مذكرات غريبه

نحن ابناء هذا البلد، البلد الذي يقتل الفقراء بحثًا عن الأمان، البلد الذي يدسٌ خنجر الطائفية بصدورنا، هذا البلد الذي يُصبح تابوتًا كبيرًا كل يوم جمعة، هذا الذي يبتر يديك ويضعك تحت حطام احلامك، هذا البلد الذي يُولد فيه الأطفال من رحم الحرب، هذا الذي يحارب فيه الطفل واضعًا رأس أبيه خوذة.
ذهبت بكتفي المكسور، وفوقه آحمل ذكريآتي معك، جلست على حافة الرصيف الذي كان يجمعنا، جلست حتى جف نهر عيوني، ثم عدت مبللآ وآحمل على كتفي جميع الكلمات التي قتلتها بداخل صدري.وحيدًا اتكأ على عزلتي، وحيدآ لا احد يكترث لأمري ولا حلمًا ينتضرني لأحققه، انا المنزل المسكون بالاشباح والجميع يخافه، انا الوطن المنكوب الذي هاجره ابنائه، انا المقبرة التي احتشد الآموات داخلها، انا ساحة الحرب التي ملئتها جثث الاحلام، اماه عند موتي وسعوا قبري ليحويني انا واحلامي.