شىء؟!
رمشت بتوتر: في الحقيقة.. كامل.. العمدة.. بالاسفل..
قبض قلبها بقلق.. و نزلت معها للاسفل..

تنهدت بينما دخلت وراء زينب.. لتجد كامل و ابنه عزت بجانبه و رأسه منخفضة للارض دون حركة كأنه فاقد للواقع من حوله.. ابتلعت حلقي بينما أجلس ببتسامة متوترة: تشرفت بمقابلتك حضرة العمدة..

ضحك كامل بتكلف: ماذا تقصدين؟ نحن نعرف بعضنا سابقاً أم إنك لم تتعرفي علي؟
نظر لي بشار بتساؤل عن ماذا يقول فيبتسم كامل جانباً: ألم تكن تعرف اننا كنا في مدرسة واحدة.. حتي كنا في فصل واحد.. أليس صحيح سيدة حبيبة؟

ابتلعت حلقي بتوتر متهربه ولم اجبه بينما حدقت بعزت.. لاحظت كدمة أسفل ياقة قميصه الزيتي المرتب.. ليقول كامل ملطف: ماذا بك عزت نحن هنا من اجلك.. من أجل حبك الشديد لسارة أليس صحيح؟!
رفع رأسه بتشتت: ا.. آه..

ابتسم جانباً و بطرف عينه رمق عزت بشفقة و استهزاء ثم ينظر لبشار قائلاً: سمعت من عزت ان سارة ترفض هذا الزواج.. هل هذا صحيح سيد بشار؟!
ليقول جملته الأخيرة بثقل و ترهيب..

ابتلع بشار حلقه ناظراً للارض: اعتذر.. اعتذر حقاً منك سيد كامل لكن هذه رغبة س...
ليضحك كامل بستهزاء: ماذا تقول أنت نحن اتفقنا علي كل شىء بشار.. أم إنك نسيت الوصولات التي معي؟! هل تريد فقدان مزرعتك العزيزة؟!
قبض قلب بشار ويقول بسرعة منحني برأسه: اعتذر اعتذر منك حقاً.. من فضلك لا....

ليقول واقفاً بصرامة مقاطعه: إذا لم يتزوج الأطفال خلال شهر و اقنعت ابنتك المدللة لن تري لمحة صغيرة من مزرعتك أو بيتك أو شىء من املاكك.. هل فهمتم كلامي جميعاً؟!

نظرت الجميع للارض بخوف و توتر منه.. لكن ترفع زينب رأسها ناحية الباب لتجد.. سارة واقفة بصدمة علي ملامحها: سارة!!

صديقاً للمرة الأولي Where stories live. Discover now