الفصل الثامن: بالغ دافء القلب

18 1 0
                                    

-« تحرك عينيها بنزعاج و تتقلب متعرقة.. تري نفسها وهي صغيرة تجري تحتضن والدها السعيدة بزيارتها.. و حملها محتضنها لصدره بسعادة غامرة و رماها عالياً تضحك بسعادة.. ليمسكها بأحكام و يقبلها من خدها للتتعلق برقبته مبتسمة.. و تقترب والدتها بحنان تعانق زوجها المفتقده اياه منذ زمن..

لكن..

يتحول شكل السماء المشرق و الوردي إلي ظلام.. يتشاجرون بصوتاً عالي بينما كانت في الاثنان و العشرون من العمر.. يلقون اللوم على بعضهم و هي وسطتهم لا تعلم كيف تهدئهم.. يصرخون فى وجه بعضهم البعض عالياً.. لكن فجأة دون مقدمات والدي ضرب والدتي علي وجهها لتسقط أرضاً..

انفض جسدي و استيقظت مفزعة..

جلست التقط انفاسي و اهدئ نفسي.. وجدت ان الصباح حل.. فقررت الذهاب للعمل في مزرعة ابي..»

-« دخلت المنزل للتو و أخذت امسح عرقي بالمنشفة الصغيرة التي بيدي.. و اخذت أفك الطرحة و اضعها في جيبي مؤقتاً و ذهبت للثلاجة أخذ زجاج ماء.. لاسمع دخول أحد المنزل..

التفت لاجد زينب و تركت الباب مفتوح ورائها.. لتأتي سريعاً و تأخذ زجاجة ماء و بدأت بشربها بالكامل.. تنهدت و جلست على طاولة الطعام و أخذت خمس حبات تمر و بدأت بتناولهم..

: أعطني منهم ايضاً..
التفت لها و لم ارد.. للتنهد هي و تأخذ ثلاث حبات و تجلس امامي.. لكن بسبب ذلك تذكرت امس.. فوقفت و كنت سأذهب للاعلي لكن اوقفني سؤالها: الن تأكلي الغداء معنا؟؟

تنهدت و التفت لها: بالطبع.. لا.
بعد ان فرحت ازالت ابتسامتها: لما؟!
: سأذهب لجدتي اليوم..

: لن تذهبي لأي مكان..
ليرن صراخ أبي المنزل بأكمله.. ألتفتنا له: سأذهب أبي.. أريد الذهاب.
ليصر بغضب: لا.. لن تخرجي من المنزل..

: أبي.
قلت غاضبة.. لاجده يقول: أنتي.. و أشر علي و أكمل: ستتزوجين " عزت ".

: ماذا؟! ماذا قلت؟!
قلتها ببلاهة أمله ان اكون ما سمعته خطأ.. لكنه يأكد: أنتي ستتزوجين "عزت كامل".. انتهي القرار بهذا الموضوع.
حدقت به: و أنا.. ألن تشاركني بهذا القرار؟! أليس هذا القرار يخصني!!

تحدثت كالمجنونة.. ليس وكأن هذا ليس من حقي.. ليقول: لا لا يخصك ولن أخذ برأيك.. و إذا قراري لم يعجبك.. غادري منزلي..
نظفت حلقي بصدمة: ماذا؟!
: إذا خرجتي من المنزل لن تعودي ابنتي..

لاقول بختناق و عيني تدمع مما اسمعه و أراه: بهذه البساطة..
: آه بهذه البساطة.. انتي لم تهتمين يوماً بشكلي أمام الناس الذين أتوا من أجلك لذلك لن أهتم لرأيك و ستسلمي لرأي و تتزوجيه..
لاقول بختناق: وأنت ألم تتجاهل اخباري بأمر زيارتهم؟! ألم تتجاهل كلامي في ان ترفض كل من يتقدم لي؟! أم هذه المرة وافقت لأنه يشبهك..

صديقاً للمرة الأولي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن