الفصل الثالث عشر: شرط جديد موقف جديد

6 1 0
                                    

-« اغتسلت و غيرت ملابسي من أعمال الزراعة من الصباح.. تنهدت و جلست اجفف شعري بالمنشفة علي الفراش.. و لأن بعد قليل موعد غداء أبي.. قررت الجلوس في الغرفة قليلاً ثم الذهاب لجدتي لأني اشتقت لها..

ذهبت نحو الباب و اغلقته ثم ذهبت و فتحت الراديو علي قناة اغاني أو شعر.. أخذت اسكتش الرسم و اقلامي و استلقيت علي الفراش مستمتعة بالحظة.. محاولة مني نسيان ما حصل صباحاً..

أبي كان يتجاهلني.. وأنا اتجاهل زينب.. و أخذتنا هذه الدائرة طوال الوقت منذ الصباح للآن..

شعرت بالخنقة ففتحت النافذة لانظر قليلاً للطلة الطبيعية و الهواء النقي المنعش و صوت الزرع و صوت الاحصنة.. أنه الشيء الوحيد الذي يهون علي العيش هنا.. فقط في هذه اللحظة انسي كل شىء و اركز علي هذه التفاصيل الصغير الدافئة..

كنت ارسم مستمتعة بخيالي و اقلامي.. انتهيت من الرسمة.. شعرت بسعادة كبيرة و الإنجاز.. لذلك قررت تعليق الرسمة مع الآخرين فوق المكتب..

و فعلاً علقتها.. ابتسمت و زفرت براحة.. انظر للوحاتي بفخر و سعادة.. ذهبت للجلوس علي الفراش مجدداً وأنا أنظر للوحات ثم نمت علي ظهري بسعادة و بتفكير وأنا أنظر للسقف الأبيض الفارغ.. وكأن هذه اللحظة نقية و فارغة من أي نقاط سوداء..

تنهدت بعد فترة متذكرة ما حدث بالأمس.. عزت و تقدمه للخطبة الغير مرغوب فيها.. مساعدة أمي.. و تناولي للعشاء معها..

تنهدت بتفكير.. انها لم تستطع تناول طعامها براحة.. بسبب كثر التوابل.. لكن الغريب انها تعشق الشطة لكنها وضعت منها القليل فقط هذه المرة و ايضاً لم تستطع تناول طبقها بسببها..

عدت للجلوس مجدداً.. أنها حتي اصبحت تنام كثيراً أكثر من العادة.. أنها الثالثة و النصف عصراً لكنها ماتزال نائمة من امس..

استقمت واقفة مقررة الذهاب لغرفتها للاطمئنان من بعيد فقط..»

-« كانت غرفتها مفتوحة فدخلت بعد ان طرقت الباب حتي تستيقظ.. لكن لم تستيقظ أو تحركت حتي.. استغربت فدخلت أكثر.. نظرت بجانبي بسبب كومت الشعر الملقاه بسلة القمامة الصغيرة بالغرفة.. كما ان هناك آثار دماء علي مناديل..

عقدة حاجبيي من هذا المنظر.. ذهبت و وضعت يدي علي كتفها: أمي..

حركتها قليلاً: أمي لقد اقتربنا علي المغرب..
تحركت قليلاً منزعجة: ماذا؟
ابعدت يدي قائلة: اقتربنا علي المغرب.. هل انتي بخير؟! أنتي نائمة منذ امس!

استقامت جالسة و أخذت زجاجة الماء من جانبها.. شربت و وضعتها مجدداً: هل تناولتوا الطعام؟
تنهدت مؤشرة علي الباب: لابد انهم يأكلون بالاسفل..
فنظرت لي بتساؤل: و أنتي؟! ألن تأكلي؟

صديقاً للمرة الأولي Where stories live. Discover now