" هَل أنتَ بشر حتى ؟ لقد انقذتك وحصلت على هذه بسببكَ وَ أنتَ لم تأتي لرؤيتي حتى وحين أتيت أنا تطرُدني ؟" كان يؤشير على معدتهُ مُتحدثَ بملامحَ مُنزعجة للذي رمش عدة مرات بعدم تصديق
"هل تستغبي الأن ام انك دائماً بهذا الغباء ؟" وَ جونغكُوك نظر لهُ بحدةً مُقترباً منهُ مُتكئ بيدهُ على حائط السرير مُحاصراً الأصغر وَ كأنهُ سيهرب

تايهِيونغ تلاشت أنفاسهُ وَ اغمض عيناهُ سريعاً واضعاً كلا كفيهُ فوق صدر الأكبر يدفعهُ عنهُ بقوة ثُم يفتح عيناهُ ليجد الأخر ابعد ذراعهُ من حائط السرير وَ تكتف فوق صدرهُ بمعالمَ هادئة "أشعُر بالملل ، حدثني عن حياتكَ" ليس وَ كأن جونغكُوك لا يعرُف حياتهُ هو حتى كان جُزء منها

"وما المُمتع بالتحدُث عن حياتي ؟" سخَر الأصغر مُتكزِ بظهرهُ على مؤخرة السرير يغمُض عيونهُ لينسابَ شريط حياتهُ بفُكرهِ ، تبدو ذكرياتهُ مؤلمة تمُزق داخِلهُ وَ تذِبح رقبتهُ لكنهُ صامِداً لا يبدو عليه التأثر بما يتذكرهُ بُبطئ " أشعُر بالنُعاس لكن لا استطيع النومَ ، لذا تحدثَ سـ يُساعِدني هذا على النومَ" تحدث وهو يعتلي السرير لينامَ بجانب الذي فتح عيونهُ بشكلاً خفيف يلقي عليه نظرة بطرف عينهُ

"هَل أنتَ بحاجة لقُصة لكي تنامَ ؟" سخر الفتى يحتضُن يداهُ فوق صدرهُ يعود يغمُض عيونهُ بينما الأكبر سحب الغطاء على جسدهُ ينام على جانبهُ ليستطيع رؤية تايهِيونغ جيداً وَ تأمُلهُ أكثر فـ الاخر لا يستطيع رؤيتهُ ولا رؤية عيناهُ التي تذوب وهي تنظُر لهُ لا يقدر على الشعور بخافق الشيطانَ ينبُض معهُ ، مع كُل نفس يأخُذهُ ينبُض فؤادهُ

سادَ صمتاً غريباً
كان سلاماً بطريقة ما لكلاهُما ، جونغكُوك يجد الهدوء بملامحَ غسقهُ ، وَ تايهِيونغ سعيدً بهذا الهدوء الذي اصابهُ فجأة ، رُغم ان ذكريات ماضيهُ لا تُفارقهِ لكنها لا تُقارن بالذي يعيشهُ الان فـ تبدو أهدأ من واقعهُ الحالي ..

"أنَا .. أنَا لا أملُكَ أحداً" لا يعلم كيف بدأت مشاعرهُ تخرُج من فمهُ بلـ ذكرياتهُ هربتَ من حُنجرتهُ تبدأ بترتيب أحرفَ لمَ يعي كيف خرجتَ "كبرتَ بمكانً لم يكُن منزلي حتىٰ" كان يقول جُملة وَ يصمت يأخُذ أنفاسهُ الهارِبة لرأتيهُ أسفل انظار جونغكُوك الذي كان يستمعَ وَ هو يغرق معهُ بأحرفهُ

"لمَ يكُن هُناك أحداً يتلهَف شوقاً لما سأنطُق بهُ لأول مرة في حياتي ، وَ لم يكُن هُناكَ احداً يُساعدني على خطوتي الأولى فـ كُنت اتعثر كثيراً بمُفردي إلى أن أستقمتَ جيداً" لم تكُن كلماتهُ جيداً للذي بجانبهُ وَ الذي يعلم هذه القُصة المؤذية فعلاً ، حدثهُ تايهِيونغ عنها مُنذ زمنً ، كان أول من يتحدث معهُ وَ اول من يستمع لهُ بكُل ذاكَ الحُب

وَلِدَ تايهِيونغ مِن دون أبوينَ ، تمَ وضعهُ امامَ مِيتماً وَ نشأ بهُ ، لم يجد الحُب ، الحنان الكافي الذي يحتاجهُ كُل طفل ، كان وحيداً دائماً لا يقترب من احداً ولا احدً يقترب منهُ ، فـ ظن دائماً أنهُ يجبَ ان يكون بمُفردهُ

𝟑:𝟑𝟑 ||ᵛᵏᵒᵒᵏWhere stories live. Discover now