٨ - شجرة و حبل

59 10 0
                                    


⋆⁸⋆

عِند ظهيرة ذلك اليوم ، كانت الشمس مشرقة وتحاوطها الغيوم الكثيفة من كل اتجاه وعند كل سحابة تَمر تحجب الشمس ليتمتع الناس بجمال الجو ويُكملون عملهم واشياءهم المتراكمة .

كان بينجامين يتنزهُ مع نفسهُ ويمشي إلى المكان الذي يجلس عندهُ دائما ويحمل حقيبتهُ وينظر إلى جمال السماء ، وصل إلى وجهتهِ وكانت هناك شجرة كبيرة وساقها متين وقوي ويخرج منها بعض الاغصان القوية وكان أحد تلك الاغصان قريب من الأرض فجلس عليهِ بينجامين واخرج اوراقهُ والحبر وجميع ما كان في الحقيبة ... رفع شعرهُ وادخل اطراف اصابعهِ وسحبهُ للخلف وتنهد بعمق كأنه يريد أن يؤلف شيء ولا يعلم بماذا يبدأ .

وبعد دقائق سمع صوت خطوات ثقيلة قادمة بأتجاهُّ وصوت تكسر الأوراق المتساقطة يزداد فشعر بالقشعريرة تشتاح جسدهُ وانقبضت روحهُ لدقائق وبقي كالتمثال في مكانهِ ، بعد ذلك لمح شخصًا ضخم البُنية وطويل مع ذراعان تملئهما العضلات واسمر البشرة وكان لون بشرتهِ كَلون القهوة .. بعد أن تلاقت اعينهما ابعد بينجامين عينيهِ وتصرف على أنه لم يرهُ ، قهقه الرجل بخفة وتقدم إليه وفي تلك الاثناء كان بينجامين يموت تدريجياً ، وقف الرجل متكتفاً ونظر لهُ لدقائق ثم لمس الشجرة وبدأ بالكلام ..

"أتجلس على هذهِ الشجرة دائما ؟ ألا تعرف قصتها يا فتى ؟"
سأل الرجل.

"قصتها ؟ أنا فقط وجدتها مناسبة للأبتعاد عن الحشرات !"
رد بينجامين بصوت مرتجف.

تنهد الرجل وبدأ بالكلام :
"يحكى أن امرأة كان زوجها يضربها دائما ، فتأتي راكضتًا إلى هذه الشجرة وتبكي عندها وتتمنى أن يموت زوجها وتتخلص منه بأسرع وقت ، وبعد سنوات يموت زوجها بالفعل فتشعر بالندم لأنها ظنت أنه مات بسبب دعاءها وأن الرب غضب منها ، فأتت إلى نفس الشجرة وانتحرت شنقاً ها هنا عند ذلك الحبل المقطوع .. فسُميت هذه الشجرة بشجرة الامنيات وشجرة الموت في آن واحد "

انتهى الرجل من سرد الحكاية ونظر إلى بينجامين الذي كان ينظر إلى الحبل الذي لم يلحظهُ بتاتاً فنزل عنها وهو يرتجف فضحك الرجل بصوت مرتفع واضعاً يداه على بطنهِ .. بقي بينجامين لا يعلم ماذا يفعل أو يقول وكان يعتقد أن هذا الشخص هو سفاح وسيقضي عليه هنا عند هذهِ الشجرة .

"أفعلاً صدقت الحكاية ؟ احمق جبان !!"
صاح الرجل ضاحكاً.

"ماذا ؟!! أكنت تكذب ؟ لكن وهذا الحبل ! "
سأل بينجامين بنبرة غباء ومحياه باهت واصفر اللون.

"انا من وضع الحبل هنا ! واختلقت القصة حتى اُخيف الاطفال واجعلهم لا يلعبون هنا مجدداً ! استرح يا فتى أنا كنت امازحك لا أكثر "
اجاب الرجل بعد أن توقف عن الضحك.

"تشه !! يا لك من مؤلف ممتاز ، لقد صدقتك فعلاً !!"
اردف بينجامين وقد تغيرت ملامحهُ وكان يبتسم له.

العَـين الحمراء || The red eye Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