دموع التماسيح

2 0 0
                                    


ما ان وصل بسيارته الي باب المستشفى... حتي نزل يحمل ادهم بين يديه والدماء تسيل كالمطر بدون توقف ... كان يهرول وهو يصيح بأفراد الأطقم الطبية ان تأتي سريعا لنجدة ادهم .... كان الأمر في غاية الغرابة بالنسبة للجميع ... حتي انه للحظات تجمد الوقت والكل ينظر لادهم الذي يشبه الأموات ومع تلك الدماء ... ولكن لم تطل تلك التساؤلات كثيرا ... اندفع الجميع يحملوا ادهم ويقومون بنقله وهم يقدمون الإسعافات الأولية ... وآخر يسأل سليم عن ما حدث ليستطيع التصرف ... فما ان أخبره عن انه تلقي الكثير من الرصاص وأنه نزف الكثير من الدماء ... حتي أمرهم بنقله الي غرفة العمليات سريعا لإجراء جراحة عاجلة ... ورفض سليم ان يتركه وان يبقي بالخارج ... بل دخل معهم غرفة العمليات وهو يحمل سلاحه ويخبرهم ان مات تموتون انتم أيضا .... كان هذا أكثر من كافي ليندفع الجميع لإنقاذ حياة ادهم ... وإنقاذ أرواحهم أيضا من سليم الذي أصبح مجنون بحق .... وبالخارج كان رجاله يقفون أمام الغرفة وكل منهم يحمل سلاحه في استعداد لأي هجوم اخر ... وآخرين ينقلون رقية الفاقدة للوعي لأحدى الغرف واحد الأطباء يقوم بفحصها ... بقي أطفال ادهم بالسيارات بالخارج .... ومعهم باقي رجال سليم يقومون بتأمين المستشفى من الخارج .... بانتظار باقي الرجال القادمين للدعم لمواجهة اي اعتداء اخر علي ادهم بداخل المستشفى ... كان المستشفى تحولت إلي ساحة من الحرب وشيكة الحدوث ....

*****

كان يسرع بها الي مستشفي العائلة بعد ان تركهم قاسم وتحرك الي بيت أمير ... كان يحمل معه أيضا جثة صديقه احمد ولم يتركه ... كان يجري أيضا الكثير من المكالمات ليأتي إليه بعض الرجال الي مكان تواجده وان يستعد الجميع لأي مواجهة تحدث .... ولكن ما أثار حيرته هي تلك السيارة خلفهم التي تتبعهم طوال الطريق ... ظل يراقب عن طريق مرآة السيارة الامامية و الجانبية .... ولقد لاحظت نادية وهي تسأله .... لما تنظر كثيرا للخلف ... فاجبها وعينه لم تتحرك من عن المرآة .... هناك من يتبعنا منذ خروجنا من الفيلا ... نظرت للخلف ... لتري سيارة سليمان من تتبعهم... فهتفت فرحة ... انه سيارة سليمان انه بخير ويبدو أنه قد آتي مثل قاسم لنجدتي ... فكر علاء قليلا  وهو يري ان هناك شي ليس علي ما يرام ... اذا كان بخير فلما لم يجيب علي قاسم ... هل فقد هاتفه ... ام انه ليس سليمان من يقود السيارة ... وعند تلك النقطة توقف عن التفكير ... وطلب منها ان تربط حزام امانها ... وهو يسرع بسيارته أكثر ويخبرها ... ان كان سليمان فلما لم يجيب علي قاسم او يحاول ان يقترب منا ... سنري حينما نصل الي المستشفي ... أخرجت هاتفها وهي تتصل علي سليمان ... ولكن لم يجيب ... فطلبت قاسم ... وما ان اجابها قالت .... سيارة سليمان تتبعنا منذ خروجنا من البيت ... أتاها صوت قاسم صارم ان لا تتوقف هو الان  بمنزل أمير  وأنه مات ... وقد وصل رجاله لمنزل يوسف ولكنه لم يعود من الأمس الي البيت ... وان سليمان أيضا قد قتل فمن يتبعهم الان يريد قتلهم ... وأمرها ان تعطي لعلاء.الهاتف ... ووسط دموعها عن معرفة موت اثنين آخرين من العائلة واختفاء الثالث أشارت لعلاء ان يمسك الهاتف دون ان تتكلم ... فما ان أمسك الهاتف حتي بدا إطلاق النار من الخلف ليسقط الهاتف من يده .... وبدات صرخات نادية بلا توقف ....

