" مواجهة شيطان " ١٦

66 8 0
                                    

أصبحتُ يابن آدم كما شئتَ .. سخرتني لك سواء قبلتُ أم أبيتُ ، كُنتُ كالطفل بالله ألتمس الهُدى : وأهتديتُ .. تائب عابد أمر بالمعروف وعصيتُ ، لعينيكي أقسمتُ بالآمان ووعَدْتُ .. وبجميع الوعودِ نقدتُ ، نحو القِبلة ذهبتُ .. أترجاه ليُرشدني وعُدتُ

- يعني مش هتدي لقلبك فرصة يسامح فيها قلبي .. هتعاقبيني بفراقك يا حُور

قالها قبل أن يخرجوا مِن المطار لإنه يعلم أن بخروجهم هدم علاقتهم .. حاول إستمالة قلبها لعلها تنصت له وقلبها يرق ويرأف بالمسكين الذي يهدر خوفًا مِن فُراقها ولكنها كانت كمن ذُبح باليد التي قبلتها وكانت تعتقد أنها تحمل السلاح لحمايتها ولكنها أول مَن طاله الجَرح ، صدت أذنيها عن كلامهِ ولمعة عيناه التي تترجاها كي تعطيله فرصة

وردت عليه بجمود وهى تبعد عيناها عنه :

_ كُل إللي بينا أو إللي كُنت فاكراه بينا خلص ، مفتكرش هعرف أقدملك إللي عرفتني عشانه ..

قطع كلامها وهو يقول بإنفعال صادق ونبرة عالية رغمًا عنه :

- أنتِ ما صدقتي إن حاحة تحصل عشان تلغي كُل إللي بينا .. محيتي الشهور وحُبي ليكي إللي كُنت بثبته في كُل موقف ، لو كُنت عاوز كده يا حُور كُنت مِن أول مرة حسيت فيها إنك خلاص أطمنتيلي كُنت بدأت خطتي بقى زي ما بتقولي وكُنت جيبتك وبمزاجك آه بمزاجك وكيفك كمان .. بس خلاص أحنا ندوس على آدم وحبه عشان غلطة حصلت غصب عنه

وتهدج صوته وهو يُكمل :

- أقسم بالله غصب عني ، حتى تفكيري فيكي عمري ما وجهته إنه يبقى غلط عشان مش يوم ما اتعاقب يبقى اتعاقب في أكتر حاجة حبيتها أو أصلًا الحاجة الوحيدة إللي حبيتها ..

أنخفض صوته في أخر كلامه ودمعة فرت مِن عينه فوقف "عوف" بجانبه وربط عليه بحزنٍ على الحال الذي وصل إليه رفيقه و "عُمران" يقف بخزي يلوم نفسه و"سلمى" تكتم شهقاتها ..

مسح "آدم" عيونه وتنهد وهو يقول لها بهدوء بعدما إستعاد أنفاسه :

- ربنا يعلم أنا عملت إيه عشان تبقي نصيبي .. أنا مش مكتوبلي الجنة وافتكرت إن ربنا منّ عليا بحور عين مِن عنده كعلامة إنه رؤوف بيا .. بس دلوقتي إتأكدت إني مغضوب عليا في كُل وقت ومهما عملت أخري معروف

وعى لنفسه بعدما لكزه "عوف" وتنبه أنه يقول شئ يبدو مريب وغير طبيعي فتدارك نفسه سريعًا وحول مسار الحديث :

- أنا أسف يا حُور .. بقولهالك بجد وبكُل ندم ، وبردو أنا بحبك أكتر مِن نفسي .. بقولهالك بكل الصدق إللي في الدُنيا ، لو ليا فرصة معاكي أتمنى تبقى قريبة عشان أنا خلاص وقتي قرب ..

نهى كلامه وتحرك بعيدًا عنهم وركب أول سيارة قابلها ورحل ولكن هناك مَن شغل باله بكلامهِ وعزم على معرفة قصده

العيب في بَنِي آدم | مُحاولة سيطرة | Where stories live. Discover now