الرشفة الأولى: ديامنتين

39.4K 1.1K 1.8K
                                    

و حسبت رشفة من حلو كأسها سيرويني حد السكرةفباغتتني بفوحها حتى بتّ قربانا لهلاك النشوة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

و حسبت رشفة من حلو كأسها سيرويني حد السكرة
فباغتتني بفوحها حتى بتّ قربانا لهلاك النشوة

💎

🎶𝑷𝒍𝒂𝒚𝒍𝒊𝒔𝒕:
𝐼𝑛𝑑𝑖𝑙𝑎 - 𝐷𝑒𝑟𝑛𝑖𝑒̀𝑟𝑒 𝑑𝑎𝑛𝑐𝑒
𝑌𝑎𝑛𝑛𝑖 - 𝑈𝑛𝑡𝑖𝑙 𝑇ℎ𝑒 𝐿𝑎𝑠𝑡 𝑀𝑜𝑚𝑒𝑛𝑡 (Check media)

💎

باريس، سبتمبر، أسبوع باريس للموضة...

تائهة بين الأقمشة و الأثواب، غريبة تحت الأضواء و كل ما حولها يشعرها بالـ... فخامة! و ما الذي قد يكون أفخم من عرض أزياء لماركة فلورنتين في قلب مدينة الأنوار؟
لكن...
هل يرى الناس الحقيقة؟ هل يرون شعر العارضة المحروق تحت الباروكة اللامعة؟ هل يرون هالات الأرق و الاكتئاب تحت مساحيق التجميل الفاخرة التي تغطي وجوههنّ؟ هل يرون أمّها الأنيقة عبقريّة الموضة الرصينة و هي تكاد تهستر بينما توبّخ الآن أحد مساعديها بسبب زرّ ضائع من أحد الأثواب لم يكن لينتبه له أحد؟ لا... هم لا يرون.. لأنّ أمّها، شارلوت كاستيل -حالها حال كل مصممات الأزياء- تبيع لهم وهما جميلا خلّابا!

"- ماما!"

نادت فلم تسمعها أمّها كما لم يسمع أحد... فتقدّمت تزاحم الحشد بقدّها النّحيف لتطال كتفها الذي ربّتت عليه لتنتشلها من حالة الجنون التي تلبّستها و تهتف لها بسرعة:

"- اهدئي ماما! ها هو الزّر.. خيطيه بسرعة، ما زال هناك متسع من الوقت الكافي على بداية العرض"

رأت الغضب يضمحلّ عن عيني أمّها التي شهقت تختطف منها الزرّ بسرعة صارخة بمساعدها بأن يجلب لها ابرة و خيطا كانا بين يديها في لمح البصر فسارعت تخيط الزر باحترافية و دقة عالية ناقضت العبثية و الهلع الذي شاب صيحتها الحانقة:

"- اللعنة عليكم! هل يجب أن أقوم بكل شيء بنفسي؟! أين العارضة التي سترتدي هذا الفستان؟!"

رمشت بعينيها مجفلة من صرخة أمها و شهقت متراجعة الى الخلف بعنف عندما كادت تدهس تحت أقدام المساعدين الذين هبّوا متبعثرين في كل الاتجاهات استجابة لتعليمات شارلوت...
زفرت يائسة من المحاولة و قد تملّكها الشعور المعتاد بالإحباط... بانعدام القيمة! بكونها لم و لن تكون كافية أبدا... مهما جاهدت و كابدت، مهما حاولت اقناع نفسها و مهما حاول الناس التظاهر بعكس ذلك... لكن الحقيقة تقول أنها لن تكون جزءً من هذا الزحام المخملي أبدا!

قيثارة ديامنتس|| The Harp of Diamantisحيث تعيش القصص. اكتشف الآن