مذكرات غريبه

42 34 113
                                    

انا كتبت لك كي أخبرك أن جمالك يجلب الحزن للمدينة التي تسكنين فيها... لهذا عليك أن تتوقفي عن السير هكذا في الشوارع... إن الشوارع تشكوا منك... هي لا تقول شيئاً طبعاً...لكن البيبان كانت تبدو كطفل مفلس يقف أمام متجر الحلوى..تشعر بالخيبة كلما مررتي من أمامها دون أن تطرقيها.. والشوارع التي لا تمشين فيها... كانت حزينة وتتمنى لو أنها جميعاً تقود إلى منزلك... أو لو أن كل المنازل التي تقود إليها هي  منزلك..  ربما كنتِ ستتوقفين لو شعرتي بحزن نوافذ البيوت التي تتمنى لو تطلين منها ..  والجدران التي لا تعبرين بجانبها..كيف كانت تنكمش على نفسها مثل شيخ عجوز..تشعر بإنها منبوذة...  بإن الوجود خذلها... لو رأيتي قطرات المطر التي لا تلمس وجهك وهي تبكي ... والسحب التي تتمنى لو تطاردكِ مثل مرافق شخصي..  لقد ظلمتي المدن التي لستي فيها لأنك لست فيها..الورود ذبلت وهي تخاف من أن ينتبه أحد لك وانتِ تزهرين.. والربيع في هذه البلاد ذهب دون عودة.. حنق..  حين عرف أنك لست فيها...لا تعودي كي لا تحزن الشوارع  وتغلق البيوت أبوابها.. كي لا تذبل الورود ..وتتساقط النوافذ .. لكن أعيدي لنا الربيع .. لماذا أخذتي الربيع .. ماذا ستفعلين به في البلاد التي سافرتي إليها ..  يكفيها  ربيعٌ واحد .. ماذا ستفعل بربيعين عندما تكونين فيها ..  لن تحتاج المدينة التي تسكنيها الورود لأنك ستكونين كل ورودها..لن تحتاج أي شيء وانت أمامها ..  هي فقط ستجلس أمامك وفي كفيها الليل مثل صبيٍ صغير ..ينظران مندهشين إلى ملامحك دون ملل ..

مذكرات غريبه Where stories live. Discover now