الفصل الثاني: حاول إزالت الصمت

21 3 0
                                    

- « اخذت تمشي ببطء.. غير متحمسة.. و يبدو أنه اصابها توعك فى المعدة من التوتر..

كادت ان تقترب للمنزل.. لكن لمحت يونس واقف على نافذة غرفة الضيوف.. أنه يحدق فى السماء..

فرفعت نظري ايضاً.. كانت السماء صافية و ممزوجة باللون الابرتقالي و الأزرق السماوي.. فأنزلت نظري ليونس مجدداً.. وجدته يحدق في..

كدت ارفع يدي لاسلم عليه من بعيد من توتري.. لكن ذلك المزعج أغلق الستائر فى وجهي..

وقفت مصدومة: ما هذا التصرف؟!

دخلت المنزل بعقدة صغيرة بين حاجبي: مساء الخير جدتي..
لكن وجدت من يرفع رأسه من خلف الاريكة.. كانت السيدة هاجر تتناول حبات التمر بينما تشاهد التلفاز..
قالت واقفة: مرحباً بكي سارة.. سمعت من أمي إنك تتناولي الغداء معها تقريباً كل يوم..

ابتسمت بأحراج ليس وكأني ليس لدي منزل.. فقلت ملطفة: أحب قضاء الوقت مع جدتي.. انها لطيفة و دافئة..
ابتسمت هاجر بحماس: امم معك حق.. انها كنز فى حياتي.. و ذهبت لتنادي والدتها من المطبخ..

لكن لما شعرت بالوحدة.. أمي.. انها في القاهرة الآن..

: لابد انها منشغلة.. لم اسمع انها اتصلت منذ أيام.. لاتنهد بحزن.»

-« كان الطعام لم ينتهي بعد.. لذلك جلست مع هاجر فى المطبخ أحيانا مع الجدة.. و أحيانا اخري نشاهد التلفاز على الاريكة فى الصالة.. و أحيانا تتركني هاجر لتطمئن على يونس.. و كأنه طفل فى السابعة من عمره.. ما كل هذا الاهتمام؟!

و إذا بسماعي لصوت تكسير زجاج و صوتاً عالي ليونس و والدته.. و بعد ثواني ينزل يونس من الطابق العلوي معه حقيبة بلاستيكية فى يده.. و خرج من المنزل..

وقفت منتظرة نزول هاجر ايضاً لكن لم تنزل..
صعدت لغرفة الضيوف.. التي اصبحت غرفة يونس..

كان الباب مفتوحاً.. طرقت على الباب: سيدة هاجر.. انتي بخير؟
لتلتفت لي.. كانت تبكي.. لكني لاحظت التمر المنتشر علي الأرض بعشوائية بينه قطع كوب القهوة المكسور.. و إطار صورته كان يبدو بها انيق و سعيد عن الآن..كان مع والده بينهم حصان صغير..

توترت كثيراً: هل انتي بخير؟! هل اتركك قليلاً؟
لتمسح دموعها قائلة: لا أبداً.. تعالي سارة..

دخلت لعندها لكني حملت الصورة و الإطار المكسور و اضعهم علي الدرج أسفل النافذة..

و جلست بجانبها على الفراش.. وجدتها تنظر لخارج النافذة.. كان يونس يحاول الحفر ليزرع فرع صغير معه.. حاولت كتم الضحكة.. لأنه يفسد التربة هكذا لن تساعده..

صديقاً للمرة الأولي Where stories live. Discover now