********

انعقد حاجب قاسم بعد سماع إطلاق النار وصراخ نادية وانقطاع الخط  .... ماذا حدث ... أكان مخطئا بأن يتركها مع علاء فقط ... ام انه كافي لحمايتها .... ولكن ماذا ان قتل ... بلا شك ستكون نهايتها .... اي غباء هذا وضرب بيده الجدار من جانبه وكانت نغم قد وصلت إليه لتكون بجانبه وهي تسأله ... ماذا حدث ... فنظر إليها غاضب وهو يقول ... كان يجيب ان ابقي بجوارها وان أخذها معي ... لقد انقطع الخط بعد صوت إطلاق نار و صراخها .... نظرت إليه مفكرة قليلا ثم قالت ... اين هم الان ... أجاب ... بالطريق الي مستشفي العائلة .... فاجابته ان يطمئن فرجالها أيضا بنفس الطريق ... دعني اتصل بهم .... فرفعت هاتفها وهي تتصل برقم وما ان اجابها حتي قالت بلهجة قوية  ... صالح ... في نفس طريقك اخت قاسم ... معاها ابن عائلة المغازي... ووراها حد عايز يخلص منها ... الاتنين يوصلوا سالمين للمستشفي ... فسمعته يسألها عن شي فنظرت لقاسم وهي تسأله ... متي تحركوا من الفيلا  ... نظر قاسم لساعته وهو يجيب ما يقارب 50 دقيقة الان ... فابتسمت قليلا وتطمئن قلبه قبل ان تتبدل الابتسامة وهي تكمل هاتفها وتقول ... يفصل بينكم 3 دقائق أنهم خلفك فلتعود إليهم لحمايتهم ... واحضرهم الي المستشفى ... سأذهب انا ايضا الي هناك ....

لكن 3 دقائق كانت اكثر من كافية لموت أحدهم اليوم ....

*******

كان يمسك بمقود السيارة في محاولة للسيطرة عليها بعد أن انفجر إطارها بعد إطلاق النار ... كان الأمر أشبه بالمستحيل مع تلك السرعه فقد انحرفت السيارة يمينا ويسارا بجنون وقد فقدت توازنها ثم مالت علي جانبها وانقلبت راسا علي عقب عدة مرات الي ان توقفت علي جانب الطريق وقد كان من المستحيل ان ينجو اي شخص بداخلها بعد ما حدث .... وتوقفت سيارة سليمان ونزل منها عمر وهو يبتسم بظفر ويحمل سلاحه ويقول ... اذا فقد نجوتي من الموت يا نادية بفضل ذلك.الفتي ... وايضا قاسم و هوايدا ... وادهم أيضا ولكن سيتولي عزت مهمة القضاء عليه بعد نجاته بمنزله ولكن لن يهرب من قدره بالمستشفي ...
والآن لننهي وجودك للابد ... ورفع سلاحه تجاه السيارة وصوب الي خزان وقودها ... وانطلقت الرصاصات وأصابت هدفها .....

*********

كان اول الواصلين الي المستشفى وهو يدعي الحزن و اللهفة والاطمئنان علي ابن أخيه ادهم وعلي الفور تبعه رجال سليم وهم يرشدونه  لغرفة العمليات ....والتي ما زال ادهم بداخلها يجرون له تلك الجراحه العاجلة لإخراج الرصاصات من جسده  وإنقاذ حياته ... حتي عندما لم يتوفر دماء لتعويض دم ادهم لندرة فصيلة دمه ... كان الحظ يقف  معهم  بأن سليم يحمل نفس الفصيلة ... وقد أشار إلي جسده ان يأخذوا ما يريدون ولكن ليبقي ادهم حيا .... وعلي الفور احضرو سرير إضافي لينام عليه سليم بجوار ادهم ويتم سحب الدماء منه لادهم بنفس الوقت .... حينها كان عزت قد وصل الي غرفة العمليات .... وقد لمعت فكرة برأسه لتنفيذها ليتخلص من ادهم بدون إثارة الشكوك حوله  ...... فطلب ان يقف رجال الحراسة أمام الغرفة وتحرك هو الي الدور الأرضي .... كان يريد أن يصل الي لوحة الكهرباء ليقطع التيار الكهربائي عن المستشفى بأكملها ... ولكن كيف يقوم بفعلها دون ان يلاحظ أحد فتوجه الي غرفة الامن والكاميرات وطلب إيقافها  بحجة ان الشرطة لا يجب أن تعلم شيئا وعلي الفور نفذ أفراد الأمن طلبه ... وخرج وهو يبتسم بدهاء فالآن يمكنه القضاء علي ادهم وتوجه الي غرفة التحكم بالكهرباء ... واخرج سلاحه وأطلق النار عليها وهو يضحك وقد أظلم كل شئ ... وايضا توقف كل شئ عن العمل .... حتي قلب ادهم توقف .....

الوريث ( آل قاسم)Where stories live. Discover now