١٨ - الوداع الأخير

38 6 0
                                    

-١٨-

مملكة الطاغوت ، مملكة كبيرة ومساحتها واسعة جدًا ، والأشياء الكبيرة مع الوقت يصبح من الصعب السيطرة عليها ، هذا ما كان الامير سِلفادور يشعر به عندما مات والده الملك " ڤوسيلي " وتم تتويجه على عرش مملكة الطاغوت وهو في عمر صغير لا يعي لشيء ، كان صعبًا عليه لكنه واصل المحاولة ، وعندما كان في مراحل الاستسلام .. اقترحت والدتهُ الملكة الراحلة ان يتزوج من أمرآة حسناء قريبة لعمره وحتى يظمنون وريثًا للعرش من بعده ، وبعد حفلات عديدة وفتيات كثيرات وقع الاختيار على ابنة الكاهن
" سارة " الحسناء الشابة رزينة اللسان .

وبعد إتمام مراسم الزواج كان سِلفادور لا يعرفها او حتى يتكلم معها قبل ذلك ، كانت غريبة عنه تمامًا .. وبعد شهور من زواجهما بدأ يهتم لها لآنه وجدها دائما بجانبه عندما كانت أمور المملكة تزعجه ، قدمت له الحب ، المعرفة ، الصبر على الأشياء ، وبعد سنوات وسنوات قدمت له أطفالًا أصبحوا الآن كبارًا يُعتمد عليهم .

_ كانت الملكة تحتسي الشاي بالحليب وتنظر من خلال النافذة الكبيرة وكانت مستمتعة ومنغمسة بالتفكير في الأوقات الماضية حتى سمعت صوت طرقات متتالية ، دخلت الاميرة نينا بعد أن سمحت لها الملكة بالدخول ، تفاجأت الملكة من ملامح وجهها التي اختلفت عن السابق ، وعندما شاهدت نينا صدمة والدتها بادرت بالحديث قائلة ..

"هذا بسبب المرض يا أمي ، وجهي وشعري وحتى جسدي قد تغير ، سأحاول تنظيم وقتي الآن بعد ان شفيت قليلًا ، لقد اشتقت لكِ وأحاديثنا الطويلة "

تنهدت الملكة وقالت
"لا يمكنكِ الكذب على والدتكِ يا نينا ، فأنا لم اربيكِ هكذا يا فلذة كبدي ، هناك شيء أكبر من مجرد حمى ! ، هناك خوف ورهبة في عينيكِ لم أكن قد رأيتها قط "

أمسكت بيدها الناعمة الباردة بكلتا يداها وحاولت ان تدفئها ، نظرت نينا إلى الشاي وحاولت خلق حديث آخر قبل ان تنهمر دموعها ..

"هل يمكنني شرب الشاي بالحليب ، وهل لي ببعض الفطائر أيضًا "

ضحكت الملكة عليها وقدمت لها الفطائر وبعض الشاي بالحليب ، نظرت نينا ناحية والدتها واطمأنت بأن ملامحها بدت سعيدة ولم تعد محتارة بشأنها ، لكن على الرغم من أن الملكة اظهرت لها ملامحها السعيدة إلا أنها كانت قلقة عليها .

•~ ~ ~ ~•

في تلك الأثناء كانت لينيا في غرفتها تمشي وتفكر ومنزعجة من تصرف البيرت ، جلست على السرير وبدات بالتفكير آكثر وأكثر ، كانت تفكر بشأن ذلك المشعوذ الذي ظهر فجأة وكان يعرف البيرت ، وذلك الاسم الذي ناداها بهِ ، وضعت كلتا يداها حول رأسها وتذكرت كم كانت حياتها هادئة قبل ان تتعرف على البيرت وتعرف عن حياتها الأولى والجنون الذي كان فيها ، تمالكت نفسها وخرجت إلى خارج الغرفة ، كان الجو لطيفًا واحبت ان تخرج لتتمشى لاستنشاق بعض الهواء النقي ولتتخلص من التفكير المستمر ..

العَـين الحمراء || The red eye حيث تعيش القصص. اكتشف الآن