ظللنا انا واخى جالسين بجانب محمود..الذى مازال فاقد وعيه..ومستلقى ع سريره مقيد بالحبال لحين عودة الشيخ.. فشعرت بالنوم من فرط التعب ..فأنا لم أهنئ بالنوم منذ بداية هذا الكابوس ..فاخبرت اخى وقال لى انه يوجد غرفة أخرى أستطيع النوم بها لبعض ساعات ..لحين شروق الشمس..ولكننى خوفت انام بمفردى ف الغرفة الأخرى .خصوصاً بعد اللى حصل لمحمود..فقال لى ان استلقى ع الاريكه ف غرفة محمود لأكون معهم ..فوافقت..وطردت الهواجس من زهنى ..لكى ارتاح قليلا ..وبالفعل غفوت قليلا..ولكن للأسف لم أهنئ بالنوم الليلة أيضاً ..لقد ايقظنى صوت محمود الذى آفاق من غيبوبته..ويتحدث مع اخى بصوت اجش وغليظ..وكأنه صوت شخص آخر ..وينطق بكلام سريع وغير مفهوم ..أعتقد أنها لغة مثل السريانيه أو ما شابه.. ظل محمود ع هذا الحال ..تارة يتحدث مع اخى باللغة غير مفهومة..وتارة يتحدث كأنه طبيعى ويبدو عليه المرض والاعياء بعض الشئ ..افزعنى منظر محمود ف تلك الحالة ..وخصوصا عينه .فمنظره لم أشاهد مثله من قبل ف افلام الرعب حتى.. وعيناه أصبحت مخيفة كما وصف لى اخى ..إنها حقا واسعة ..القرانيه أو عدسة العين وسعت عن طبيعتها.. كالقطط مثلا.. انا الحقيقة خفت كثيرا ان اقترب من السرير ..بالرغم من أنه مقيد ولايستطيع الحركة ولكنى ..مازلت أخشاه..لكن فجأة محمود ظل يعافر ويحاول فك قيوده..وأخذ يشد الحبال لكى يحرر يده ..والسرير من شدة الصدمات والجذب كان ع وشك ان ينخلع ..حينها انا ظننت أن السرير هيتكسر ومحمود هيحل ..قيوده ويموتنا جميعا. .ولكن الحمدلله اخى ظل يمنعه ..لحد ماتوقف ..وبدأ يقول الكلام انا اسفه مش هقدر أقوله لأنه كلام محرج..ويقول انه سوف يتزوج بشرية وكلام غريب يقوله. .وكأنه يهلوس لكن بصوت اجش..فقولت لنفسى اننى لن أستطيع النوم بتاتا ..بعد الآن من ذلك المنظر الزى رأيته ستراودنى الكوابيس.. بينما انا أشاهد مايحدث بين اخى ومحمود ..دخل مصطفى عند سمعه للصوت..وقلق بشأن محمود..فإنه لو استمر هكذا بدون أن يأكل شئ سوق يموت..واننا كل مانحاول اطعامه ..يتقيئ ولا يأكل. .فماذا نفعل معه جسده لم يتحمل كل هذا العناء. بدون غذاء.. وأنا أيضاً قالقه بشأن جسده الهزيل الزى لن يتحمل كل هذا كثيرا ..وربما يموت الآن ونحن ليس بامكننا أن نساعده..أو نفعل شئ من أجله..
انا:ياجماعه افعلوا شيء فكروا ف حل صديقكم يموت.
أحمد:معك حق ولكن ماذا سانفعل هنضع الطعام في فمه بالأكره.
مصطفى :يمكننا أن نستغل فرصة انه ليس فاقد الوعى ونحاول اطعامه ..المشكلة انه أثناء وجوده في المستشفى ..الأطباء كانوا يضعون له جلوكوز ومحاليل.. وكانت بتعوضه نسبياً عن الطعام ..أما هنا في المنزل لا يوجد تلك الأشياء ..فيجب أن نحاول اطعامه..
دخل مصطفى المطبخ ..وبعد دقائق أتى ومعه صحن به بعض اللحوم..واقترب من محمود وجلس بجانبه ع السرير..وهو يحدثه ويمد يده له بالطعام ليطعمه ..فيجب فمه..وكانت المفاجأة ..إن محمود عض يد مصطفى ..و نظر إليه نظرة سخرية..وقال له اردها نيئه وليس مطهيه
نظرت في زهول إلى يد مصطفى التى جرحت من أسنان محمود وتنزف..وطلبت من اخى يبحث عن مطهر وضماده. .لكى نوقف النزيف..وبعد أن اسعافنا..نظر مصطفى إلى محمود وقال: ماذا بك يارجل ..ماذا اصابك أصبحت ..كااكلى لحوم البشر ..بالله عليك كفى استسلام ..كفاااك استسلام يامحموود..لا تترك هذا المخلوق..يتسبب بمقتلك ..اجعل إيمانك أقوى منه ..فهو ضعيف ..حاربه. .لاتستسلم له ليقتلك..
وفجئنا حينها بضحكة محمود الغليظة..وهو يسخر من مصطفى ..أو بمعنى أصح أن من يسخر ليس محمود وإنما مؤكد انه تلك المخلوق..من حظ محمود السيئ انه من أقوى ملوك الجان..وبطشه وشره ليس له حدود مع مين يهينه..أو يقوم باستحضاره ولا ينفز أوامره..
نظر مصطفى إليه بعد أن ضحك بسخرية وقال له محادثا هذا المخلوق الذي يسكن جسد محمود.. خسئت اتسخر منى ..قريبا سنسخر نحن منك ..لأنك لن تتحمل قراءة القرآن الكريم.. فإن كيدك ضعيف ..والله سينجينا جميعاً منك ومن بطشك..وسوف تندم ..من تكون الجحيم مصيره لابد أن يندم..
حينها ثار محمود وأخذ يصدم رأسه بالسرير ..وكأنه يريد أن يجرح رأسه ..وهو يقول سااخزكم جميعا معى ..
ركض أخي ووضع وسادة خلف رأس محمود لتمتص الصدمات عن رأسه قليلا لأن هذا اللعين. .يريد أن يقتل محمود ويتغذى ع جسده الهزيل.
جلسنا نحن الثلاثة أمامه نتمنى شروق الشمس سريعا حتى يأتى زلك الشيخ..ويطرد هذا المخلوق من جسد محمود. .ومن حياتنا جميعاً. .
يتبع
