١١ - صَخب

53 7 3
                                    

⋆¹¹⋆

| بعد مرور سنة كاملة |

يُفتح ذلك الباب الخشبي القديم ليصدر صوت صرير مزعج للأذان ، تتطاير الاتربة في داخل ذلك المنزل القديم ، البارد ، الموحش المظلم الذي تتسلل إليه اشعة شمس الشتاء ، تدخل امرأة من ذلك الباب ، شقراء الشعر وواسعة العينين وبيضاء البشرة ، ويغطي جسدها المفتون رداءً شتويًا سميكًا ، بعد أن خطت ثلاثة خطوات داخل ذلك المنزل المهجور ، جثت على ركبتيها وبدأت بالصراخ والبكاء وهي تتذكر الماضي ، وتتذكر طفولتها ها هنا في كل زاوية من زواياه ..

وبعد مدة من البكاء دخل عليها ذلك الرجل ضخم الجسم ومُتعب الملامح ، امسك بها وهون عليها ومشى معها لخارج المنزل وهو يمسك بأكتافها بحنان .

”فرانسيس !! ، هذا ليس هو ! إنه ليس المنزل الذي كبرت فيه ، هذا المنزل متسخ وقذر وتملئه الاتربة ، يستحيل بأمي أن تتركه هكذا دون تنظيف ! “
قالت وهي تشهق مع كل كلمة.

”هذا لن يعيدها ريتشل ! لا تتحدثي بمثل هذا الكلام وتفعلي بنفسكِ هكذا ، الحياة تستمر بنا مهما كثرت الاحزان ، ليس هناك ما نفعله “
قال بنبرة حزن وطمأنينة.

”ليتني كنت هنا في وقت ابكر من هذا يا فرانس ، لكنت على الأقل رأيت أمي قبل أن افقدها للأبد ، لقد سمعت الرجل العجوز الذي سألناه ، لقد قال أن ابي قد سُجن بعد شهرين من هروبي هذا يعني أنها قد عانت لشهور وحدها دون أن أكون بجانبها ، لو كنت اعلم ، آه لو كنت اعلم أن ذلك المدعو ابي قد سُجن لكنت عدت إلى المنزل .. مسكينة أمي ماتت وهي تعتقد أنني ميتة “

قام فرانسيس بالطبطبة على ظهرها محاولاً مواساتها ، على الرغم أنه يعلم أن ذلك لن يفيد معها .. فهذا الندم لن يزول وحتى لو مرت عشرات السنين ستبقى ريتشل نادمة على ذلك وستحمل نفسها ذنب لم تقترفه .

•~~~~•

في هذه السنة كان كل شيء قد تغير في مملكة الطاغوت ، بالطبع ليس القصر فهو باقٍ لا يتغير ، لكن كل شيء آخر كان قد خضع للتطوير والتصليح .. الملك سلفادور كان منشغلاً بالتحضيرات لموسم الزراعة ومن ثم انشغاله بموسم الحصاد والان يخضع القصر لأنشغال آخر وهو حفلة الحصاد ..

”إنها حفلة موسمية ، يجب على كل الممالك إقامتها سواء في القصر أو في الكنائس ، لكن هذه السنة ولأول مرة ، رحب قصر الطاغوت بالممالك الغير قادرة على إحياء مثل هذا الحفل الضخم وسيفتح قصر الطاغوت ابوابه لأستقبال الناس .. لذا وبعد ثلاثة أيام من الآن وهذا إذا ظهر قمر الحصاد بالطبع ، سيكون الصَخب في جميع ارجاء القصر ”

قالت اماليا وهي تجلس على كرسي غرفتها وتمسك بكتاب ضخم كانت ستنتهي منه بعد بضع صفحات ، وكانوا المُستمعين هم بينجامين ولينيا ونينا يجلسون في الارض ثلاثتهم ويستمعون لأختهم الكبرى بتمعن ..

العَـين الحمراء || The red eye حيث تعيش القصص. اكتشف الآن