الرشفة السابعة: شعلة

21.7K 1.1K 841
                                    

لملمت براحتي وهج لهيبكِ المحتضر المغوار
فلوّعني قيظه و أذابني كندف الثّلج على النار

💎

🎶𝑷𝒍𝒂𝒚𝒍𝒊𝒔𝒕:
𝑆𝑡𝑒𝑝ℎ𝑒𝑛 𝑆𝑎𝑛𝑐ℎ𝑒𝑧 - 𝑈𝑛𝑡𝑖𝑙 𝐼 𝑓𝑜𝑢𝑛𝑑 𝑦𝑜𝑢

💎

يداه ما تزالان ملطّختين بدفء عروقها...
ارتجف بشدّة و هو يتأمّل الدّماء التي تجمّدت فوق كفّيه و على ملابسه فبدا خيالا لوحش خرج للتوّ من معركة طاحنة مازال لا يدري ان كانت ستكون ظافرة أم... خاسرة!

( كان مقدّرا لي أن أفعلها... أن أنقذها من الموت... أو أموت و أنا أحاول)
و فَعلَتها... لكنّ نجاتها كانت خدعة تأخّر باكتشاف زيفها! تأخّر كثيرا!
ضرب رأسه بقبضته و هو يسترجع حماقته! حماقته و هو يظنّ نفسه قد حقّق إنجاز القرن عندما وضع أمامها طعاما من صنيع يديه! دون أن يدري أن ذلك آخر ما كانت تحتاجه في تلك اللحظات و هي تجلس أمامه و تجامله بدسّ بضعة لقيمات في فمها لتجبر نفسها على ابتلاعها بينما تنهشها الأوجاع بلا هوادة...

كالشعلة كانت بين يديه...
خفيفة و حارّة استمات بشدّة و هو يحاول أن يحمي وهجها من الانطفاء أمام صقيع الثّلج!
وجهها الكامد لا يفارق ناظريه... كلماتها الفرنسيّة لا تعتق أسماعه... تلك التي سكبتها بهذيان فوق قلبه المنكمش بداخله بفزع ما زال يعتريه... فزع من ألا تكفي أنفاسه لتدفئة بشرتها المبللة بقطيرات عرق التصقت بها خصلات من شعرها النّاعم...

كالشعلة كانت بين يديه...
حارّة و خفيفة لكنّه مازال قادرا على تحسس ثقلها الهزيل فوق قدميه!
تعلّقت عيناه بالباب الذي توارت خلفه منذ دقائق طويلة كفيلة بأن تبثّ داخل رأسه كل ألوان الهواجس... باب احدى غرف قسم الطّوارئ الخاصّ الذي استنفر طاقمه الطّبّيّ في انتظارها باتّصال مسبق منه...

اعترته قشعريرة عنيفة عندما فُتِح الباب المنشود فانتفض يستقبل الطبيب المسؤول عن حالتها بتحفّز تداعت به ملامح وجهه الوجِلة و هو يهتف فيه بلا مقدّمات:

"- دكتور! أرجوك أخبرني... هي بخير أليس كذلك؟!"

"- لقد فقدت الكثير من الدم... الجرح في خاصرتها عميق جدا... لا أفهم كيف لم يقم الطبيب الذي قطّبه بالاحتفاظ بها تحت المراقبة؟!"

نضى اللّون من وجهه الذي امتقع أمام عتاب الطّبيب العابس بانفعال لم يبشّره بخير! فاحتشدت الأنفاس بالكلمات في حلقه و هو يتأتئ باختناق:

"- هي طبيبةُ نفسِها"

لاحت الدهشة على وجه الطّبيب... فازدرد ريقه و أنكس عينيه نحو دمائها في كفّيه مغمغما باهتزاز:

"- قطّبت الجرح في البيت... بلا تخدير"

و وَقْع الكلمة الأخيرة كان مؤلما بشكل غير متوقّع!

قيثارة ديامنتس|| The Harp of Diamantisحيث تعيش القصص. اكتشف الآن