٧ - المشعوذ الكَفيف

72 12 10
                                    


⋆⁷⋆

في فجر يوم آخر ، كان الضباب يحاوط الغابة من جميع الاتجاهات ويحتضن الأشجار ، صوت تدفق مياه الشلال العالي مرتفع ويمتزج رذاذ المياه مع ضبابية الأجواء ، يمشي رجلٌ طويل القامة إلى مكان البحيرة أسفل الشلال حتى يغسل محياه ويرتوي بسبب عذوبة الماء هناك ، بعد أن وصل بدأ يسمع صوت أجيج الشلال وكم أحب ذلك الصوت ، كأنها موسيقى تحاوط إذنهُ .. عندما جثى على ركبتيهِ وتلامست يداه وكُونّ وعاء في يدهِ .. شعر أن الماء العذب ليس كما تركهُ بالامس ، هناك شيء يفسد عذوبتهِ وهناك لون دماء يمتزج مع اللون الزمردي للماء ، استقام وهو يتنهد ظنّ منهُ أن هناك حيوان نافق في الارجاء .

وعندما كان يتمشى ليبحث عن مصدر التلوث ، شاهد هناك امرأة غارقة في دماءها وتتشبث بصخرة متوسطة الحجم .. هرع لها مسرعاً وعندما اقترب منها ابعد خصلات الشعر الذهبية عن محياها وعندما نظر لها ، ارشق بنظرهُ للسماء ظنّ منه أنها ملاك قد وقعت على الأرض ، وعندما اقترب منها أكثر كانت تتنفس بصعوبة بالغة وفاقدة لِوعيها تماماً ، جزء من جسدها يطفوا في الماء والجزء العلوي تتشبث بهِ على الصخرة وكأنها لا تريد الموت وتكافح من أجل الحياة دون علم منها .

ابعد خصلات شعره الطويلة النازله على عينيهِ ليظهر جزء كبير من محياه متشوهًا تماماً ، نصف عينهُ اليسار وجهة خدهِ اليسار أيضاً كانت مشوهة .. وبعد أن ابعد شعرهُ ووضعه خلف اذنهِ عاود لحملها واخذها من الماء وفستانها المُبلل يقطر ماءً وقدميها مجروحة وتصب دماً ، فقط محياها الحسن لم يتضرر كثيراً ..

•~~~~•

في مكان بعيد عن مملكة الطاغوت ، حيث الاشجار التي تنتشر وتتوسع لمساحات كبيره ، صوت زقزقه العصافير التي تبني اعشاشها فوق الاشجار ، ومنظر ذلك الشلال متوسط الحجم الذي يقبع وسط الغابة .. يطير الغراب بسرعه حتى يصل الى الشلال ويدخل من مكان صغير وضيق إلى كهف مخفي خلف الشلال حتى لا يختلط ريشه بالماء ، وعندما يدخل إلى ذلك الكهف يقف بهيأتهِ كانسان وينظر إلى المكان بأشتياق وهو يتلمس الأشياء الغريبة التي كانت هناك وبعضها قد اتخذت منها العناكب بيوتً لها ، وتجمع حولها الغبار .. ما كان يُميز ذلك الكهف الرطب هو الشموع العَطرة التي كانت تشتعل ولا تذوب .

"مَر وقتٌ طويل ، لِما تأخرت هذه المرة ؟"

قال شخصًا ابيض العينين وهو يخرج من مكان آخر بالكهف اصلع الرأس ومتوسط الطول ويمسك عصاً في يده وكان شاباً وليس شخصًا كبيراً بالعمر ..

"لقد اشتقت إليك يا صديقي ، لكنك تعلم مدى انشغالي "
قال غراب بعد أن تقدم منه وهو يمسك بيدهِ أحدى الجماجم ويلعب بها كأنها كرة.

"هل وجدتها ؟ فأنت تأتي إلي دائما بعد أن تجدها "
قال الكفيف وهو يبتسم.

"لقد اصبت ! ، لقد وجدتها بالفعل ، بعد عناء طويل .. وأنا حقاً حقاً أشعر أن هذه المرة مختلفة عن التي سبقتها "
اردف الغراب وهو يضع الجمجمة في مكانها.

العَـين الحمراء || The red eye Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz