الوداع الاخير

6 0 0
                                    

ان كنت مكاني ستعجز عن الكثير وانت تكتب باقي أحداث تلك الرواية .... ستعجز عن تفسير كل شئ بالمنطق لكي يقتنع كل من يقرأ بكلماتك ... ستعجز حتي عن المحافظة علي أرواح ابطال قصتك ... ستري كل شئ يؤدي الي موتهم جميعا أو أغلب العائلة ... سوف تري ان اللغز حتي من البداية عن الوريث بسيط للغاية فقط تلاعب رمزي بالكلمات ... حتي يجعل الجميع يفكر ليقتنع من الوريث ... وايضا ليعرف الوريث انه يستحق ... وانه ليس بكبر العمر او العقل فقط ... وإنما بالقوة أيضا ... فالوريث يجب أن يكون قوي الشخصية  ... قوي في ردود فعله ... يستطيع مواجهة اي شي بلا استثناء ... وايضا ان لا يترك العواطف تتدخل بقرار العمل أو السيطرة .... كل هذا ينطبق فقط علي فرد واحد وهو ما اكتشفه ادهم أولا ... فاللغز يكمن فقط في شي يبدو عادي بسيط بدون معني ولكنه ليس كذلك .... العائلة ليست سوي كلمة ... والكلمة هي انا  ..... ان فكرت بالامر بصورة مختلفة ستري ان اسم العائلة هو آل قاسم ... وأضاف رمزي ان الكلمة هي انا.... معني هذا ان الوريث هو من اسمه علي اسم العائلة .... اي انه قاسم بلا شك ... فقط الأمر كان عبارة عن لغز لهدف ما .... ولكن ما سبب هذا ... كان أكثر ما يقلق ادهم حينها ويتمني ان يكون علي خطأ ان يكون مقصد كلمة انتم ختامها شي اخر ..... فمعني هذا ان الإخوة سيتقاتلون فيما بينهم وقد علم بهذا رمزي قبل موته لهذا لما ينصب قاسم الوريث أمام الجميع ... وإنما فضل ان يكون الأمر عبارة عن لغز حتي يستحق الوريث أن يكون الوريث ويقتنع به الباقين ... لهذا قال من يفكر أولا سيصل .... وهنا ادهم قرر ان يكون سند قاسم أمام الجميع ... فقبل كل شي هو الوريث من اختاره والده وهو يثق بقرار والده وان كان في الأمر بعض الالغاز الغير مفهومة ....  لهذا ارسل رسالة الاجتماع للجميع حتي يعلن عن الوريث ويقف بصفه أمام الجميع .... ولكن تلك الليلة كانت الجحيم الذي فتح أبوابه علي عائلة قاسم بأكملها ... فكان هناك من بالظل يدبر المكيدة للجميع وقرر تصفية الجميع بلا استثناء ... وها قد توفي أغلب أبناء العائلة ... سليمان ... يوسف ... أمير ... وتبقي فقط هوايدا بعد تضحية ابنها الوحيد  ... قاسم بعد إظهار قوته وقتله لكل من حاول قتله .... وايضا ادهم ولكن ادهم كان في موقف لا يحسد عليه هذه المرة فهو بمنزله ورغم عدد الحراسة الخاصة به وقوتهم وتدريباتهم علي الحراسة والتأمين ... الا ان ما لم يكن بالحسبان ان الخيانة من الداخل وليست من الخارج فقط ....

*****

الحلقة اليوم ولأول مرة بعنوان ... مش هكدب عليكم فكرت كتير في عنوان يليق بالأحداث الجاية ملقتش غير الاسم دة

                             (   الوداع الأخير )

المرة دي بس افصل عن الواقع شوية وسيب كل  أل في ايدك واطفي النور ... ونصيحة بلاش اغاني لأنك هتكره الاغنيه بعد حلقة النهاردة  لأنك كل ما هتسمعها هتفتكر الوداع الأخير  ....

********

كان يحملها الي غرفة النوم وهو يبتسم وهو ينظر الي ملامحها الجميلة التي طالما أحبها ... ولكن بتلك الأثناء كانت هناك حركة من خارج البيت وبعض الرجال يتحركون وينتظرون الاشارة للاقتحام... وايضا بأن أفراد حراسة البيت كلهم داخل تلك الغيبوبة بعد وضع المنوم لهم جميعا بالطعام الأخير لهم  .... كانت رقية تبتسم بدلال وهي بين يدي ادهم ... ذلك الشخص الذي أحبته من كل قلبها ... كانت تسبح دائما داخل عينيه الجميلة ... تري كم يحبها !؟  ...كيف ستقوم هي باسعاده ... كيف ستعوضه عن كثير فعله لأجلها ... كان زواجهم وانجابها له طفلين بمثابة حلم جميل ... تمنت ان يدوم الي الأبد ... ولكن طالما انت فرد من عائلة قاسم فعليك دائما ان تستعد للاسوء دائما .. فكم من مرة كانوا علي وشك الموت أو فقد أحبتهم  بسبب الخلاف مع احدي العائلات .... والتي قامت بمحاولة اختطاف ابن ادهم انتقام من عائلة قاسم .... وراح يومها الكثير من الضحايا ... وانتهي الأمر بتصفية تلك العائلة بأكملها علي يد ادهم وحده فهو مثل الاسد ان أردت اللعب معه عليك ان تستعد لغضبه و زائيره الغاضب الذي يقضي علي كل شئ   .... كانت تتمني من داخلها ان تذهب هي وادهم بعيد عن كل هذا ... ان يترك كل شئ خلفه من أعمال العائلة ويبدأ حياته معها بمكان اخر بعيدا لا يصل إليهم أحد ... وايضا حتي يكبر ابنائهم بعيد عن تلك الدماء او وراثة أعمال العائلة ... حتي أنها تحدثت معه ذات مرة بهذا الشأن .. ولكن رد ادهم كان قاطع بالرفض فهو لا يستطيع ترك كل هذا خلفه ... ولا يستطيع ان يترك العائلة وهو من يعلم الكثير عنها وعن أعمالها ويحمل العبء الأكبر بين الجميع .... قاطع شرودها وذكرياتها صوت ادهم وهو يسألها ... بما تفكرين يا حبيبتي ... فنظرت الي عينه مباشرة وهي تقول ... اخاف عليك وعلي أبنائنا مما هو قادم ... فتوقف ادهم عن الحركة ونظر الي عينيها ليقراء ما بداخلها  وتغيرت ملامحه للجدية ويقول .... اتعتقدين ان هناك ما سيصيب أحد طالما انا حي ... فأجابت وهي تبعد عينيها عنه وتقول ... لا اقصد هذا ولكن لست مطمئنة وانت تعلم هذا منذ محاولة اختطاف ابننا سليمان .... قاطع كلامها وهو يعلم باقي حديثها ويقول ... واين أصبح من حاول الاقتراب من عائلتي ... كلهم الان أموات بلا استثناء لأحد وهذا مصير كل من يقترب  ... وضعها أرضا لتقف وهو يمسكها من كتفها وينظر لعينيها وقد اتسعت وهو يقول ... لن يمسك أو يمس أبنائي شئ طالما انا حي ارزق ... واخرج سلاحه من خلفه ليكمل ... سيكون علي جثتي أن يمسك شئ ... فبكت وهي تحتضنه وتقول ... ولما كل هذا ... لما لا نعيش سويا بعيدا عن كل هذا ... لما كل يوم أعيش برعب فقدك او فقد احد من أبنائنا ... لما كل يوم أبكي وانت نائم خوفا ان لا أراك مجددا او ترحل عني وأظل مستيقظة بجانبك لتمتلئ عيني من كل شئ بك كأنها ستكون الأخيرة  .... لما لا نرحل ونبدأ بمكان اخر بعمل شريف يخلو من كل تلك المصائب والدماء التي تحيط بنا من كل اتجاه ... ارجوك يا ادهم ... فلتفكر مجددا في ترك كل هذا ... سقط سلاح ادهم من يده وهو يحتضنها ويقول ... تعلمين كم هي غالية دموعك علي قلبي ... تعلمين إني أعيش فقط لاري ضحكتك  التي تنير ظلامي ... حسنا أعدك بعد اجتماع غد وإعلان الوريث سنذهب بعيدا ... فقاسم سيكون الوريث للعائلة ولن يحتاج الكثير من العون في ظل وجود الباقين ... تراجعت رقية بفرحة طفل فرح بشدة وهي تسقف بكفيها وتقول بصوت طفولي ... حقا هذا .... فابتسم وهو يقترب منها ويمسح الدموع من خديها ويقول ... حقا يا ملكتي فأنا اريدك انتي فقط ولا أريد غيرك ولك كلمتي بعد الإعلان ساتنازل عن كل شئ لقاسم وسليمان .... فضحكت أكثر وهي تحتضنه وتقول ... كم احبك.... الان فقط أطمئن قلبي ... وانخفضت لتلتقط سلاح ادهم .... ولكن ما ان فعلت حتي عبرت رصاصة فوق راسها لتستقر بجسد ادهم الواقف والذي وضع يده علي صدره بذهول والدماء تندفع من موضع الرصاصة وهو ينظر الي مطلقها... فقد كان حارسه أسامة قائد أفراد الحراسة بالبيت .... كانت الصدمة قوية بل أشبه بصاعقة أصابت رأس ادهم ... وهو ينظر الي رقية  التي تنظر برعب الي  الدماء المتساقطة من صدر ادهم ....ثم ينظر إلي  أسامة  الواقف وهو ممسك سلاحه .... كان الوقت تجمد عند تلك اللحظة داخل عقل ادهم وهو يحاول ان يستوعب ما يحدث ... أكان يقصد قتل رقية ... ام قتلي ... ام قتلنا نحن الاثنين ... ومن أمره بفعل هذا ... كل تلك الأسئلة تدور برأسه بلا أجوبة .... فقط كل ما فعله عقله بأن ارسل اشاراته العصبية لباقي الجسد ان يتحرك ... يتحرك فقط لحماية رقية من الرصاص القادم من أسامة الذي علي وشك الإطلاق مجددا ... وانخفض ادهم وهو يغطي بجسده جسد رقية ... وانطلقت الرصاصات ... كانت عين ادهم تنظر بعين رقية وجسده فوقها في محاولة حمايتها من الرصاص  ... وكانت هي غير مصدقة لما يحدث كانت فقط تري عين ادهم وهي تسبح داخل الكثير من الذكريات بينهم كان شريط يعرض لحياة كاملة خلال ثوان ... الي ان توقف الرصاص المطلق  من سلاح أسامة ... وهنا كان جسد ادهم امتلأ  بالكثير من الثقوب والتي تندفع منها الدماء و التي أغرقت ملابس رقية ...  وفي هدوء لا يتناسب مع ما يحدث أبدا اقترب ادهم من رقية أكثر وهو يقول بصوت خفيض مملوء بالألم مع تلك الابتسامة الباهتة  .... لن يمسك شئ طالما ما انا هنا ... وأمسك بسلاحه ... ووقف ... كمحارب لا يخشي او يهاب الموت او تلك الالم التي يصرخ منها كل جسده ... مثل اسد جسور يدافع عن اغلي ما يملك لآخر نفس ... وأطلق رصاصات سلاحه باتجاه أسامة ... ليستقر بعض منها بجسده ..ليقع علي الارض  غير مصدق اي انسان يكون هذا الذي يقف بعد كل تلك الرصاصات .... والصدمة الأكبر بعد تحرك ادهم نحوه ... وهو يتكلم بغضب .... لما فعلتها ... من أمرك ... أعدك أن ارحمك من عذابي ان أخبرتني  ... تألم أسامة أكثر من وضع قدم ادهم علي صدره والدماء تندفع أكثر من الاثنين بلا توقف ... حتي قال أسامة جملة واحدة من ثلاث كلمات .... وتوقف قلبه بعدها ... ليترك ادهم في صدمة اكبر ... الذي ترنح جسده وسقط علي الارض .... واندفعت رقية تجاهه وهي تصرخ من أهوال ما حدث وما به وتلك الدماء ... لتري ادهم يخرج من جيبه جهاز ويضغط علي بعض الأزرار بيد مرتعشة وهو يقول بصوت متقطع... سيأتي من ينجدك الان ... ثم اقفل البيت كله بنظام أمني محكم لا يسمح لأحد بالدخول او الخروج وفصل طوابق البيت عن بعضها... ليكون أشبه بالسجن لكل من فيه إلي حين وصول الشخص الذي ارسل له ادهم إشارة الاستغاثة .... وراح ادهم في غيبوبة عميقة ... وبجانبه رقية تبكي محاولة إيقاف الدماء بيديها في محاولات يائسة ولا يقف صراخها ......

*********

تحركت مسرعة تجاه هاتفها بعد ذلك الرنين وتلك النغمه التي تعلن عن مكالمة من شخص محدد ... كانت تنتظر تلك المكالمة من أشهر عديدة مضت ... ولكن لم يتصل لو مرة واحدة حتي ظنت بأنه قد أخلف وعده لها .... وان غيابه بعد زواجهما بداعي أعمال العائلة ... لهي مجرد كذبة فقط وأنه تزوجها فقط من أجل إكمال تلك الصفقة  ففي الأخير هي من تلك العائلة المعروفة والابنة الأكبر بها وايضا معروف عنها جمالها وأسلوبها وقوة شخصيتها وان فكرة الزواج لم تكن بحسابتها الا ان ظهر هو واقتحم قلبها وتحركت مشاعرها تجاهه فهو من ذلك النوع الغامض المتمرد الذي لا يلين او يقع بسهولة وايضا لا يهاب شيئا ... أمسكت بهاتفها وهي تجيب وتحاول جاهدة ان لا تبين تلك اللهفة والاشتياق له في صوتها وتقول .... كنت انتظر تلك المكالمة منذ مدة طويلة ... يبدو انك نسيتني تماما .... أتاها الرد علي الجانب الآخر ضاحكا بسخرية ويجيب ... وكيف انساك وانتي زوجتي الان ... غضبت غضب طفولي وهي تقول ... حقا سعيدة لأنك تعلم هذا ... اجابها ... ولكنك كنتي علي وشك ان تكوني  أرملتي بدل من  زوجتي ... يبدو ان هناك من يرغب بموتى ... حتي إني قتلت 10 أشخاص منذ دقائق معدودة .... اختفي صوتها الغاضب وهي تسأل بخوف حقيقي ... أخبرني أأنت بخير ..... من كانوا .... اين انت ... سآتي إليك ومعي اي عدد من الرجال تطلب ... قاسم اااين انت الان .... اجابها بهدوء محاولا ان يطمئنها ... انا بمنزلي اطمئني انا بخير لم أصاب .... وايضا 10 أشخاص ليس بالعدد الكافي للتخلص مني فقط اطمئني .... أخبريني اين انتي آلان ... اجابته بسرعه ولهفة .....بمنزلنا لما افارقه ولو ليلة واحدة أملا بأن تأتي يوم ما لتراني .... فقال .. حسنا استعدي وارتدي ملابسك فسنذهب  بجولة وايضا ستأتي معي لاجتماع غد بالقصر ... فاريد ان يعلم الجميع اني تزوجت منك يا نغم .... نظرت الي هاتفها قليلا غير مصدقة ما تسمع وهي تطلب منه ان يكرر ما قال ... او ان هناك رصاصة قد أخطأت طريقها وأصابت رأسه ولا يشعر ليقول هذا ... ولكنه كان جادا حين قال ... ان ما حدث تدبير أحد أفراد العائلة واريدك معي ... لا تنسي انتي من فضلتها لتكون زوجتي وانا الذي لما يعرف الحب ابدا .... كتمت فرحتها بصعوبة وهي تسأله ....هل احببتني يا قاسم الم يكن زواجنا بسبب تلك الصفقة القديمة  .... أتاها رد قاسم هادئا هو يقول ... وكيف لا وانتي الان زوجتي  نعم احبك .... و يا سليلة عائلة آل محرم سابقا ... وزوجة ابن آل قاسم حاليا ... لن اتزوجك لأجل صفقة ما فقط ... انتي تعلمين إني منذ ان رأيتك وانا لم أبعد نظري عنك ولو مرة ... قد أكون قوي فريد من نوعي ... قد أكون حتي شيطانا بهيئة إنسان ... ولكنك من نبض قلبي لها .... فرحت كثيرا وهي تخبره أنها سوف تستعد وبانتظاره ... واغلقت وجلست تراقب النافذة وابتسامتها الكبيرة لم تفارق شفتيها......

******

الوريث ( آل قاسم)Where stories live. Discover now