الـٖـكُوب الـثَـٖانِـي عَـشَر

24 3 19
                                    

~ فَلتَـهرُبِـي عَـنٖ عَيـنِي مـٰا شِـئتِ ، فَـإنَّك فِـٖي الضُـلُوع تُســٰافِريـن..

~.~

..~مَــٰايَـا~..

إنّـهُ الـيَومُ الافـتِتاحِـيّ لاختبارات عامي الأخير بالجامعة للمرةِ الـثَانيةِ تَـوالِـيًا

لَـكن المُـختَـلِف هَـذِه المَـرّة وُجُـودُه جانِـبِي
يُـحِدُ خَـوفِي وتَـوتُـرِي

"تَـذكُـرِينَ كُـلّ ماراجَـعناهُ أمـس، صحِـيح؟"

أردَفَ سائِـرًا جَـانِـبِي ،مُـتـجهـينَ لمَحـطة الحـافلات
فَـقد وعَـد بإيـصالي كلّ يومٍ وها هو يُـنفذ

"أجَـل ،أتَـذكــر كيـفيـة حساب القـيُود اليومية والحِسابات الخِـتامية "

حلوىٰ الافتتـاح مادة المُـحاسبة
أسخـرُ بالـطبع إنّـها أسوأ ما أدرُس

"والمِـيزانيّـة العُـموميّـة؟"

أرفَـقَ كلِـماتِه بنظـرةٍ غير واثقة ،ولَـستُ ألومُـه كادَ يفقِـدُ عَقـلَهُ أمس لكثرة أخطائي بها

برمـتُ شفتايَ ورددَت
"أشعُـر أنّـي نسيتُ كُـلّ شئ "

غطّـيتُ عيناي بكَـفي الأيسر فأردَف بأكثر صوتٍ حانٍ يمتَـلِكُه

"سنُـراجِـعُها بالحافِـلة مُـجددًا ،لا بأس"

بجِـديّـة لا أعلم كيف يتَـحملُنِـي ،أشـعُر بِـي ثَـقيلةً عليـه

.
.
.

بعـد أن توقفت الحافلة في محطة جامِـعتِي نَـزلنا سَـويًا

"ماكانَ علـيكَ المـجئ كل هذِه المَـسٰافة "

يلُـومُنِـي ضمِـيري لتأخيرِه عن عَمـلِه

"لقد وعدتُ بأن أوصلكِ كلّ يَـومٍ ، ولن أُخـلِفُ"

ابتَـسم مرةً أخرىٰ واقِـعةٌ أنا لإبتـسامتِه أبعـد مايَـكُون عن مُـجردِ إعـجاب

"قبـلَ أن تَـدخُـلي صَحـيح"
ريثـما أوشَـكتُ علىٰ الدُخـول استرعى سمعِـي هِـتَافُه فالتفتُ باهتِـمامٍ أصـغِي له

"أتعلَـمين ماذا سيُـنجِب مُـعلم رياضيات تزوج معلّـمةَ رياضيات ؟!"

انعَـقَد حاجباي غير مُـستوعبة
أحاول التذكر ،أكان هذا بما درسناهُ أمس!

"لا!"

"طفلًا مُـتساوِي السـٰاقَـين "

تراخَـىٰ حاجباي عندما أدركتُ أنّـها إحـدَىٰ نِگـاتِه وفرت من ثغري ضحكة

فـلاحـظتُ سَـعادَتهُ لِـضحكـتِي
وكأنّـهُ تعَـمدَ قولها بهذِه اللحـظة كي يُـبهِجَـنِي فأضحَـك

إنّ صَـوتُه، ضَحِـكتُه ،وأفـعَالُه تَـضُمُـنِي برِفقٍ
وتُـواسِـينِي

..

گـابُـوتـشِيـنُوٓ Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz